كانت الأجواء مفعمة بالتوتر، حيث كان جوغول يتجول في أروقة الطائفة كما لو كان ظلًا يبحث عن ضوء.كانت خطواته تتردد في الممرات الخشبية القديمة، تصدر صدىً يشبه أنين الماضي، بينما كان قلبه يضرب بقوة، مضطربًا في صدره.
"أين يمكنك أن تكون، تشيونغ؟"
تمتم جوغول لنفسه، وعيناه تمسحان زوايا المكان كالعصفور الذي فقد عشه، تبحثان عن أي علامة تدل على وجود تشيونغ ميونغ.
الهواء كان مشحونًا برائحة الخشب القديم، مختلطًا برائحة العشب الرطب من حديقة الطائفة، مما أضاف شعورًا بالحنين.
لكن تلك الرائحة لم تستطع إخفاء القلق الذي كان يتسرب إلى قلبه كالماء تحت الباب، يغمره شيئًا فشيئًا.
"هل رأيتم تشي... الشيخ تشيونغ ميونغ؟"
سأل جوغول، وعيناه تتأملان وجوه التلاميذ حوله بتوتر.
كانت ملامحهم تتجمد كأنها أحجار في نهر جاف.
"أليس في غرفة زعيم الطائفة؟" رد أحد التلاميذ،
"أجل، إنه يقضي وقته هناك دائمًا."
أضاف آخر، وكأنما كان يحاول طمأنته، لكن جوغول لم يكن في مزاج يسمح له بالاستماع إلى التطمينات.
"فهمت."
همس جوغول، محبطًا. تركت كلماته أثرًا عميقًا، كغيمة ثقيلة تتجمع في سماء تفكيره، تتوعد بعاصفة قادمة.
في الواقع، تقبل جوغول حقيقة أن تشيونغ ميونغ هو سلفهم وقديس السيف منذ زمن طويل، لكن تلك الفكرة كانت تزعجه أكثر مما تريح.
"إنه غير مألوف."
تمتم لنفسه، وهو يشعر بأن الفوضى تعصف بأفكاره، كأمواج تتلاطم ضد صخرة.
تشيونغ ميونغ الطفل،
تشيونغ ميونغ المتعلق بأخيه،
قديس السيف وسيد الظلام وهما يلهوان،
ثم... تشيونغ ميونغ الذي عاد من الحرب فاقدًا ذراعه.
كانت تلك الصور تتراقص أمام عينيه، تتشابك مع ذكريات مريرة، ككابوس لا ينتهي.
بينما كان يتجول في تلك الذكريات، شعر بالانغماس فيها، وكأنما كان يتلمس شيئًا مفقودًا في ظلام قلبه.
في البداية، كان من المثير للاهتمام معرفة المزيد عن تشيونغ ميونغ، لكن مع الوقت، أصبح الأمر مؤلمًا.
أنت تقرأ
نافذة على الذكريات
Narrativa generaleتتراقص أزهار البرقوق في نسيم الربيع تتفتح بتلاتها البيضاء الوردية كأحلام تتجلى في ضوء الشمس ولكن في لحظة مؤلمة تتساقط هذه الأزهار الجميلة كما لوكانت تتنازل عن حياتها لتبث الحياة بالأزهار الفتية فتمنح كل مالديها لتغذية البراعم الجديدة لكن تبقى ذكريات...