بغتة، استيقظ تشيونغ ميونغ من نومه مرتجفاً، كما لو كان قد صعد لتوه من أعماق البحر، تحركت عيناه بعنف تحت جفونه الثقيلة، تتفحصان الغرفة المألوفة بنظرة حائرة.
كان كل شيء على ما يرام، الجدران الخشبية، السرير البسيط، حتى رائحة أزهار البرقوق المتداخلة مع نسيم الجبل العليل، لكن هناك شيئًا ما يزعجه، كشوكة غائرة تغرس بعمق في جوارحه
نهض متعثراً، يده اليمنى تشد على صدره، محاولة تهدئة دقات قلبه التي رفرفت كطائر حبيس في قفص، يرفرف بأجنحته محاولاً الهرب.
كل خطوة يخطوها كانت تثير غبارًا من الشكوك في ذهنه كمن يسير على حافة هاوية، وكل لحظة قد تكون الأخيرة عرق بارد يلتصق بجبهته، وشعره مبعثر على وجهه.
"لا... لا يمكن..."
همهم بصوت خافت، صوته المبحوح يصدح في الصمت المطبق للغرفة. رفع يده إلى وجهه، وكأنه يحاول أن يلمس حقيقة هذا الوهم الذي يطارده.
كسهم مشتعل ركض نحو غرفة ساهيونغ، خطواته المتثاقلة تتسارع، وكأن الشيطان نفسه يطارده.
قلبه ينبض في حلقه، وكأنه يريد أن يخرج.
عيناه تفتشان عن أي خطر محتمل.
كل عضلة في جسده مشدودة، وكأنه نابض.
كل سؤال كان يمر عبر عقله كخنجر، يجرح ويؤلم، بينما أقدامه تتسارع نحو المجهول.
الرياح الباردة التي تهب من النوافذ كانت تلامس وجهه، وكأنها تذكره بأنه لا زال حيًا، لكن الخوف كان يسيطر عليه."لا...لا...رجاء...ساهيونغ"
تسربت من فمه صرخة مكتومة، ممزوجة بالخوف واليأس.
............
كان سيجين ينظر بعينين فارغتين، بينما كان المشهد أمامه يكشف عن أحد طاويي جبل هوا الذي يتوق إليه، وهو ينهال بالضرب على شخص آخر.
كان الأمر أشبه بعملية عجن، حيث كانت الضربات تتوالى كالعواصف، مما جعله يتساءل في داخله،"كيف تحول الأمر لهذا؟"
قبل لحظات...
"هيونغ، اهدأ قليلاً واستمع إلي..."
حاول تانغ بو بسرعة أن يهدئ الموقف، لكن نبرته كانت مشبعة بالتوتر.
"اهدأ؟؟؟"
جاء رد تشيونغ ميونغ كصاعقة رعدية، يعبر عن استياء عميق وكأنه يصرخ في وجه عاصفة.
"حسناً، أنا أخبرت الفتى أننا نرتدي هكذا بسبب الشيطان في جبل هوا!"
صرخ تانغ بو، وكأن هذه الكلمات كانت آخر أمل له للخروج من المأزق.
أنت تقرأ
نافذة على الذكريات
Fiksi Umumتتراقص أزهار البرقوق في نسيم الربيع تتفتح بتلاتها البيضاء الوردية كأحلام تتجلى في ضوء الشمس ولكن في لحظة مؤلمة تتساقط هذه الأزهار الجميلة كما لوكانت تتنازل عن حياتها لتبث الحياة بالأزهار الفتية فتمنح كل مالديها لتغذية البراعم الجديدة لكن تبقى ذكريات...