ساهيونغ لا يعلم (٣)

41 2 50
                                    

عندما يُسأل أي شخص عن اللحظات التي شعر فيها بسعادة عظيمة، غالبًا ما تكون إجابته مرتبطة بمكسب ما، سواء كان معنويًا أو ماديًا.

لكن الآن، وفي هذه اللحظة، على الرغم من الكنوز التي تتكدس أمام أعينهم، لم يستطع زعماء الطوائف الشعور بالسعادة.

بدلاً من ذلك، كانت معدتهم تتلوى من الألم وهم يتأملون تلك الكنوز التي تتزايد شيئًا فشيئًا.

كانت الألوان الزاهية تلمع تحت ضوء الشموع الخافت، حيث برز تمثال بوذا الذهبي وسط الحبوب الثمينة من وودانغ، حتى عصا اليشم لطائفة المتسولين كانت موجودة هناك.

ومع تزايد الأغراض أمامهم، اتسعت أعينهم في ذهول، وكستهم الرهبة وكأنما سحرهم جمال تلك الكنوز، رغم ما تحمله من قلق وخوف.

بانجانغ، الذي كان يتصبب عرقًا باردًا، كان يحدق بتشيونغ ميونغ، حيث عجز عن فهمه أو التواصل معه.

حتى في هذه اللحظة، شعر براحة طفيفة في صدره لكون تشيونغ مون حيًّا وواعياً في هذا المكان.

كم مرة كان سيف تشيونغ ميونغ على وشك أن يقتلع رقابهم لولا تدخل تشيونغ مون؟

بالنسبة له، كان هذا لغزًا عميقًا. كيف استطاع جبل هوا، ترويض هذا الوحش الكاسر؟

كلمة واحدة هي كل ما يحتاجه الأمر حتى يتراجع الشخص الذي لا يمكن التواصل معه، والذي يتحول معه كل منطق إلى هراء فارغ.

لكن ومع ذلك، لم يكن أحد ليتخيل مثل هذا الأمر.

لم تمضِ إلا عشرة أيام منذ أن وضعت الحرب أوزارها، وكان جبل هوا وقديس سيف زهرة البرقوق هما الطرف الذي عانى أكثر من غيره.

بينما كان زعيم الطائفة غائبًا عن الوعي، بدا أن الأمور تتعقد أكثر.

وسط تلك الفوضى، كيف تمكن تشيونغ ميونغ من التسلل وسرقة كنوزهم؟

كان هذا وحده كافيًا لإظهار مدى غضبه وجنونه.

كان من المعجزات أنه انتظر مضي عشرة أيام.

وبينما كان بانجانغ هائماً بأفكاره لفجأة اتسعت عيناه وتوقف عقله عن التفكير، كان الأمر للحظة واحدة لكن التعبير الذي أبداه تشيونغ ميونغ كان كفيلاً لبث الرعب في جسده.

بدأ شعور غريب يتسلل إلى قلبه، حيث تلاشت الراحة التي شعر بها لوجود تشيونغ مون بلا عودة.

فحتى هو الآن بدا عاجزًا عن فعل أي شيء، بدا كما لو أن كلماته لن تلقى صدى في أذني تشيونغ ميونغ.

نافذة على الذكريات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن