الأوغاد اللعناء (4)

57 6 56
                                    

ابتلع القلق تشيونغ ميونغ، وجعل وجهه شاحبًا كأنما فقد كل لون، بدا وكأن بركانًا يغلي بداخله، مشاعر الغضب والقلق تتصاعد كالدخان الأسود.

كان الشخص الذي يصرخ بقوة دائمًا، الآن يقف صامتًا، وكأن الكلمات قد جفت في حلقه. كانت الأجواء خانقة بشدة، مما زاد من توتره.

شد تشيونغ ميونغ قبضتيه بشدة، وأصابع يديه تبيّن مدى احتدام مشاعره، اتجهت عيناه إلى تشيونغ مون، الذي كان يرتشف الشاي بهدوء.

بدا كأنه حجر ثابت في بحر من العواطف المتلاطمة. كان أخاه، كما كان دائمًا، يحافظ على رزانته وسط العواصف.

قلب تشيونغ مون بصره بين الشيوخ في المكان، بوجهه المعبّر عن الجدية.

"قبل أن أجيبك، هل يمكن للشيوخ إجابة سؤالي؟"

" زعيم الطائفة، لماذا تستمر في التهرب من الموضوع بهذه الطريقة؟"

قال يونغ سو، وقد ارتفعت نبرته بالانزعاج، واهتزت يده في حركة غير مدروسة. لكن سرعان ما تراجع للخلف، نية القتل التي طغت على المكان كغيمة ثقيلة.

هذا التوتر، شعور البرودة يسري في عظامهم. كانت الأعين تتنقل بين تشيونغ ميونغ وتشيونغ مون، وكأنهم يستعدون لمواجهة عاصفة لا يمكن الهروب منها. كانت القلوب تخفق بشدة، والتوتر يتصاعد كأنما كان هناك صوت خفي ينذر بخطر وشيك.

بدا وكأن تشيونغ ميونغ مستعد في أي لحظة لقطع رأس يونغ سو، في تلك اللحظة، لم يكن مجرد شخص غاضب.

كان يمثل قوة حقيقية، قوة تعكس كل ما يمكن أن يترتب على تجاوز الحدود. كان يتحدث بلغة غير منطوقة، حيث كانت تعبيرات وجهه وأسلوب وقفته يبعثان برسالة واضحة

'كيف تتجرؤ على التصرف بوقاحة في هذا المكان؟'

كان الخوف يسيطر على الشيوخ، لكن في قلبهم كان هناك أيضًا شعور بالاحترام تجاه تلك القوة، وفي تلك اللحظة، أصبح كل شيء في الغرفة مشحونًا، كل كلمة تُقال، وكل نظرة تُلقي، كانت تُشعرهم بأنهم على حافة الهاوية.

حينها وكما لو كان يسكب مياه باردة على بركان هائج، تكلم تشيونغ مون بنبرة هادئة ولكن حازمة، وعيناه تتقدان بالثقة.

"لا أعتقد أنني وجهت هذا السؤال إليك، لقد فهمت موقف شاولين"

كانت كلماته تنبعث من بين شفتيه كالرصاص، قوية ودقيقة.

تجمدت الأجواء للحظة، وكأن الزمن توقف. كان يونغ سو يواجه النظرة القاسية التي ألقاها عليه تشيونغ ميونغ، الذي بدت معالم وجهه صارمة، كأنما نحتت من الحجر، كانت قبضته مشدودة على الطاولة، وأصابعه بيضاء من الضغط، مما أضاف إلى هالة القوة التي تحيط به.

نافذة على الذكريات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن