اتسعت عينا هيون جونغ بصدمة، إذ لاحظ شيئًا غريبًا بارزًا من أسفل السرير.
كان طرفه الظاهر أسود اللون، مما دفعه لتضييق عينيه في ريبة محاولاً لفهم ما يراه.
"أهذا رداءه؟"
همس لنفسه، وعقله يسرح في ذكريات تشيونغ ميونغ، ذلك الفتى الذي كان يرتدي لباسًا أسود ضيقًا كالسارق كلما خطط لمشكلة ما.
تلك الذكريات كانت كخيوط من الشوك تلتف حول معدته، مما جعله يهز رأسه في محاولة لطرد تلك الأفكار المقلقة.
وضع الرباطات جانبًا، واندفع نحو الشيء الغامض، كأنه كان مدفوعًا بقوة خفية.
"هذا..؟"
تمتم، وهو يسحب الشيء برفق، ومع الحركة، بدأ الشيء يتضح أمامه.
"دفتر؟"
بدا كأنه شيء مُخبأ بعناية، كطفل يحتفظ بسرّه الثمين.
شعور غريب اجتاح هيون جونغ، إذ لم يكن من الغريب وجود دفتر في غرفة تلميذ لطائفة طاوية، لكن الأمر كان مختلفًا تمامًا عندما يتعلق الأمر بتشيونغ ميونغ.
لم يستطع هيون جونغ تخيل تشيونغ ميونغ وهو يمسك كتابًا ويقرأه بعناية، باستثناء دفاتر الحسابات المالية التي كان يتفحصها بدقة كمحصلي الضرائب.
كان غلاف الدفتر باللون الأسود القاتم، كسماء الليل الخالية من النجوم، وفي منتصفه، كان هناك رمز جبل هوا، زهرة البرقوق الحمراء، مرسومة بدقة وكأنها تعكس شغفًا دفينًا.
فتح هيون جونغ الدفتر بترقب وفضول، قلب الصفحات بسرعة، والتي كانت مهترئة ومتجعدة، وكأنها تحمل قصصًا مؤلمة.
كان الخط في بعض الصفحات كان أنيقًا ومرتبًا، والكلمات تنساب بسلاسة.
لكن في صفحات أخرى، كانت الكتابة فوضوية، وكأن الفتى كان يحاول التعبير عن مشاعر متضاربة، مما جعل الحروف تتداخل وتتراكب، وكأنها تنفجر من قلبه.
و في بعضها، توقفت الكلمات في منتصف السطر، كما لو أن الكاتب قد قُطع عن أفكاره بصدمة، مما جعل هيون جونغ يشعر بضغط في صدره.
بعض الصفحات كانت مجعدة بشدة، وأخرى ممزقة، وبدا على بعضها آثار مياه جعلت الحبر الأسود يتسرب، مما أضفى طابعًا من الارتباك على المحتوى، لم يعلم أكانت عرقاً أم دموعاً ابتلعها بصمت.
لكن ما أثار قلقه أكثر كانت تلك الصفحات التي احتوت على آثار سوداء قاتمة، في البداية كان غير قادر على تحديد ماهيتها. لكن عند التفحص بتمعن، أدرك الحقيقة المروعة.
أنت تقرأ
نافذة على الذكريات
Ficción Generalكان دوما يبتسم، او يغضب لكن عندما يكون وحده يكتسي وجهه ذلك التعبير الحزين في كل مرة ظنوا انهم استطاعو فهمه يحدث امر يجعلهم يدركون انه بعيد المنال والان وقد أصبح مصابا بلعنة تغوص به بأعماق ذكرياته وتعود به نحو ماض سحيق ماض اندثر ولن يعود لكن الفؤاد و...