الجزء الأول

56K 944 86
                                    

صعب السؤال ... ليه نفترق؟
صعب السؤال ... ليه نلتقي ؟
-
انتي الجنوب وانا الشّمال
ومابيننا رمل وجبال ..
لكن نحب ! والله نحب وفوق الخيال .
# ي_ربة_الشعر_والاحلام_غنيني

يفعل الله مايريد ان كان مستحيل او ممكن
بيده إحياء روح وبيده دفن روح
بنشرة الاخبار
واقف ويناظر الكارثه بعيونه الحدث اللي هز الملايين
سقوط طائرة سعوديه بسبب اصابة كابتن الطائره بسكة قلبيه
ادت الى اصابة عدد من الجرحى ووفاة عدد من الاشخاص
لف لعامر وهمس بكل هدوء:ودنا له
عامربتوتر:ابشر يبه
خرج من البيت متوجه للمستشفى اللي بعيد عن المنطقه
بحكم سقوط الطائرة بمكان ابعد من المطار
مشى في المستشفى بعكازه خايف على ولده
بِكره اول فرحته واول احزانه
وقف عند الزجاج وهو يناظره وشد من قبضة يده على العكاز
من شاف الاجهزه عليه والغرفه تعج بالفوضى والممرضين
عاري الجسد يقاوم الموت بنبضات بسيطه جداً
نزل راسه عامر مو هاين عليه اخوه يشوفه بهالمنظر
همس محمد:قلبه ضعيف ما يحتمل
عامر:لا تكفى يبه هد نفسك ان شاء الله بيقوم بالسلامه بس تعال ارتاح
جلس محمدوهو عاقد حواجبه:وين اخوك؟
عامر؛جاي بلغته من شوي بس راح يودي اهله وجاينا
محمد هز راسه ونزله وهو يناظر الارض بوقار
-
بعد اربع سنين
وقت طويل مرّ اختلفت فيها اقدار كثيره
وانكشفت اسرار اخرى ..
بقلب الروايه عند ربة الشعر ..
بُشّرى
جالسه وضامه رجلينها وتناظر الجدار بتعب
تعبانه من كل شي حوالينها من اخر يوم لهاليوم
لفت من سمعت صوت الباب ينفتح
طلت بسرعه للشباك وناظرت ابوها رايح لشغله
٤ سنين ماهانت عليه! بنته واكبر بناته؟
ماطاح لسانه على لسانها من عمر ومن زمن
مايبي اللي صار واللي جا منها يمر بسلام
كيف يهون! كيف يقدر ٤ سنين وهي بكِره
اللي كانت بشرى له بأول عياله
ناطرت الساعه واخذت نفس بضيق وقامت
لبست وتجهزت تروح لشغلها اللي تدري برفض اهلها له
لكن ماتقدر! كيف تنسى وتعيش وهي بالبيت بدون شغل
كيف تنسى اللي صار واللي عاشته واللي شافته
تنهدت ولبست عبايتها وطلعت وهي تمر من عند امها
ترمي عليها السلام ولا ترد عليها بصدود
خرجت وركبت مع السواق اللي طلبته وناظرت الطريق
تناظر السيارات بكل خوف وتشد على قبضة يدها
تسمع نفس الصوت والصرخه وصوت تحطيم السيارة
والانسان اللي جنبها مغطى بالدم ولا يتحرك اخر شي
شافته منه ابتسامة وضحكه كيف كان وجهه ضحوك !
كيف كان طاهر كيف كان اكثر انسان حبته وراح ؟
غمضت عيونها تصحى من شرودهغ على صوته
:الحساب ٢١ ريال
اخذت نفس ومدت له الفلوس ونزلت الكوفي
اللي تشتغل فيه ودخلت وناظرت اللي يشتغلون معاها
لبست المريله السودا واسمها مكتوب على لوقو الكوفي
كوفي معروف وستايله حلو وزواره كثيير
التفتت لمدير الكوفي وصاحب الكوفي اللي بنفسه
يشرف على ادارة المكان "عبدالرحمن"
عبدالرحمن:كيفك بشرى؟
ابتسمت بهدوء:حمدلله
عبدالرحمن لف للعمال:يالله جهزوا نفسكم شوي ونفتح المحل
مشى وتركهم وهو يرد على جواله
ويجيه صوت الرجال الكبير بالعمر؛هلا ابوي
محمد:وينك انت!
عبدالرحمن:طلعت من بدري عندي شغل امرني ابوي؟
محمد بهدوء:تدري وين ارض اخوك؟
عبدالرحمن:عبدالله قصدك؟
محمد؛هو في غيره متعبني
عبدالرحمن تنهد؛ابوي عبدالله وش كبره تلقاه بالساحل
محمد:وهالساحل صاير بيته !
عبدالرحمن؛ابشر اكلمه لك واعلمك
محمد:لا تعلمني ولا تقوله اني سألت عليه
عبدالرحمن بضحكه على كبرياء ابوه؛ابشر
قفل منه عبدالرحمن وناظر ساعته ومشى وفتح ستار
الكوفي وابوابه وثواني الناس نزلت تطلب
-
شماغه مهمل على شعره وبيده الجلد البني اللي يغطي ذراعه
كاملاً يوقف عليه صقر من ضمن صقوره اللي يحبها
يعزها ويتعلم منها اشياء ودروس كثيره
مسك طرف خيط البرقع باسنانه والطرف الثاني ييده
وربط البرقع على راس الصقر ومشى للمجلس
وجلس ياخذ وقت طويل من التفكير ومن الذكريات
الحياة رجعت له قبل ٤ سنوات ولد وبسن ال٧ سنوات
تعب قلبه بسبب مجهول وصار يراجع المستشفى
صار قلبه ضعيف وجداً واخر مره جاته سكته قلبيه
وهو على متن طايره وفيها اكثر من ٦٠ راكب
تحطمت الطياره مما ادى لاصابة الكثير منهم
ووفاة ٣ ركاب من ضمنهم مساعد الطيار اللي بجانبه
كيف ربي كتب له عمر وكيف هو الحين عايش ويتنفس
تنهد ولف لجواله يدق باشعار اسم اخوه
ورد؛هلا عبدالرحمن
عبدالرحمن:وينك انت! ابوي يسأل عنك
عبدالله؛بالساحل وين يعني
عبدالرحمن؛زين مر ابوي لا تقلقه عليك تسمع؟
عبدالله:اصلاً جاي بعد ساعه ماني مطول
عبدالرحمن؛زين اجل تبي شي
عبدالله:سلامتك ورضاك
قفل التليفون عبدالله وقام من محله قفل على المجلس
وصقوره ورمى المفتاح للعامل وركب جيبه الاسود وحرك
راجع للبيت يمر من طريق الساحل الطويل وهادي

روايتي العاشره " ياربة الشعر والأحلام غنيني "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن