على سفح ذلك الجبل حيث تلتقي قمم السماء بالغيوم، انطلق بخطوات متسارعة، تتداخل فيها مشاعر المرح والغضب كما تتداخل الألوان في لوحة فنية.
كان قلبه يتخبط بين الندم والاشمئزاز، يتملكه شعور قاتل بأنه خُدع، لأنه صدّق ولو للحظة أن أولئك اللعناء يحملون نوايا طيبة لحماية الأبرياء.
تجدد الندم في أعماقه، كعاصفة تتجمع في الأفق، كان هو من دفع بهم إلى ساحة الموت، حيث كانت الحرب تتربص كأفعى سامة، مستعدة للافتراس.
كانت تلك المعركة قد خلفت العديد من الضحايا الأحياء منهم قبل الأموات؛ أرواح مشوهة ودائمة المعاناة، لكنه كان يعي تمامًا أنه هو من أعطى السكين للأيتام، وألقى بهم وسط فوضى القتال، كأنهم قطع شطرنج تُستخدم في لعبة لا ترحم.
حتى تلميذه، الفتى الذي كان يراه كابن له، لم يسلم من تلك العاصفة.
وبينما كان يتأمل عينيه، اللتين كانتا تحملان الأمل، كان يدرك أنه في غمرة المعركة، لم يشعر بالندم، بل اعتبر ما فعله ضرورة حتمية.
كان يعلم أن عدم الفعل يعني نهاية مأساوية للجميع، وأن تلك التضحيات كانت ثمنًا للحياة، إذ أرادوا الانتقام لموتى ذويهم على أيدي الطائفة الشيطانية.
لذا كانت الصفقة تبدو عادلة في ظلام المعركة، لكن تساؤلاته كانت تحوم: هل كان موتهم حقًا يستحق؟.
مع كل خطوة، بدأ الفلك يعض شفتيه بشدة حتى نزفت، وكأن الألم الجسدي يخفف من وطأة الذكريات المؤلمة.
تذكر وقاحتهم، تلك الابتسامات الباردة التي ارتسمت على وجوههم بينما كانوا يخططون للدمار.
كان جبل هوا، الذي وقف في وجه تلك العاصفة، هو من دفع الثمن الأكبر، ومع ذلك، اجتمعوا فقط عندما انتشرت سمعته، متجاهلين بقايا الطائفة الشيطانية كأنها لم تكن يومًا.
ذلك النفاق المقزز كان يقلب معدته، يشعر كأنه يحمل جبلًا من الحزن فوق كاهله.
لكن في أعماق قلبه، كان هناك شعاع من الأمل، عزاءه الوحيد، وهو حصوله على فرصة لتصحيح خطأه.
كان يعلم أن الطريق إلى الفداء كان مليئًا بالأشواك، لكنه كان مصممًا على مواجهة تلك التحديات، عازمًا على تحويل الندم إلى قوة، حتى لا تُهدر الأرواح التي دفع بها إلى ساحة الموت.
الفرصة التي منحها له تشيونغ ميونغ فقبل أيام .......
في زقاق ضيق وسط إحدى المدن، جلس رجل متشرد بملابس ممزقة، تفوح منه رائحة الكحول القوية.
![](https://img.wattpad.com/cover/376050189-288-k903980.jpg)
أنت تقرأ
صدى الماضي المفقود
Ficción Generalفان فيك لرواية عودة النصل المزدهر كان دوما يبتسم، او يغضب لكن عندما يكون وحده يكتسي وجهه ذلك التعبير الحزين في كل مرة ظنوا انهم استطاعو فهمه يحدث امر يجعلهم يدركون انه بعيد المنال والان وقد أصبح مصابا بلعنة تغوص به بأعماق ذكرياته وتعود به نحو ماض س...