على قمة جبل سونغ، في قاعة الأسلاف لمعبد شاولين، التي تزينت بأشرطة من القماش الحريري الملون، لتظهر بذلك رموزاً وتفاصيل دقيقة عن التعاليم الروحية.
توسطت تلك القاعة طاولة صغيرة مصنوعة من خشب الساج القديم.
أعواد البخور المشتعلة على طرفيها تصدر روائح عطرية تنساب في الهواء، مكونة سحبًا رقيقة من الدخان تتراقص برفق نحو السقف، لتتداخل مع ضوء الشموع الخافت.
وفي الخلف منها كانت هناك لوحة تظهر بوذا وهو محاط بشجرة عظيمة، يتأمل بعمق وحوله هالات من الضوء، لتعكس اللحظة التي حقق بها الاستنارة.
كان الراهب الأصلع العجوز يحدق في تلك اللوحة محاولاً تهدئة مشاعره المضطربة، وجهه متجعد وهو يقاوم الانزعاج الذي لف قلبه.
أخرج من فمه تنهداً عميقاً ومن ثم أخفض بصره، كان في يديه تمثال ذهبي لبوذا، الكنز الثمين لطائفة شاولين.
بحذر واهتمام شديدين بدأ بوضع التمثال في منتصف المنصة، وأخرج من جيبه قطعة قماش نظيفة وراح يمسح التمثال بها.
وفجأة لمح شيئاً غريباً أسفل ظهر التمثال برز خط أسود صغير، ضيق الراهب عينيه باستغراب، وراح يقلبه محاولة لاكتشاف ماهيتها.
في تلك اللحظة، لو أن أحد رأى هذا المشهد لقال أن معبد شاولين قد ألقى بتعاليمه بعرض الحائط، كان وجه الراهب العجوز كالصخرة التي تشققت بفعل الزلازل.
وتجاعيده العميقة التي رسمتها سنوات التأمل الطويلة، تشابكت بتعابير الغضب العارم.
وعيناه تتوهجان بنور أحمر غاضب، بينما يشد شفتي محاولاً كبح جماح عاصفة عاتية.
وصلعته التي عكست ضوء الشموع الخافتة، بدت وكأنها تلمع بعرق غزير، رغم برودة الهواء في المعبد.
أسفل التمثال، الذي من المفترض أن يكون الكنز المقدس لمعبد شاولين رسوم وخربشات ساخرة.
"أعتقد أنك ستحتاجه لاحقاً، لا تنسى التمسك بسرواله والدعاء بقوة هذه المرة"
كان الخط فوضوياً وغير واضح لدرجة أنه ظن لوهلة أنه قد كتبها بقدميه، وفي الواقع قد كان محقاً.
تشيونغ ميونغ كان متردداً بشأن إمساكه بيده لذا وعوضاً عن تلويثها رأى أن قدمه ستكون خياراً أفضل
ورغم الغضب الذي كان يغلي بصدره وكان رأسه الأصلع محمراً حتى أن الشمس نفسها تخجل من توهجه هذا إلا أنه لم يستطع منع نفسه من السؤال
![](https://img.wattpad.com/cover/376050189-288-k903980.jpg)
أنت تقرأ
صدى الماضي المفقود
Ficción Generalفان فيك لرواية عودة النصل المزدهر كان دوما يبتسم، او يغضب لكن عندما يكون وحده يكتسي وجهه ذلك التعبير الحزين في كل مرة ظنوا انهم استطاعو فهمه يحدث امر يجعلهم يدركون انه بعيد المنال والان وقد أصبح مصابا بلعنة تغوص به بأعماق ذكرياته وتعود به نحو ماض س...