في منتصف الليل، وقد نشر القمر بساطه الفضي على أرجاء الجبل المظلم.
سكن المكان وكأن الكون بأكمله قد صمت يستغرق في جماله الساحر.
لكن تحت هذا السكون الخلاب، كانت آلامه تتصاعد كعاصفة في داخله، مما جعله يشعر بالعجز عن إنقاذ نفسه مما ألم به.
تسلق الجبل بخطوات متثاقلة ومضطربة، وكأن كل خطوة تتطلب قوة مضاعفة.
تشابكت يداه بحواف زيه، كمن يبحث عن العزاء في ملمس القماش الخشن.
بينما راح يتأمل الطريق المتعرج أمامه، حيث كانت الأشجار تلوح في الظلام كأطياف خفية، تعكس شعوره بالتشتت والارتباك.
وتسابقت الأفكار في ذهنه كخيول جامحة، بينما تعصف بدواخله وتسحبه لهاوية لا نهاية لها.
لم يستطع أن يفهم كيف للجميع أن يتقبلوا ذلك؟
كيف يتصرفون وكأن كل شيء طبيعي؟
ألا يجد أحد الوضع غريباً؟
كل ما حوله بدا غريباً وغير مألوف، كعالم مشوش يتسرب إلى عقله.
صوت خافت يتردد في ذهنه ويهمس له: كل شيء في هذا المكان هو كابوس مزخرف، وهم زائف ومزيج من الظلال والألوان من أُثر اللعنة.
ومع كل همسة من تلك الأصوات، كانت عيناه تتثاقلان، وكأن النوم قد سُلب منه، ليتزايد الضغط الذي تملكه، دافعاً إياه نحو الخارج، وقد تحرك بلا وجهة باحثاً عن مخرج من ظلامه.
وفجأة، انقطع سكون الليل، ليخترق سمعه صوت منخفضاً، كأنما سيف يقطع الهواء.
تقدم متتبعاً آثاره بخطوات هادئة، وتسلل بين ظلال الأشجار، حتى لمح الشخص أمامه.
توقف للحظة، وقد تجمدت ملامحه، بينما تحولت عيناه إلى بحيرتين عميقتين تتراقص فيهما مشاعر متضاربة: دهشة، فضول، وألفة.
انفرجت تجاعيد جبينه في استغراب، إذ كان المكان الذي توقف فيه هو نفسه كما كان دوماً، ملاذه الآمن، حيث يلجأ كلما اضطربت مشاعره وتاهت أفكاره.
كان مكانًا نائيًا وبعيدًا، كما لو أن صاحبه قد اختار الابتعاد عن ضجيج العالم، هاربًا من نظرات الآخرين.
وقف يون جونغ يتأمل تشيونغ ميونغ في صمت، وشعره الأسود الطويل يتدفق مثل شلال من الليل، ينساب برفق حول كتفيه، ليبدو تحت ضوء القمر وكأنه مغمور في سائل من الفضة.
![](https://img.wattpad.com/cover/376050189-288-k903980.jpg)
أنت تقرأ
صدى الماضي المفقود
Fiksi Umumفان فيك لرواية عودة النصل المزدهر كان دوما يبتسم، او يغضب لكن عندما يكون وحده يكتسي وجهه ذلك التعبير الحزين في كل مرة ظنوا انهم استطاعو فهمه يحدث امر يجعلهم يدركون انه بعيد المنال والان وقد أصبح مصابا بلعنة تغوص به بأعماق ذكرياته وتعود به نحو ماض س...