أنا بخير (4)

55 4 51
                                    

عاد تشيونغ ميونغ إلى غرفة أخيه، حيث تخلل الظلام المتراكم بين الجدران كأنما يلتف حول روحه المنهكة.

ومع كل خطوة، كان صوت صرير قدميه على الأرض الخشبية يذكره بأيامٍ خلت، أيام لم تكن فيها الحرب قد تركت آثارها المدمرة.

كان الهواء محملاً برائحة العفن، ورائحة الدم التي لم تُمحَ بعد، مما جعل قلبه يتقلص وكأنما يُخنق بالألم.

عندما نظر إلى الغرفة، شعر بوحشة تفترس سعادته؛ كانت نظافة المكان تعكس الصراع الداخلي الذي يخوضه، حاول بجد أن يجسد روح أخيه المحب للنظافة بالمكان.

كانت الأقمشة ملقاة بعناية على السرير، لكن الفوضى في الزوايا كانت تروي قصة أخرى، قصة فقدان وتشتت، كأنما تخبره أن النظام الخارجي لا يمكن أن يعيد الحياة.

اقترب من سرير أخيه، حيث كان يرقد بلا حراك كجثة هامدة.

وضع يده برفق على جسده، وحرارة جسده الضعيف كانت كلسعة نار تُشعل في قلبه.

أغمض عينيه، محاولًا درء الصور القاسية التي كانت تتزاحم في ذهنه؛ صور معركة ملحمية، ورفاق سقطوا، وأخيه الآن، فاقدًا للوعي، كأنه شجرة جفت أوراقها.

بدأ يستدعي الطاقة من دانتيانه، كمن يستخرج الماء من بئر جاف.

شعور عميق باليأس تسرب إلى أعماقه، بدأت الطاقة تتدفق، كأنها شلال يتسرب عبر نهرٍ ضحل.

كل خلية في جسده كانت تتفاعل مع الألم، وعندما بدأت طاقته تتسلل إلى جسد تشيونغ مون، شعر كأنها حرب جديدة تُخاض، طاقة تشيونغ ميونغ تتصارع مع الطاقة الخبيثة التي تختبئ داخل أخيه، كأنما يواجه وحشًا متجسدًا.

كانت الطاقة الشيطانية تأبى الانصياع، تتشبث بجسد أخيه كالأشواك التي تعانق الجسد الجريح.

في تلك اللحظات، كان السكون حولهما مثل غيمة ثقيلة، تثقل الأجواء، وكأنما الزمان قد توقف.

ومع ذلك كان عليه أن يتجاوز هذا الظلام، أن يُحارب بأقصى ما لديه.

تسارعت أنفاسه، وكانت دقات قلبه تخفق كطبول الحرب، وكل محاولة كانت بمثابة صرخة أمل، صرخة تعكس خوفه العميق من فقدان أخيه.

تدريجيًا، بدأ الضوء يتسلل إلى جسد تشيونغ مون، كأشعة شمس تتحدى ظلام الليل.

كان الأمل يتجلى في ذلك الوميض، لكنه كان أملًا هشًا، يتطلب كل ما لديه للتمسك به.

أطلق دفعة أخيرة من الطاقة، كانت كالعاصفة، اجتاحت الغرفة، مُحطمةً كل ما في طريقها.

نافذة على الذكريات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن