سكون العميق يغلف المكان، وبعد برهة تردد صوت كأنين من أعماق الجميع في أذنيه، وشعور الرطوبة الذي التف حوله كغلاف ثقيل يلتصق بجسده زاد من إحساسه بالاختناق
"مطر؟.."
سمع صوت لقطرات ماء تتساقط لكن أفقه كان فارغا، وفي هذا المكان الموحش لمح خيالا بعيدا
"هاه؟ ساهيونغ؟"
كان تشيونغ مون يقف بعيدا بابتسامة دافئة على وجهه وبجانبه تشيونغ جين يضحك بسعادة
"هل تعلمان ما هذا المكان؟.. ولم نحن هنا؟ "
"..........."
سأل، لكن صمتهما كان كالصدى، يتردد في قلبه الخاوي.
"ساهيونغ؟"
أطلق صرخته كصدى في غابةٍ موحشة.
"جين آه؟"
أدار تشيونغ مون ظهره، وانطلق مع تشيونغ جين، تاركين تشيونغ ميونغ خلفهم
"ساهيونغ!"
"..........."
"تشيونغ جين!"
"..........."
"أين تذهبون؟"
على الرغم من ندائه اليائس إلا أنهما لم يلتفتا، كما لو لم يسمعها قط، أحاط اليأس قلبه كظلال عميقة، حاول اللحاق بهما، لكنه شعر بقبضة غامضة تعيقه.
"ماء؟"
تلك الأرض المبتلة كانت كفخٍ قاتل، تمسك بكاحليه، وفجأة، شعر بأن شيئًا غير عادي يسري في تلك المياه.
"هذا... دم؟"
أحاط به سيلٌ من الدم القرمزي، وتسلل الرعب إلى عروقه، مما جعله يصرخ بكل ما أوتي من قوة
"ساهيونغ! لا تذهب... جين آه... لا تتركاني هنا وحيدًا!"
لكن صوته لم يجد صدى في المكاو، بل غرق في ظلامٍ دامس. ومع مرور الوقت، بدأت بقع الدم تلطخ زيه بلون أحمر قاتم ، بينما كان هو يغوص في هذا البحر المظلم.
"ساهيونغ! ..."
تلاشت كلماته في أعماق الخوف، حيث غمره الظلام، وأصبح أسيرًا لذكرياتٍ مرعبة.
أنت تقرأ
نافذة على الذكريات
Genel Kurguتتراقص أزهار البرقوق في نسيم الربيع تتفتح بتلاتها البيضاء الوردية كأحلام تتجلى في ضوء الشمس ولكن في لحظة مؤلمة تتساقط هذه الأزهار الجميلة كما لوكانت تتنازل عن حياتها لتبث الحياة بالأزهار الفتية فتمنح كل مالديها لتغذية البراعم الجديدة لكن تبقى ذكريات...