بشرى
صحت ودموعها بعيونها ما عندها قدره تصلح شي
كل ما حاولت طاحت من جديد لنفس المكان
تركي دخل بالورقه وناظرها:بتجين للبيت عندنا
بشرى صدت بتعب وتركي بحده:ومو بكيفك الدكتوره تقول حالتك ابد ما تسّر محمد عياله حوالينه وولده متزوج تجي زوجته تعاونهم انا ماني مستعد اضحي بصحتك وصحة حفيدي ابد
بشرى ناظرته:عمي يحتاجني انا
تركي انحنى لها:وانا احتاج بنتي ، ابي لك العافيه والراحه مابي اشوفك تعبانه وفي شقى ونوح وتعب
بشرى تنهدت وتركي ناظرها:اذا ارتحتي خلينا نطلع للبيت
بشرى وقفت وهمس تركي:وعبدالله انا بكلمه
مشت بشرى بهدوء ومسكها تركي وساندها وطلعت
ناظرت عامر ينتظرها والخوف بعيونه وبضيق بلعت ريقها
همس عامر:شلونك مرة اخوي !
بشرى:بخير
ناظر تركي اللي ملامحه حاده وبلع ريقه وصد عنهم
ومشوا طالعين من المستشفى وعامر تنهد بتعب من حالهم
—
بعد مرور مده
عبدالله
دخل وبيده العكاز وجلس عند ابوه وابتسم:شلونه ابو عابد ؟
محمد بتعب والمرض بان على ملامحه وعظام وجهه برزت هز راسه
مسك يده وشد عليها بيدينه عبدالله:ما شبعت منك ابوي باقي
محمد بتعب غمض عيونه وبلع ريقه عبدالله :بنزوج عامر ونفرح فيه
محمد بهدوء حرك يده يبي يشيل الاكسجين اللي اتعبه
وساعده عبدالله وابتسم بضيق:سمعنا صوتك ياشيخنا
محمد ناظره بحنين لأقرب عياله لقلبه همس:ببارك لك انت قبل ابارك لعامر
عقد حاجبينه عبدالله وهمس محمد:مبروك يا ابو محمد
جمدت ملامح عبدالله وهو يناظر محمد ومحمد ارتاح بهدوء وسكت
رجع ظهره لورا وشد على عكازه وناظر محمد ينام بهدوء
-
عند بشرى
ارسلت لذكرى تطمنها عن طريق طارق عن محمد
واول ما طمنتها قفلت جوالها وشربت العصير وهي متغطيه بوشاح
ناظرت حياة عندها على لابتوبها وهمست:دخلت الثلاث شهور
حياة ابتسمت:ماشاء الله مرت بسرعه
بشرى ابتسمت:اي حمدلله
حياة:يالله بشرينا بولادة الحفيد الاول لنا
ابتسمت باتساع بشرى وناظرتها حياة:ما بتبلغين عبدالله؟
بشرى اخذت نفس:كنت بخبي عليه لين اولد عشان اقهره لو شوي بس احسه محروق من كل شي
حياة:اي تكفين يابشرى بلغيه عسى يمكن تهدا الامور
بشرى هزت راسها وصدت بنظرها
ولفت من انفتح الباب وطلت طيبه:ابوك يبيك يابشرى
عقدت حاجبينها بشرى ووقفت وهي تشد الشال على كتوفها
ومشت لبرا وجلست عنده:هلا ابوي
تركي ناظرها:ابي ادق على عبدالله قريب تجلسون سوا تبلغينه عن حملك وتحلون هالسالفه اما امساك بمعروف ! او تسريح باحسان
بشرى هزت راسها وكمل تركي:بكره من صباح ربي ابلغه
وقفت بشرى وهي تتجه للغرفه ولفت من سمعت رنين جوال تركي
اللي همس بأول جمله :لا حول ولا قوة الا بالله
-
ما يفيد الكلام بعد فوات الآوان
الموت حق والدنيا خطّافه
المشاعر اللي نحسها لازم نتسارع ونفصح عن اللي نحسه
مارح ناخذ من الدنيا شي غير اعمالنا
لو نختار هالدقيقه ونعبر عن مشاعرنا لاهلنا ام اخت اخ اب صاحب حبيب ماندري هل صبح ربي بكره يجمعنا فيهم او لا !
توفى محمد ..
الموت حق
الكلمه اللي قالها عقيل لعبدالله عند وقوفه عند باب المقبره
شاد على عكازه ولاف شماغه حوالين رقبته ويناظر الارض
وقف جنبه عقيل وهو يناظر المقبره
ومكان ما مشت رجلينه وكتوفه حامله كفن ولده
ما نست ابد ذاكرته خطاه وخطى توديعه لولده
تنهد ولف عبدالله وناظره وبلع ريقه وهمس:مجبورين نودع احبابنا
لف له عقيل وناظر وجهه وملامحه وذبولها
وهمس له:خلك واثق ، انك مو بس حاس اني ابوك ! حتى انا حاس انك ولدي
عبدالله تجمعت بمحاجر عيونه دموعه وحضن عقيل وغمض عيونه
يحاول ما يبكي وينهار خصوصاً ان عامر وعبدالرحمن بالزاويه الثانيه تخونهم دموعهم
عبدالله همس:لا لي اب الحين ولا ام
عقيل شد عليه:وانا وين رحت ياعبدالله ؟
عبدالله تنهد وبعد عنه ومشى لداخل المقبره
وشاد بيده على العكاز وقف عند القبر وتكى بكفينه وهو يناظره
وهمس:اخر ما سمعته منك بشارتك لي
اخذ نفس وكمل:انا اسف اني كنت عنك بعيد بالوقت اللي كنت تحاول تكون فيه قريب مني
عض شفته بحرقه وهو يناظر القبر وهمس بتعب:الله يجمعني فيك بجنته
لف وناظر عقيل والعيال واقفين وينتظرونه
مشى وناظره طارق:عبدالله !
