وبينما كان تشيونغ ميونغ سعيداً بالزجاجة، التفت بايك تشيون نحوه، محاولًا كسر
حاجز الصمت الذي يحيط بهما، وقال بتردد
"أيها الشيخ..."
أجابه تشيونغ بنظرة حادة
"ماذا؟"
"هل يمكننا التحدث قليلاً؟"
قال بايك تشيون، وكأنه يخطو على حافة الجرف.
أمال تشيونغ ميونغ رأسه ببطء، كأنما يبحر في بحر من الغموض، وحدق ببايك تشيون بنظرة حادة، لكنه لم يُظهر أي علامة على الاهتمام، بل كان هناك شيء من السخرية في عينيه.
كان وجهه جامدًا، كالصخر، يحمل في طياته برودة غريبة، وكأنما يختبئ خلف درع من اللامبالاة.
"ماذا تريد الآن؟"
قال تشيونغ، صوته خالٍ من الحماس، وكأنما يتحدث إلى حشرة مزعجة.
لم يكن معتادًا على احتكاك التلاميذ الآخرين به، إلا قلة من تلاميذ الدرجة الثالثة لكن الآن بدا أن هؤلاء الذين تجرؤا على مناداته باسمه بكل وقاحة يتزايدون، كانوا غريبين وغير مألوفين، لم يعلم أكان هذا بسبب الوضع أم لسبب آخر.
كانت تلك الديناميكية غريبة عليه، وكأنهم يتجاهلون قواعد الاحترام والتسلسل الهرمي.
بايك، الذي كان محاطًا بتوتره، حاول أن يتحدث، لكنه تلعثم.
"هل يمكننا التحدث قليلاً؟"
"تكلّم،"
رد تشيونغ بفتور، كما لو كان يقول*لا تهدر وقتي*.
بدأ تشيونغ في العبث بشعره مرة أخرى بانزعاج، لكن هذه المرة لم يكن بسبب الضيق الذي كان يحيط به.
بينما كان يسير أمام بايك، كانت خطواته تتسم بالثقة، وكأن كل خطوة تُظهر تفوقه على الموقف.
التفت تشيونغ ميونغ إليه وسأل، بصوت ممل.
"ألن تات؟"
سارع بايك تشيون للحاق به، كمن يحاول الإمساك بلحظة قد تتلاشى.
بينما كان الهواء يحمل رائحة الكحول، كانت التوترات تتلاشى في برودة تشيونغ.
اقتربا من السطح، وقد كانت ليلة صافية، تتراقص فيها بتلات البرقوق البيضاء كالفراشات الرقيقة تحت ضوء القمر الساحر، تاركة وراءها سجادة من اللؤلؤ على الأرض، فيما ينبعث منها عطرٌ فواح يملأ الهواء بالهدوء والسكينة.
أنت تقرأ
نافذة على الذكريات
Fiksi Umumكان دوما يبتسم، او يغضب لكن عندما يكون وحده يكتسي وجهه ذلك التعبير الحزين في كل مرة ظنوا انهم استطاعو فهمه يحدث امر يجعلهم يدركون انه بعيد المنال والان وقد أصبح مصابا بلعنة تغوص به بأعماق ذكرياته وتعود به نحو ماض سحيق ماض اندثر ولن يعود لكن الفؤاد و...