كان تشيونغ مون يراقب ظهر تشيونغ ميونغ بصمت، وكأنما كان واقفًا على حافة هاوية، مشاعر مختلطة تتصارع في قلبه كعواصف متلاطمة.
بدا كل ما أخبره به تشيونغ ميونغ بالأمس شيئاً يفوق تصوره، بدت وكأنها تنبؤات قاتمة تتسلل إلى ذهنه، تعصف بكل يقين.
لكن ما كان مريعًا بحق هو إمكانية أن تصبح تلك الأفكار واقعية، ككابوس يقترب من اليقظة.
ترقب بعينيه المتعبتين، اللتين تعكسان الشك والقلق، صورة تشيونغ ميونغ بتعبير مرير، كما لو كان يشاهد شبحًا يتلاشى أمامه.ترددت الكلمات التي همس بها بضعف في أذنيه، الصوت الذي انساب كأنه عطر مر.
"وحدي..."
"لما ليس ساهيونغ؟"
"لما ليس تشيونغ جين؟ لما بحق؟"
كانت تلك الكلمات تتسرب كصدى من أعماق جحيم داخلي، تتردد في أذنه كضجيج لا ينتهي، مما زاد من وطأة القلق الذي كان يعصف بروحه.
"لما كنت الشخص الوحيد الذي عاد؟"
كانت هذه العبارة تتكرر في ذهن تشيونغ مون، كالسكاكين التي تغرز عميقًا في قلبه، تُقطع شرايين الأمل وتتركه ينزف شعورًا بالعجز والضعف.
كان يتذكر كيف كان تشيونغ ميونغ دائمًا قويًا، كيف كان يواجه الصعوبات بابتسامة، لكن الآن، يبدو أنه قد تآكل تحت وطأة هذا العبء.
"ما زال الطريق طويلاً..."
همس تشيونغ مون بهذه الكلمات بهدوء، كأنه يحاول أن يخفف من وطأة الواقع.
كان يعلم أن الطريق الذي يجب أن يسلكه تشيونغ ميونغ لإدراك الحقيقة لا يزال طويلاً، وأن الفهم لا يأتي بسهولة.
لا يمكن للإنسان، لا، لا يمكن لتشيونغ ميونغ أن يتغير لهذه الدرجة بسبب حلم، لكن وعلى الرغم من ذلك كان الخوف يتسلل إلى قلبه كالماء في ثغرات الصخور.
ألقى تشيونغ مون نظرة أخيرة على صورة تشيونغ ميونغ التي تلاشت من أمامه، وكأنها كانت وهماً يتلاشى في ضباب الذكريات، كأثر شبح يختفي في زوايا الماضي.
أغلق الباب خلفه برفق، كأنه يترك جزءًا من قلبه خلفه، ويأمل أن يكون الساجيل خاصته قويًا بما يكفي ليواجه ما هو قادم.
"أمل عندما يحين الوقت... فقط أن لا تتألم كثيراً."
ردد تلك الكلمات مراراً ،كدعاء لأخيه، بينما كان يشعر ببرودة الفراق تسري في عروقه، وكأنما يودع جزءًا من نفسه إلى الأبد.
أنت تقرأ
نافذة على الذكريات
Fiksi Umumتتراقص أزهار البرقوق في نسيم الربيع تتفتح بتلاتها البيضاء الوردية كأحلام تتجلى في ضوء الشمس ولكن في لحظة مؤلمة تتساقط هذه الأزهار الجميلة كما لوكانت تتنازل عن حياتها لتبث الحياة بالأزهار الفتية فتمنح كل مالديها لتغذية البراعم الجديدة لكن تبقى ذكريات...