لف وناظره ومسك العكاز طارق:تجي معي ؟
عبدالله سحب العكاز ومشى لسيارته:لا
مشى وركب سيارته والعكاز جنبه وحرك
-
بشرى
وقفت من دخل تركي وهمست:ابوي !
تركي ناظرها وبشرى مشت له:كيف حاله ؟
تركي:ما يسرّ اذا فيك حيل وشده روحي مع امك العزاء وعزي رجالك
بشرى هزت راسها:اكيد بروح
مشى تركي لداخل وبشرى بلعت ريقها بتوتر
من انها تقابل عبدالله بهالوقت وكيف بيكون شكله اصلاً ؟
اخذت نفس تقوي حالها من فقد عمها
مشت ولبست عبايتها ولفت الطرحه السودا على راسها
طال تفكيرها لين وصلت للعماره وهي تشوف العزاء
والرجال بكل مكان والحريم يدخلون ويطلعون والمكان مكتظ
نزلت ووقفت وهي تناظره واقف عند الباب
نزلت نظرها للي ماسكه بيده ولانت ملامحها ،عكازه !
نزلت دموعها من شكله وشكل اخوانه ووجود عقيل معاهم
مشت بخطوات هاديه وسبقتها امها لداخل
ظلت واقفه لين ما لمح وجودها عبدالرحمن وعرفها
لف لعبدالله وهمس له يقطع سرحانه:عبدالله !
لف وناظره عبدالله بخفوت واشر له عبدالرحمن
رفع نظره عبدالله وشافها وجمدت ملامحها أكثر
بلعت ريقها بشرى وهي تنتظره يتقدم لها
وفعلاً ترك المكان والباب والزوار وتقدم لها
رجفت يدينها وفركتهم ببعض وهي تمنع دموعها
وهو ماشي وهادي ولاف شماغه عليه
وقف قدامها وناظرها وبرجفه تلحقها دمعه همست:عظم الله أجر
نزلت راسها ولا قدرت تكمل وبكت
اخذ نفس ورفع راسه لفوق يقوي نفسه وهز راسه:مشكوره
بشرى عضت شفتها وهي تناظر العكاز بيدينه وتبكي
مدت كفها بتردد ورجفه وخوف لكفه اللي تشد على العكاز
ونزل راسه عبدالله وشد على عيونه وبكى بدون صوت
وهو يحس بكفها على كفه تشد على العكاز
رفعت راسها له ومن تلاقت عيونهم الباكيه ببعض
حكت بحزن كبير:اذا احتجتني انا داخل ما بفارق مكاني
ناظرها وبشرى انتظرت ثواني يرد لكن ما كان الا سكوت
مشت وتركته واقف بمحله
-
بشرى
العصر حزة غروب وكأنها كانت متأكده انه بيجي
توجهت للغرفه بوسط الزحمه والناس والعبايات السود
دخلت الغرفه وناظرتها بحنين وقفلت الباب
مشت للسرير وهي تاخذ نفس وتهدي نفسها
رفعت راسها من سمعت الباب وناظرته يدخل
وقفت بهدوء وهي تناظره يقفل الباب وعينه عليها
ثبت قدامها وشد على العكاز:الدنيا تخطف الأرواح ما عندي وقت اكثر اكابر واعاتب
بشرى ناظرته وكمل عبدالله بحرقه وببحه:
خلينا نصفي حسابنا يابنت تركي
بشرى بخوف بلعت ريقها وكمل عبدالله
:بيننا روح وهالروح ماني مستعد اتركها بضياع
بشرى عقدت حاجبينها:كيف عرفت ؟ وانا اللي جايه اعطيك الخبر؟
عبدالله ناظر عيونها وهمس؛مافيني شده أكثر اللي احسه كثير علي فقدت امي وفقدت ابوي وفقدت نفسي وعشت بروحين روح تهواك ! ورح تحبك
بشرى تجمعت الدموع بعيونها وكمل عبدالله
:يا تكملين اللي بنيناه سوا ؟ والا اهدميني وخليني ابني من جديد
بشرى تقدمت له وتكلمت بحده وثقه:حتى لو هدمتك بترجع تبنيني انا من جديد، انا اللي اكمل الناقص فيك، وانا اللي ما تعيش براحه الا معاها
عبدالله ناظرها وكملت بشرى:انا البشرى بحياتك
بلع ريقه عبدالله واخذت نفس متقطع بشرى وتقدمت له وهي تحضنه
بكت على كتفه وهي تشد عليه بقوه وتتنفس بهدوء
غمض عيونه عبدالله وهو يشد عليها بتعب وهم من بعد اللي عاشه
أنت تقرأ
روايتي العاشره " ياربة الشعر والأحلام غنيني "
Romance" روايتها العاشره فريده من نوعها تتكلم عن قضيه طبيه ( تبرع القلب ) يتبرع شخص للطيار بطلنا عبدالله بقلبه ويبدأ عبدالله بدوامة تشتت وضياع من مقابلته لبطلتنا بشرى اللي ما يعرف عنها سوا (فزة قلب وحزة غروب وورد اصفر ) "