ستزهر كما لو كان الذبول كذبا

31 4 4
                                    

بينما كان الشيخ يهبط من جبل هوا، نظر للخلف بغضب، عينيه تتقدان بلهيب الاستياء.

كانت مشاعره تتلاطم كالأمواج، بين الغضب والخزي، وكأن كل خطوة تقترب من القاع تحمل معها عبء تلك المواجهة المهينة.

فجأة، صاح أحد التلاميذ، صوته يحمل نبرة من الاستنكار

"أسنسكت عن هذه الوقاحة أيها الشيخ؟"

كانت كلماته تعبر عن إحباطه وشعوره بالظلم، لكنه لم يكن يدرك أن الإساءات التي تعرضوا لها كانت أكثر عمقًا مما يتصور.

رد الشيخ عليه بهدوء، رغم الغضب الذي كان يتأجج في داخله

"اهدأ، لنرى لمتى سيستمر تبجحه هذا. لن يدوم طويلاً على هذه الحال."

كان صوته يحمل نبرة من الثقة والسخرية.

"إنها نهاية جبل هوا."

كانت كلماته تتردد في الهواء، تحمل معها شعورًا باليقين، لكن أيضًا بمرارة الهزيمة.

كان يعلم أن تلك النبرة من الثقة كانت مجرد قناع، وأن الحقيقة كانت أكثر تعقيدًا مما يظهر.

بينما كانت خطواتهم تتلاشى بعيدًا عن جبل هوا، كانت الكلمات التي قالها الشيخ تحمل في طياتها نذير شؤم.

كانت تنبئ بأن الصراع لم ينته بعد، وأن ما حدث لم يكن سوى بداية لعاصفة قادمة.

وهكذا، مرت عدة أيام على جبل هوا المنكسر وهو يلملم أشلائه المتناثرة.

.....................

بينما كان جبل هوا يتنفس من جديد بعد الفوضى، كان العمل على ترميم الدمار يسير ببطء ولكن بثبات.

كانت السيوف الستة وتلاميذهم منهمكين في رفع الأنقاض، وإعادة بناء ما تهدم، كأنهم يحاولون استعادة ذكرياتهم المفقودة.

كانت الأجواء مشحونة بالجهد، وصدى الأصوات يتردد بين الصخور المتناثرة، والأنفاس الثقيلة تملأ المكان.

تشيونغ ميونغ كان يراقب كل حركة، عينيه تتقدان بعزم لا يعرف الكلل.

كان يقف وسط الفوضى، يوجه التلاميذ، ويشرف على كل التفاصيل الصغيرة.

"هذا الحجر يجب أن يُرفع من هنا، لا تضعه هناك، بل في الزاوية!"

كانت كلماته تتردد كالأوامر العسكرية، تحمل في طياتها ثقل المسؤولية.

نافذة على الذكريات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن