كان الجو مشحونًا بالتوتر، حيث ارتسمت ظلال القمر على الوجوه كأنها لوحات سريالية.
وعينا تشيونغ ميونغ المتقدتين كجمرتين مشتعلتين، وهو يحدق بحدة ببايك تشيون، محاولًا فك شفرة هويته الحقيقية.
الهواء كان بارداً، يهب بلطف، مختلطًا برائحة العشب الرطب والجبال، لكن ذلك لم يخفف من وطأة القلق الذي يتسرب إلى قلبه.
عندما نطق التلميذ فجأة بتلك الكلمات، تجمد تشيونغ ميونغ للحظة، وكأن الزمن توقف.
كان صداها يدوي في أذنه كجرس إنذار، ولكن سرعان ما استعاد توازنه، ونهض بسرعة، مشيًا بخطوات حاسمة نحو حافة السطح، حيث كان ملمس الأرض البارد يلتصق بأقدامه.
نظرته كانت تتنقل بين بايك تشيون، الذي وقف بذهول، وبين الفراغ الممتد أمامه، حيث كانت الجبال تحرس الأسرار القديمة.
"لم ينتهي حديثنا هذا بعد"
تحدث تشيونغ ميونغ بصوت بارد
" أيها الشيخ!"
التلميذ، الذي لاحظ الدماء المتسربة من يدي تشيونغ ميونغ، صاح بقلق
"يدك!"
لكن الأخير لم يعره التفاتة، وكأن الكلمات كانت رياحًا تتلاشى.
تسارعت خطوات تشيونغ ميونغ، وبدأ نبض قلبه يتزايد كدقات طبول الحرب، بينما كانت أنفاسه تتعثر في صدره، كأن كل ذرة هواء في تلك الليلة كانت تعانده.
وصل أخيرًا إلى باب غرفة أخيه، ودفعه بقوة، مما أحدث صريرًا كأنين روح محبوسة، ليعبر عن الفوضى التي تعم داخله.
عندما فتح الباب، كانت الأضواء خافتة، ورائحة الدواء تغطي المكان كغيمة ثقيلة.
وقف لحظة، محدقًا في تشيونغ مون الذي كان مستلقيًا على السرير. لم يكن بأحسن حال، لكن عينيه فتحتا أخيرًا.
كانت حالته تعكس معاناة الأيام التي قضاها بلا وعي.
جسده هزيل بشكل واضح، كأن الحياة قد تخلت عنه لبعض الوقت.
وجهه كان شاحبًا، بلون القمر في ليلة بلا نجوم، وعينيه مغلقتين، لكن جفونه بدت مرتخية، مما جعل ملامحه تعكس الضعف والهشاشة.
عندما تأمل في أخيه، كانت نظرته ضبابية، كما لو أن العالم من حوله كان يتشكل ببطء.
علامات التعب والإرهاق كانت واضحة على وجهه، كأن كل لحظة من الغيبوبة قد تركت أثرها.
أنت تقرأ
نافذة على الذكريات
General Fictionتتراقص أزهار البرقوق في نسيم الربيع تتفتح بتلاتها البيضاء الوردية كأحلام تتجلى في ضوء الشمس ولكن في لحظة مؤلمة تتساقط هذه الأزهار الجميلة كما لوكانت تتنازل عن حياتها لتبث الحياة بالأزهار الفتية فتمنح كل مالديها لتغذية البراعم الجديدة لكن تبقى ذكريات...