جبل هوا هو جبل هوا (5)

37 3 24
                                    

عند سماع الصوت المفاجئ، تخطى تشيونغ ميونغ هاي يون واتجه بصره نحو بوابة جبل هوا ليتغير تعبيره الجاد إلى آخر مرير ومتألم، وكأنما قد انكسر شيء في داخله.

في المكان الذي توقفت به نظراته أحد تلاميذ جبل هوا يقف وعلى ظهره رجل مصاب، غطت الضمادات القرمزية التي تشربت بالدماء جسد الرجل بينما أنفاسه تتسرب بصعوبة كأن الحياة تتلاشى منه.

هذا دفع تشيونغ ميونغ للتقدم  نحوه بينما تتسارع خطواته، في حين كانت السيوف الخمس الذين لاحظوا هذا التعبير تحدق بذهول بالمشهد.

تشيونغ ميونغ، الذي كان شامخًا ومهيبًا منذ لحظات، يبدو الآن كمن سينهار في أي لحظة.

لم يكن الجسد فقط هو المصاب، إنما الروح هي التي تفتت لتبدو مثل زجاج مكسور تتناثر شظاياه في كل مكان، كما لو صورة باهتة تفقد ألوانها شيئا فشيئاً.

وبعد لحظات...

توقفت خطواته أمام التلميذ بينما عيناه لا تزالان مثبتتان باتجاه الرجل بينما ينبض قلبه بسرعة، مليئًا بالقلق والخوف.

تنفس بعمق، محاولًا استجماع شجاعته، وبحذر تقدم نحو تشيونغ مون الذي كان جسده يتدلى بلا حراك فوق ظهر تلميذ جبل هوا.

"ساهيونغ"

نطق بها بصوت خافت، يكاد لا يُسمع.

التلميذ، الذي لاحظ الشهيق المتقطع والأنين الخافت لـ تشيونغ ميونغ، سارع لطمأنته

"لقد استعاد وعيه للحظات، وكان يبحث عنك."

تهادت يد تشيونغ ميونغ كفراشة جريحة وهو يرفعها باتجاه جسد تشيونغ مون، لكن اليد الممتدة سرعان ما عادت لمكانها، مشدودة إلى قلبه المكسور.

شعر السيوف الست في هذا الموقف  بألم عميق يكسوهم، كما لو كانوا جميعًا يتشاركون في هذا الحزن.

في تلك اللحظة ركع تشيونغ ميونغ على ركبتيه مشيراً للتلميذ أن يضع تشيونغ مون على ظهره

"لكن ساهيونغ"

صاح التلميذ القلق على حالته.

ولكن عينا تشيونغ ميونغ اللتان لم تفارقا جسد تشيونغ مون جعلتا التلميذ غير قادر على الاعتراض فما كان منه إلا أن أطاع الأمر.

بدأ التلميذ بوضع تشيونغ مون فوق ظهره، محاولًا أن يكون لطيفًا قدر الإمكان.

وببطء استقر الجسد المتداعي على ظهر تشيونغ ميونغ، شعر الأخير بثقل أخيه يضغط عليه كما لو كان يحمل جبلًا.

نافذة على الذكريات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن