صداع (3)

34 3 42
                                    

مرت لحظة صمت ثقيلة في المكان، وبدا الزمان يتمدد والثوان تمر كساعات في المكان، ولم يُسمع سوى صوت تنفسهما المتلاحق.

لكن سرعان ما تمالك تشيونغ ميونغ نفسه، وابتسم ابتسامة عريضة، محاولةً منه لتلطيف الأجواء المشحونة.

"من يقلق على الآخر الآن؟ ألا ترى كيف هو جسدك؟ اااه ساهيونغ، يجب أن تكون ممتنًا لي،"

قالها بتعابير مرحة، لكن نبرته كانت تحمل شيئًا من السخرية.

لكن تلك الكلمات، التي كانت تحمل نبرة فكاهية، لم تستطع أن تُخفف من وطأة المرارة التي بدت على وجه تشيونغ مون.

تلاشى الابتسام من وجه تشيونغ ميونغ، وعاد للصمت، وكأن كلمات السخرية علقت في حلقه، وتحولت إلى رماد.

بعد برهة، استجمع تشيونغ مون أنفاسه وأخرج زفيرًا عميقًا، كأنه كان يخرج كل الآلام التي تراكمت في صدره.

لطالما كان تشيونغ ميونغ هكذا، يخفي جراحه وآلامه خلف كلماته، يصطنع الابتسامة ويتذمر.

لم يكن الأمر مجرد قناع، بل كان أشبه بخداع للذات.

لم يرغب في أن يشعر بالضعف ولو للحظات، لذا كلما اجتاحته تلك المشاعر، كان ينفضها سريعًا، ويستبدلها بتذمر وسخرية.

"تعال."

أشار تشيونغ مون لتشيونغ ميونغ بالاقتراب، لكن الآخر لم يفهم الإشارة.

تابع تشيونغ مون كلماته.

"هل كنت تتجول بهذا الشكل الفوضوي بين التلاميذ؟ ماذا عن كرامتك كشيخ؟"

أجابه تشيونغ ميونغ بلهجة مُتهكمة،

"كرامتي؟ يا ساهيونغ، هل تعتقد أنني أستطيع التفكير في كرامتي بينما أركض في ساحة المعركة؟"

كانت نبرته تحمل خليطًا من السخرية والألم، وكأن كل كلمة كانت تعبر عن صراعه الداخلي.

"لا، هل ستبدأ بالتذمر بمجرد استيقاظك؟ ما هذا؟"

كان صوته يحمل نبرة استنكار، لكنه أيضًا كان يحمل حبًا وقلقًا عميقين.
لكن وعلى الرغم من شكواه، جلس تشيونغ ميونغ بالقرب من تشيونغ مون، الذي التقط الضمادة الموضوعة بجانب السرير.

راح يضمد اليد الجريحة لتشيونغ ميونغ بحذر، حيث كانت حركاته دقيقة، لكنه كان يعبس وهو يقول

"عليك معالجتها بشكل صحيح لاحقًا."

رد تشيونغ ميونغ بعد أن سحب يده المضمدة،

نافذة على الذكريات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن