كان الترقب يخيم على الغرفة كغيمة سوداء، تتجمع في سماء مشحونة بالتوتر.
عيون الجميع كانت مركّزة على تشيونغ ميونغ، وكأن كلماته هي السيف القاطع الذي يمكن أن يسلب الحياة بسهولة.
في تلك اللحظة، في تلك المحكمة كان تشيونغ ميونغ هو القاضي، والزعماء هم المتهمون، وجو الغرفة كان مشحونًا ببرودة لا تُحتمل.
"إذاً؟ ما هي خطتكم؟"
تساءل بصوت خافت، لكن كلماته كانت كالصقيع المتجمد، تحمل في طياتها حرارة الغضب الكامنة.
سأل ولم يكن ينتظر جوابًا، فقد كان يعلم الحقيقة، لكن الرغبة في فضح نفاقهم كانت تدفعه للحديث.
كان الأمر مريرًا وصعبًا؛ قد ابتلع مشاعره المهتاجة عدة مرات، وقاتل رغم الجروح النازفة في جسده، ورأى الحياة تتسرب من رفاقه كالرمال من بين أصابعه.
رؤية الجسد البارد لأخيه، والخوف من فقدانه، كانت كل تلك الأحاسيس تتصارع بداخله كأمواج عاتية تحاول الهروب من بحر الأسى الذي اجتاحه.
حينها كان بإمكانه أن يشعر بتلك الوجوه المبتسمة التي تحاول الظهور بكل وقاحة، وكأن كل ما حدث لم يكن له تأثير.
لذا كيف يمكنه السكوت بعد كل ما حدث؟ كيف يمكنه أن ينظر إلى وجوههم الفارغة، التي تظهر بلا خجل وبكل وقاحة، وكأنهم قد نسوا كل شيء؟كيف يمكنهم التظاهر بهذه البساطة؟
بينما كانت مشاعره تتأجج، كان قادرًا على إخفاء طاقته، محاولًا بلا جدوى أن لا يؤذي أخاه.
كان قلبه يتصاعد كبركان يوشك على الانفجار، لكن عقله كان يحاول السيطرة على تلك النيران، مدركًا أن اللحظة تتطلب الحكمة أكثر من العنف.
وكان الزعماء أمامه، يتبادلون النظرات القلقة، ويدركون أن هذا ليس مجرد نقاش عابر.
كانت تلك اللحظة مصيرية، حيث تتداخل فيها خيوط الغضب والضعف، وتتشابك فيها المصائر.
في تلك الغرفة المظلمة التي اجتمع فيها الزعماء، والتي بدت وكأنها ساحة محكمة تكتنفها ظلال الشك والريبة.
الأضواء الخافتة كانت تلقي بظلال طويلة على الوجوه المرهقة، بينما كانت الأعين تتنقل بين الحاضرين، بحثًا عن الأمل أو التبرير.
في الزاوية، كان تشيونغ مون يراقب تشيونغ ميونغ، بعينين مليئتين بالقلق.
كان وجهه متجهمًا، بينما أطبقت شفتيه على بعضهما بإحكام، كأنه يحاول كبح مشاعر تعصف به.
أنت تقرأ
نافذة على الذكريات
Ficción Generalكان دوما يبتسم، او يغضب لكن عندما يكون وحده يكتسي وجهه ذلك التعبير الحزين في كل مرة ظنوا انهم استطاعو فهمه يحدث امر يجعلهم يدركون انه بعيد المنال والان وقد أصبح مصابا بلعنة تغوص به بأعماق ذكرياته وتعود به نحو ماض سحيق ماض اندثر ولن يعود لكن الفؤاد و...