الأوغاد اللعناء (5)

65 5 35
                                    

فجأة أصبح كل شيء ساكنًا في لحظة واحدة.

كانت أصوات السيوف وصرخات المقاتلين تتلاشى، وكأنها محيت من الوجود، مما خلق شعورًا غريبًا بالخلود في قلب الفوضى.

توقفت ضربات السيوف في الهواء، وكأنها تجمدت، بينما انحنت الرياح لتستمع إلى صمت اللحظة.

كانت الألوان تتلاشى، وتبدو ساحة المعركة كلوحة فنية باهتة، حيث كانت تفاصيل الدماء والنيران تتلاشى في ضوء باهت.

في تلك اللحظة، لم يكن هناك سوى الإحساس الغامر بالدهشة والرهبة.

أصبح كل مقاتل وكأنه تمثال منحوت، عالق في وضعه، عيونهم مفتوحة على مصراعيها.

كان بإمكان المرء أن يرى كيف كانت قلوبهم تخفق بشدة، لكن أصواتهم لم تُسمع.

كأن العالم قد أخذ استراحة من الألم والمعاناة، تاركًا فقط صدى الذكريات في الهواء.

حتى الأنفاس كانت تتباطأ، وكأن كل شيء قد استسلم لسلطة هذه اللحظة.

كانت الأجساد المتساقطة على الأرض تبدو وكأنها تنام في سكون لا نهاية له.

بينما كانت الأضواء تتراقص حولهم، كأنها تحاول أن تنقلهم إلى عالم آخر.

في تلك اللحظة، تجلى معنى الوقت بشكل مختلف.

لم يكن هناك ماضي أو مستقبل، بل مجرد وجود حقيقي، حيث كان لكل شيء مكانه، ولكل روح وزنها.

كان شعورًا بالترابط الذي يتجاوز الفوضى، وكأن كل شيء في الكون يتنفس معًا في تلك اللحظة الساكنة.

ثم، مع لمحة من الأمل، بدأ الزمن يتسلل ببطء مرة أخرى. كانت الأصوات تعود تدريجيًا.

تتلاشى الفوضى لتعود الحياة، لكن تلك اللحظة الهادئة ستظل محفورة في ذاكرة الجميع، كذكرى عن كيفية أن الزمن يمكن أن يتوقف، حتى في أحلك الظروف.

بينما كان بايك تشيون مغلقًا عينيه، مستسلمًا للحظة من السكون العميق الذي غمره.

في تلك اللحظة، كانت همسات المعركة تتلاشى من حوله، وكأن الزمن قد توقف.

كان شعور السكون يحيط به كعناق دافئ، يخفف من وطأة الألم والخوف الذي كان يعتصر قلبه.

بينما كان في هذا السكون، شعر فجأة بحرارة الدماء تنساب على وجهه، تلك الحرارة كانت كصاعقة تعيد له الوعي.

نافذة على الذكريات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن