٣٩

7K 154 8
                                    

-
عبدالله
يسوق وزعلان وملامحه بتنفجر من شدة احمراره
لدرجة ان جبينه معرق من كثر الضغط اللي يحسه
ناظرته بشرى بضعف شديد وحزن
وهمست:اذيت اصابعك انتبهت
مارد عليها وهو يمشي بطريقه وساكت
سكتت بشرى ووقف اول ماوصل لبيتها ووقف
مالف لها ولا ناظرها وهو يناظر امامه وساكت
بشرى همست:اذيت اصابعك عبدالله
لف وناظرها تبكي ودموعها تنهمر على خدها بغزاره
من كثر التعب الشديد وزعل عبدالله والصدمه اللي جاتها
والكره الشديد اللي شافته بعيون لطيفة
همس عبدالله وهو يناظرها:زين ذكرتيني وانتبهتي زين عرفتي اسمي
بشرى رفعت كتوفها وهي تبكي وجات بتتكلم
وعبدالله صد بعيونه؛انزلي
بشرى سكتت وهي تناظره وناظرها عبدالله؛انزلي
اخذت اغراضها ونزلت من سيارته وغمض عيونه عبدالله
ضرب يده بقوه لين حس بأن العروق تفجرت
ماقد تعب ماقد انهزم وانهدم الا بعدها وبعد هالقلب
يحس وده يموت ويتخلص من هالضغط اللي يحسه
خلااص اكتفى من هالشعور ومن هالمتاهه
-
بشرى
دخلت الغرفه وانسدحت على السرير وهي تبكي
ضمت يدينها بحزن كبير محتاره وش اللي يبكيها اكثر ؟
من وين تبتدي يالضيق والضغط اللي تحسه ؟
فتحت عيونها وهي تتذكر عبدالله وصرخته بوجهها
غمضت عيونها بتعب ومسحت دموعها
جلست وهي تاخذ نفس وتبلع ريقها وتاخذ جوالها
مادرت انها كررت الاسم وحرقت قلب عبدالله
ماركزت من بعثرة افكارها واحساسها
ناظرت محادثته وارسلت " كيف يدك ! "
ارسلتها وهي تنتظره يرد ولكن قراها ولا رد
عند عبدالله
ماقدر يكتب ماقدر يرسل ماقدر يجاوب
لانه اصلاً مايدري كيف حال يده واصابعه
ناظر يده واحمرارها وغمض عيونه
ناظر رسالتها ورجع فتح محادثة رقم زياد
تخلص من هالكابوس اي ! بس ماتخلص من هالوجه
كل مايشوف الصوره الذكرى والفرحه بالصوره
يحس انه هامش انه فراغ انه صفر شمال
ولاشي بحياتها حتى اسمه تغلط فيه بارتباكها
دليل تركيزها الشديد بزياد وحب زياد وذكرى زياد
ذكرى !
تذكر ذكرى ويناظر جواله وهو يدق عليها
انتظر يلقى جواب ويسمع صوتها
عند ذكرى
غمضت عيونها وهي تسمع عقيل يهاوش
ولطيفه تبكي والوضع متكهرب من بعد ماحكت
عقيل بجنون مايدري كيف يتصرف
محرج من عبدالله وهو يتذكر غضبه حتى مارد عليه
مصرّه لطيفه تلاحق بشرى تأذيها وتأذي عبدالله
لفت ذكرى وناظرت جوالها ومن شافت اسمه
بكت بتعب اتصاله بهالوقت حسسها انه فعلاً زياد
انه مايبي يدق يتشمت او يعصب او يهاوش
متأكده يسأل عن حالها وهذا اللي سمعته من ردت:هلا
عبدالله سمع صوتها المتعب وتنهد؛وش صار معك ؟
ذكرى هزت كتوفها ومسحت دموعها؛ولاشي
عبدالله بلع ريقه؛اللي قالته بشرى غصب عنها وانتي شفتيها كيف تتكلم ومي حاسه بنفسها
ذكرى؛انت؟
عبدالله همس:شفيني ؟
بكت ذكرى وهي تشد على صدرها:يدك اذيتها
عبدالله:وليه تبكين ؟ ذكرى خلاص انسي غلط امك كبير صح اي بس المهم تصرفنا
ذكرى غمضت عيونها بقوه وهي تحبس الغصه:يدك !
عبدالله ناظر كفه؛بخير مايهم
ذكرى:يهم والله يهم ويهمني اكثر قلبك
عقد حاجبينه عبدالله وذكرى همست؛طمني عنك وطمني عن بشرى مضطره اقفل
عبدالله همس:طيب
قفلت وعبدالله ناظر جواله باستغراب شديد
تنهد من سمع صوت بكاها وحزنها بضيق
عند ذكرى
خرجت وناظرتهم :خلاص تكفووون خلااص ارحموني
لطيفة لفت لها وهي تبكي وعقيل ناظرها
:كيف خلاص الشي بسيط ؟ اذينا الولد وخربنا حياة البنت
ذكرى جلست بتعب وعقيل ناظرهم؛ابعدوا عنهم انتوا حوالينهم اذيه تسمعن ذكرى ؟
ناظرته ذكرى وعقيل همس؛بصحح اللي خربتيه
مشى وطلع من البيت وذكرى تنهدت وهي تناظر امها
تبكي بدون صوت وتمسح دموعها غلط !
وغلط كبير اللي سوته بس تعبتها دموعها
مشت وحضنتها وبكت لطيفة بحضن بنتها
-
ليش هالشهر ؟
السؤال اللي طرحه عامر باستغراب
ضحك محمد:هذا اخوك وعجايب التاريخ معه
ابتسم عبدالله؛تفهم بالشهور تفهم بالقدر ؟
عامر رفع حاجبينه؛افهم بس شمعنى الحين هالشهر وبعد اسبوعين؟
عبدالله اخذ نفس ينقال عنه هالشهر كانون الثاني
:* أبرد من ميَّة كانون
معناته ان الشتا فيه قاسي وهالزواج بيكون الجانب الراخي
عامر:وليش متأكد ؟
لف محمد لعبدالله وهز كتفينه عبدالله؛يراودني شعور
سكت محمد وهو يتأمل عبدالله وكلامه وشعوره
اختلف مليون بالميه عن عبدالله القديم
هالقلب مو بس غير صحة عبدالله للأفضل
هالقلب معجزه حتى على حياته !
كيف صار احساسه الطف واحن لابوه واخوانه من قبل
غريب هالقلب ؟ غريب صاحب القلب كيف اعتنى فيه ؟
حافظ عليه وجمع كل هالمشاعر وكمية هالشعور !
كان يحمل درة بصدره ما كان يحمل قلب بس
صد محمد وابتسم بهدوء من تفكيره
ناظره عبدالله وهمس؛ابوي !
ناظره محمد وابتسم:هلا
عبدالله؛وش مفرحك ؟
محمد؛ولدي عريس وشلون ما افرح ؟
ابتسم عبدالله وعامر ناظره؛طيب ابوي انا لو اخطب بعد عبدالله تزوجني ؟
لف له محمد وضحك عبدالله
محمد؛وليه ما ازوجك ؟ ازوجك لو تبي الحين
ضحك عامر؛بس خل نشوف نصيبنا وين ؟
عبدالله؛غريبه الحين ؟
عامر رفع كتوفه؛كنت انتظر
محمد ناظره وابتسم؛على خير متى مابغيت نق وانا جاهز
عامر ابتسم وعبدالله سكت وناظر الفراغ
لو كانت امه موجوده ! كان هي نقت وتخيرت
فعلاً محد يملي مكانها حتى لو حاول
اخذ نفس وانشغل بالسوالف معاهم
-
بشرى
ضايقها حيل انه طنشها
مرت حزة الغروب ولا دق ولا ارسل
هذا وهو واعدها انه بيكون معاها ويصبر عليها !
وين الصبر ؟
غمضت عيونها وهي تتذكر اللي سوته
ماينغفر ! يزعل ولو صارت معاها زعلت
حست بدوامة التفكير مابين اي ولا متعبه
فضلت تطلع لاهلها تقضي هالدقايق معاهم
مافي احلى من لمة العايله بوقت الضيق
العايله ! دايم السبب الاول في حب الحياه
ناظرت ابوها يناظر الجوال ولابس نظارته
ابتسمت وناظرت حياة تاكل وتناظر جوالها
وامها تقطع خضره بصحن وتناظر التليفزيون
صحيح ان الجلسه بسيطه ! والتفاصيل صغيره
بس تمنت تتأملهم كثير وبدون انقطاع
تمنت صحن الخضره مايخلص وتمنت
الجريده اللي يقراها ابوها تتعمق بتفاصيل الاحداث
وتمنت ان الشبس كل ماتنقص منه حبه يزيد حبتين
لف طيبه وانقطع حبل افكار بشرى من سؤالها؛بشرى ! شفيك؟
ابتسمت بشرى ومشت وجلست جنبها؛ولاشي ،اساعدك ؟
طيبه ابتسمت:لا ياروحي خلي ايدينك ترتاح وبشرتك ترتاح بعد وراك طلة عروس
ابتسمت بشرى لها ولفت وناظرت ابوها وهمست
:الاسهم مرتفع ابوي
رفع نظره لها وكملت بشرى: وارتفاع مهول السوق واقف على رجلينه
تركي ناظرها بهدوء وابتسمت:قريت الخبر مرتين انتبهت
تركي اخذ نفس وتنهد وصد لجواله
بشرى بهدوء همست:جريدة سبق تلم التفاصيل اكثر من جريدة عكاظ من فتره طويله تقرا لنفس الجريده وتزعل اذا ماذكروا كل التفاصيل
تركي من ثقل الكلام ناظرها؛تحاولين وانتي تدرين ان القلب ضعيف ناحيتك ؟ تجربين وانتي تدرين انك تركتي بقلبي جرح ،تقربين لي وانتي تدرين ان الحادث للحين براسي وصدمتي تحت تأثيرها
بلعت ريقها بشرى ولفت حياة وجلست بخوف
وطيبه ناظرتهم وتركت الصحن
تركي نزل نظارته وتقدم؛اركض مثل المجنون قطعت اشارتين وتغرمت وكنت بأذيي نفسي من خوفي عليك يا اول فرحتي
تجمعت الدموع بعيون بشرى
وكمل تركي؛ويوم جيت ؟ قلت ابيها عايشه ابيها طيبه مايهمني المكان والسياره والشخص اللي معاها ابي بنتي ترجع سليمه
طاحت دموعها بهدوء على خدينها وهي تناظره
تركي:ويوم سمعت وشفت نظرات الناس كرهت الوقت اللي خلاني اصير ابوك كرهت الساعه كرهت الدقيقه كرهت الفرحه
بكت بشرى ونزلت راسها
وتركي اخذ نفس يهدي نفسه وبلع ريقه :عورتيني كثير
وقف وهو يترك الجوال ونظارته ويمشي لداخل
طيبه بلعت ريقها ومسحت على ظهر بشرى اللي تبكي
وحياة اخذت الجوال والنظاره ولحقت ابوها
دخلت وناظرتها يمشي بتأني ويجلس ويمسك راسه
وقفت وناظرها تركي وهز راسه:ماهو من قسوتي الومها للحين ؟ من حبي وخوفي لها
حياة تقدمت له واكتفت انها تبوس جبينه اعتذار عن اللي يحس فيه الحين بقلبه

روايتي العاشره " ياربة الشعر والأحلام غنيني "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن