بينما كانت سوسو تصر على أسنانها بقوة، محاولة كبح الغضب الذي يتدفق داخلها.
يداها كانت تتحركان بسرعة فائقة، كأنهما ريشة في مهب الريح، بينما تغرز الإبر الفضية لعائلة تانغ المحملة بطاقتها الداخلية في جروح الجرحى، وكأنها تسكب الأمل في عروقهم.
"التالي!"
خرج من فمها صوت حاد وقوي، يملأ المكان كصوت جرس يدعو إلى العمل. كانت عيناها، المشتعلتان كجمرتين، تعكسان الكراهية والغضب العميق تجاه الطائفة الشيطانية التي كانت السبب في هذه المأساة.
كل جريح تتعامل معه كان بمثابة صرخة احتجاج على الظلم الذي وقع عليهم، مما جعل قلبها يغلي كالحمم البركانية.
عندما رفعت بصرها باتجاه التلاميذ، لاحظت تراجعهم قليلاً للوراء برهبة، كأنهم قد رأوا شبحًا.
"لما لا تذهب أنت؟"
همس أحدهم، بينما كان صوته يرتجف في الهواء.
"ساهيونغ، إن إصابتك أكثر خطراً مني!"
أضاف آخر، لكن سوسو لم تلتفت لحديثهم.
"ألن تأتوا؟"
خرجت الكلمات من بين شفتيها المطبقتين كفوهة بركان، لم يكن ذلك غضب سوسو موجهاً نحوهم.
إنما كان نتيجة للمشاعر التي تتصارع بقوة في أعماقها، كأمواج تتلاطم على صخور جرف صخري.
بينما كانت تكبت غضبها، عبرت عن ذلك بملامح وجهها القاسية.
شفتاها المشدودتان، وتعبيرات وجهها التي تحمل ثقل الألم الذي لا يُحتمل، كانت تنبئ عن صراع داخلي عنيف.
كل جريح يمر أمامها كان كأنه يحمل جزءًا من عذاباتها، مما زاد من شعورها بالمسؤولية العظيمة تجاههم.
"هل ستأتون أم أتي إليكم؟"
شق صوتها الهادر سكون المكان كخنجر حاد ، مما دفع التلاميذ للتحرك بسرعة وتلبية ندائها.
لكن في تلك اللحظة، وبينما كانت سوسو على وشك الالتفات، توقفت فجأة.
جسدها، الذي اعتاد على الحركة، كأنما يرفض التحرك، كما لو كانت غرائزها تصرخ لتمنعها من اتخاذ أي خطوة.
بدا المكان وعلى الرغم من صخبه ساكناً من حولها، كان بإمكانها الاستماع بشكل جيد لصوت ضربات قلبها، كل دقة كانت تردد صدى الرهبة في روحها.
أنت تقرأ
نافذة على الذكريات
Ficción Generalكان دوما يبتسم، او يغضب لكن عندما يكون وحده يكتسي وجهه ذلك التعبير الحزين في كل مرة ظنوا انهم استطاعو فهمه يحدث امر يجعلهم يدركون انه بعيد المنال والان وقد أصبح مصابا بلعنة تغوص به بأعماق ذكرياته وتعود به نحو ماض سحيق ماض اندثر ولن يعود لكن الفؤاد و...