شيئًا فشيئًا، بدأت دموع تشيونغ ميونغ تتلاشى كندى الصباح تحت أشعة الشمس، بينما احتضن رفاقه بقوة، كمن يحاول أن يجمع شتات روحه الممزقة. أحاطت ذراعيه المرتجفتان بهم، وكأنهم درعٌ يحميه من عواصف الذكريات المؤلمة التي كانت تضربه بلا هوادة. شعور الأمان تسلل إلى قلبه كنسيم رقيق يهب على وجهه بعد عاصفة، وفي تلك اللحظة، تبدد الضباب الذي كان يعيق رؤيته، ليصبح المشهد أمامه أكثر وضوحًا.
**ذلك الدفء**
**هذا الشعور**
**تلك النظرات**
كانت حقائق ملموسة، وليس مجرد سراب كان تشيونغ مون، كما عهده دائمًا، يربت برفق على ظهره، بمظهر ووجه دافئ وعيون حانية، بينما كان تشيونغ جين متجمدًا في مكانه، وعيناه تتسعان بدهشة، كأنما كان يشاهد وحشًا مُنكسراً للمرة الأولى.
'ساهيونغ؟ يبكي؟ بهذه الطريقة؟'
همس جين، وكأن الكلمات تتسلل من بين شفتيه ببطء.
'ذلك الساهيونغ؟'
ترددت الأفكار في ذهن جين، حيث كان تشيونغ ميونغ بالنسبة له القمة التي لا يمكن بلوغها، وحشًا منيعًا بمزاج قاسي وشخصية لعينة لكنه كان الآن كجبلٍ يتهاوى تحت وطأة الزلازل.
جسده، الذي كان مشدودًا كوتدٍ في الأرض، أصبح مُتراخيًا، وكأنما فقد كل قوة كانت تجري في عروقه. كان يتنفس بصعوبة، وكأن كل نفس يأتيه يحمل معه عبء الذكريات المؤلمة، تلك الذكريات التي احتضنها في زوايا قلبه.
بدا تشيونغ ميونغ، الذي يُختنق بدموعه، كشخص مختلف، أكثر إنسانية، وأكثر قربًا من رفاقه.
وفي تلك الأثناء كان تانغ بو الذي يراقب، يتألم في داخله لرؤية حال صديقه لم يستطع أن يفهم ما يمر به إلا أنه الألم الذي تملكه قد وصل إليه بشعور ولكن
كيف له أن يفهم؟
كيف له أن يتصور مشاعر شخص خسر كل شيء في لحظة واحدة؟
كيف له أن يعلم الألم الذي يجتحه وهو يتأرجح بين واقع قاس ومظلم حيث يقف به وحيداً منكسراً بجسد جريح يحتضن جثث رفاقه ويذرف دموعاً من الدماء، وبين حلم أشد قسوة حيث حيث يعانق أجسادهم الدافئة، بينما تتسلل حرارتها لتذيب الجليد في قلبه، ليذرف الدموع بين أحضانه
**القوة؟**
نعم، لقد كان قوياً، لكن هذا ليس ما سعى إليه.
**القتال؟**
نعم، لقد قاتل بكل قوته، لكن ليس لأنه أراد، كانت بالنسبة له حربًا بلا معنى، لكن وجه أخيه الذي يبتلع مرارته الدافع الذي يلقي به بساحة المعركة
الرغبة بحماية الطائفة التي آوته
الأمل بالعودة من جديد الذي تلاشى من بين يديه كقلعة رملية هشة
أنت تقرأ
نافذة على الذكريات
Ficção Geralتتراقص أزهار البرقوق في نسيم الربيع تتفتح بتلاتها البيضاء الوردية كأحلام تتجلى في ضوء الشمس ولكن في لحظة مؤلمة تتساقط هذه الأزهار الجميلة كما لوكانت تتنازل عن حياتها لتبث الحياة بالأزهار الفتية فتمنح كل مالديها لتغذية البراعم الجديدة لكن تبقى ذكريات...