الأوغاد اللعناء (7)

38 4 34
                                    

عند رؤية اختناق بايك تشيون خفف تشيونغ ميونغ من حدته قليلاً، لكن وجهه كان لا يزال بارداً وقاسياً، كمالو أن ملامحه صبغت بلون الجليد.

كانت لحظة من الزمن، وسرعان ما راح يجول ببصره في فضاء المعركة، يتفحص كل زاوية وكأن عينيه تحفران في عمق الذاكرة، تجسيداً للألم الذي شهدته تلك الأرض.

جبل هوا المنهار
كعملاق مكسور، محاطاً بأنقاضه، وكأن كل حجر يحكي قصة خيانة الزمن. 

المباني المشتعلة
تنفث الدخان في الهواء، حاملةً معها رائحة الرماد والخيبة، وكأنها تعكس حظوظ من كانوا يظنون أنهم في مأمن. 

التلاميذ الذين يصارعون للوقوف
كانت أجسادهم تتمايل في خضم الصراع، كأوراق تتراقص في عاصفة، مُدافعين عن أحلامهم الممزقة، بينما كانت عيونهم تعكس الخوف واليأس في آن واحد.

استمر تشيونغ في تفحص ساحة المعركة، وكأنما كان يسعى لالتقاط كل لحظة من هذه الفوضى، كل صرخة، كل جرح، وكل دمعة.

كانت عينيه تتنقلان بين التفاصيل المؤلمة، تتتبعان خيوط المعاناة التي نسجت بأيدٍ مرتعشة، وكأنما كان يحاول أن يستوعب كل ما حدث، ليحفظه في ذاكرة لا تنسى.

لينتهي بصره إلى سبب كل هذه الفوضى

"الطائفة الشيطانية."

الصاعقة التي تزلزل الأرض من تحت قدميه، تجسيد الشر الذي اجتاح المكان، والذي كان سببًا لكل هذا الدمار.

نفض سيفه بهدوء، كأنه يمسح عن كفّه الغبار، ناثراً الدماء التي كانت تتلألأ في الهواء كنجوم مكسورة، تتلألأ بلون القرمزي القاتم.

في تلك اللحظة، كان سكون المكان يثقل الأجواء، وكأن كل شيء قد تجمد، وكأن الكون نفسه ينتظر لحظة الفصل، ليشهد ما سيحدث بعد ذلك.

بدأت ابتسامة ملتوية ترتسم على شفتيه، تبرز أسنانه البيضاء التي تكسوها الدماء، ولجت تلك الابتسامة إلى قلب السكون كخنجر، مما زاد من حدة التوتر في الأجواء.

عابد الشيطان الذي وقف أمامه شعر بجسده بأكمله يرتعش، وكأنما كانت الرعشات تتسلل إلى عظامه، تعكس الخوف الذي حاول جاهدًا إخفاءه.

لم يبدو الشخص أمامه كإنسان، بل ككائن قد تجرد من كل شعور بالضعف، وكأنه تجسيد للرعب نفسه.

كانوا هم، الذين تخلصوا من كل الخوف بداخلهم ووهبوا أرواحهم للشيطان السماوي، لكن الآن، كانت أطرافهم ترتجف خشية من الموت، وكأنهم أدركوا أنهم قد فتحوا أبواب جحيم لا يمكنهم إغلاقها.

نافذة على الذكريات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن