رقصة تحت ضوء القمر

34 3 11
                                    

في قلب الليل، على قمة ذلك الجبل النائي، كان القمر يتلألأ في السماء كعين شاردة تراقب مأساة وحيدة.

الهواء بارد وصامت، وكأن الطبيعة نفسها تتأمل ما حدث.

تلاشت البتلات الوردية، التي كانت يومًا رمزًا للشجاعة، شيئًا فشيئًا في الظلام، تتساقط كدموع حارة على الأرض.

كان تشيونغ ميونغ يقف هناك، وحيدًا، ذراعه الواحدة ممدودة نحو سيفه الذي يتلألأ في ضوء القمر.

عينيه الورديتين، التي كانت تعكس القوة والإصرار، الآن غارقتان في حزن عميق.

كان يتأمل النصل، كأنما يبحث عن إجابات في انعكاساته، لكن ما وجده كان فقط ظلال الذكريات المؤلمة.

مع كل بتلة تتلاشى، كان يشعر بثقل الوحدة يتزايد، وكأن كل واحدة منها تأخذ معها جزءًا من روحه.

كانت قمة الجبل خالية، لا صوت سوى أنفاسه الثقيلة وصدى ذكرياته، كأن العالم قد نسيه.

تسربت النسمات الباردة، تحمل في طياتها شعور الفقد، وكأن الليل نفسه يعزيه، لكن لم يكن هناك من يستمع.

وفجأة لاح له انعكاس غريب أفزعه.

"مااا... متى أتيتِ بحق الإله؟"

تساءل بصوت خافت، كأنه يتحدث إلى شبح.

انقطع الصمت بظهور يوي سول، التي كانت تراقبه من بعيد.

تجمعت في عينيها مشاعر متباينة؛ فضول وحذر.

اقتربت بخطوات خفيفة، وكأنها تخشى أن تفسد اللحظة، لكنها تحمل سيفها بيدها وعلى وجهها تعابير صارمة.

"ما الذي تريديه الآن، أيتها الطفلة؟ أنا مشغول."

ردّ بنبرة متجهمة بينما يلوح بيده، يحاول إبعادها بكلمات باردة.

"علّمني."

كانت كلمتها تتردد في الهواء، كالصدى الذي لا ينتهي.

"هاه؟"

ارتفع حاجباه في استغراب.

"هو لن يفعل، لكني أعتقد أنك ستفعل."

"من هو؟"

"أنت."

جاء ردّها سريعًا،

"ها؟ هل جننت؟ أأصبتَ عقلك في مكان ما؟"

نافذة على الذكريات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن