في مكان آخر، بينما كان الجميع قلقين على تشيونغ ميونغ ويبحثون عنه، تسلقت يوي سول التلة بهدوء.
كانت خطواتها خفيفة، تشبه همسات الرياح التي تعصف بالأشجار المحيطة.
وجهها كان خاليًا من التعبير، وعيناها تعكسان عمق مياه بحيرة هادئة.
لم يكن هناك الكثير من الحركة على ملامحها، لكنها كانت تعرف كيف تجد طريقها إلى الأماكن المنعزلة حيث يختبئ تشيونغ ميونغ.
كانت تراقب الطبيعة حولها، والأشجار التي تتمايل بلطف، كأنها تستمد القوة من هدوء المكان.
وهي تتسلق إلى قمة التلة، وقفت لبرهة، تنظر إلى الأفق البعيد.
كان صوتها منخفضًا، وكلماتها نادرة، لكن عيناها كانت تعبر عن القلق الذي يعتصر قلبها.
حملت تلك اللحظة ثقلًا خاصًا، وكأنها رسالة للعالم من حولها.
تذكرت كيف كان يجلس هناك، معزولًا عن الجميع، كأنه يحاول الهروب.
ومع كل خطوة، كان قلبها يسعى للعثور على الأمل في هذا الفراغ، حتى وإن لم تكن قادرة على التعبير عن ذلك بالكلمات.
عادت بذاكرتها إلى اليوم الذي شهدت فيه تشيونغ ميونغ وهو يلوح بسيفه تحت ضوء القمر.
كانت السماء ملبدة بالنجوم، بينما انبثق ضوء القمر الفضي، يضيء المشهد بطريقة سحرية.
عندما بدأ تشيونغ ميونغ في تنفيذ تقنيته، كان السيف يتلألأ، كأنه يحمل طاقة الليل الساكن.
مع كل حركة، كان السيف يندفع في الهواء، مُطلقًا رذاذًا من الأزهار الوردية التي تتفتح بتناسق بديع.
الأزهار تتشكل على طرف السيف، تنبض بالحياة كأنها كائن حي يتراقص مع أنفاس الرياح، تتفتح ببطء كما لو كانت تستجيب لموسيقى مكنونة في قلبه.
كانت بتلاتها ناعمة وشفافة، تعكس ضوء القمر بطريقة تجعلها تتلألأ كالجواهر.
ومع كل حركة، كانت الأزهار تتناغم مع الإيقاع، مما يمنح انطباعًا بأنها جزء لا يتجزأ من السيف نفسه.
تقنيته كانت قريبة من الكمال، لكن وجه تشيونغ ميونغ لم يعكس الرضا.
كانت ملامحه مشدودة، وعينيه تحملان نظرة عميقة، كأنه يلاحق شيئًا بعيدًا عن متناول يده.
بينما كانت الأزهار تتفتح وتتناثر حوله، بدا كمن يتوق إلى شيء لم يتمكن من الوصول إليه، يبحث عن إجابة غائبة.
أنت تقرأ
نافذة على الذكريات
General Fictionكان دوما يبتسم، او يغضب لكن عندما يكون وحده يكتسي وجهه ذلك التعبير الحزين في كل مرة ظنوا انهم استطاعو فهمه يحدث امر يجعلهم يدركون انه بعيد المنال والان وقد أصبح مصابا بلعنة تغوص به بأعماق ذكرياته وتعود به نحو ماض سحيق ماض اندثر ولن يعود لكن الفؤاد و...