جبل هوا هو جبل هوا (2)

34 3 34
                                    

وقف السيوف الست بلا حراك، وكأنما الزمن قد تجمد في تلك اللحظة، كانت أعينهم زائغة، مملوءة بالدهشة والصدمة.

وكأنهم قد وُضعوا في حالة من التجميد، غير قادرين على استيعاب مشهد الفوضى الذي يجتاحهم.

الصور المروعة للجثث والدماء كانت تتراقص أمام أعينهم، وكأنها كوابيس حية، تصرخ في وجوههم وتذكرهم بأن الحياة والموت قد تداخلتا في لحظة واحدة.

عقولهم كانت محاصرة في دوامة من المشاعر المتضاربة، فبينما كانت قلوبهم تنبض بالخوف، كانت هناك شرارة من الشجاعة تحاول أن تتسلل عبر جدران ذهولهم.

تلك اللحظة كانت كفيلة بأن تشل حركتهم، لكن شيئًا ما في أعماقهم كان يصرخ من أجل الحركة، من أجل الفعل.

وفي تلك اللحظة، تركزت أنظارهم على تشيونغ ميونغ، الذي كان يقف وسط الفوضى، يشع بالقوة والثبات رغم جراحه الثخينة.

كانت الدماء تتدفق من الجروح التي تغطي جسده، ولكنها لم تكن تعكس الضعف؛ بل كانت تجسد إرادته القوية.

ورغم الذراع المفقودة، التي أصبحت ذكرى لجراح الماضي، كان تشيونغ ميونغ واقفًا كجبل، متجذرًا في الأرض.

كانت ملامحه تنطق بالعزيمة، وكأنه يحمل على عاتقه عبء كل الأرواح التي فقدت، وكل التلاميذ الذين سقطوا.

كان شعور الغضب يتصاعد في صدره، ليس فقط من أجل المعركة، بل من أجل كل أولئك الذين خذلهم الغدر.

تصاعد شعور الغضب في صدره، كان يشتعل كالنار التي تأكل في قلبه، مما جعله يشعر بأن كل لحظة من التردد قد تكون كافية لتفويت الفرصة للنجاة.

"ألن تتحركوا الآن؟"

صرخ، وصوته يتردد كالرعد في السكون المطبق حولهم، كلماته كانت كصاعقة كهربائية، تنفجر في صمتهم، فتقطع حبال الخوف التي كانت تقيّدهم.

تحولت نظراتهم من الارتباك إلى إدراك، وكأنما استشعروا أن الوقت لم يكن في صالحهم؛ فقد كان عليهم أن يتحركوا الآن، أن يتجاوزوا مشاعر الفزع والذهول التي أسرتهم.

غضب تشيونغ ميونغ الذي كان كشرارة تحرق السكون، دفعهم إلى التحرك وفي خضم الفوضى التي عمت المكان، انطلق صوت غاضب من بين التلاميذ.

"لما تركتهم يهربون؟"

صرخ جوغول، وكانت نبرته متوترة، تعكس الغضب الذي اشتعل في داخله كالنار.

توقف الجميع عن الحركة للحظة، وتوجهت الأنظار نحو جوغول، كما نظر تشيونغ ميونغ إليه ببرود،لكن توهجت عيناه كالعواصف التي تتجمع في الأفق.

نافذة على الذكريات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن