العاشر

9.7K 180 8
                                    


-
بشرى
دخلت الكوفي وناظرت محل طاولته امس
مشت لشغلها وهي تحضر القهوه وتناظر الكرسي
ماتدري ليش حسته يخصها زي مايخصها زياد
اي شي يذكرها بزياد رسمياً تحبه وتعلن حبها
وحرصها على راحته وسعادته
كيف لو كان حتى تقاصيله يعرفها !
ناظرت الشخصين يجلسون على الطاوله
وتركت اللي بيدها ومشت لهم:لو سمحتم
رفع راسه وناظرهاى وكملت؛هالطاولة محجوزة يصير تغيرون مكانكم؟
هز راسه بدون مشاكل وغيروا محلهم
ناظرت الطاوله والكرسي بشرى ورجعت لشغلها
ناظرت رسالة ذكرى والمكان والوقت
نزلت مريلتها السودا ومشت لعبدالرحمن :اقدر استأذن؟
عبدالرحمن؛اكيد
بشرى مشت بتطلع وناداها عبدالرحمن ولفت له
عبدالرحمن:اعذريني على اللي صار امس
بشرى ابتسمت بهدوء:ماصار شي
مشت وتركته وتوجهت لموعد اللقاء وزمان اللقاء
على امل تفهم وتعرف وتسأل وتلقى جواب !
وقفت عند المكان ونزلت وناظرت ذكرى
ومشت لها ابتسمت بشوق وجلست جنبها وحظنتها
غمضت عيونها ذكرى:تأخرتي خفت يسبقك
بشرى بعدت عنها وشدت على يدينها:لا جيت ماعليك
اخذت نفس ذكرى وهي تناظر حوالينها وبشرى جنبها
انتظروا لربع ساعه يمكن ولا جاهم
مسكت يد ذكرى من شافته يدخل ويدورهم بعيونه
من شافهم وقف دقايق وهو يناظرهم جنب بعض
ذكرى ..ذكرياته وشريكة الماضي
بشرى ..بشارته في ظل حياته الصعبه
اثنينهم اثر فيه شوفتهم ولا فهم ليش
مشى بخطوات هاديه وهو يناظرهم وجلس قدامهم
مسك كفوفه ببعض بارتباك وهو يفركهم وناظرهم
ذكرى بلعت ريقها:شلونك؟
عبدالله يحاول يسترخي لكن لا جدوى:بخير
بشرى ناظرت يدينه ورجعت ناظرته
ذكرى:ليش قلت لابوي انك تعرف زياد!
عبدالله تنهد:لاني مالقيت نفسي الا داخل البيت والفضول ياكلني
ذكرى:اجل شلون عرفتنا؟ وكيف عرفت زياد بعد ما مات !
عبدالله:فجأه ،كل شي صار فجأه
ذكرى تقدمت له باستغراب:مو مفهوم اللي قاعد تقوله
عبدالله:ولاني فاهم شي غير ان في انسان كان طيب الاثر اسمه زياد يتعمد يدخل بحياتي ويدخّل احبابه في حياتي
ذكرى عقدت حاجبينها ورجعت للخلف بصدمه
عبدالله:انا زيكم خايف مصدوم اشك بنفسي وبعقلي بس يمكن ربي مسخرني لكم وله عشان اكون له رزقه بمماته !
بشرى:وليش زياد؟
ناظرها عبدالله وبلع ريقه من ناظر التساؤلات بعيونها وهمس:مدري
ذكرى؛زين تساعدنا اجل
عبدالله:في ايش؟
ذكرى:نزور قبره وتدخلنا المقبرة
عبدالله نقل نظره بينهم وبعد سكوت ثانيتين:تم
بشرى لفت لذكرى بصدمه ورجعت ناظرته؛متى؟
عبدالله:اشوف وقت واعطيكم خبر بشرط
سكتت ذكرى وهي تناظره وكمل عبدالله؛اعرف كل شي يخصه
بشرى نزلت نظرها ليدينه اللي ترجف وناظرته
ذكرى:تم
ناظرها عبدالله والتفت والتفت الكون معه وهو يناظرها
تناظره بملامح الاستغراب وكأنها تدرسه وتفهمه
من هو ! ليش زياد؟ وليش هو ! وليش هالوقت؟
بلع ريقه وصد بنظره من طال التأمل ولانت الملامح
ناظر كفوفه ورفع نظره لهم؛تبون شي ؟
سكتت ذكرى تتأمل الجملة كيف يسأل وزياد اللي يبونه !
هزت راسها بالنفي ذكرى ووقف وهو يرجع الكرسي محله
مشى وخرج من المكان ولفت ذكرى لبشرى اللي هاديه
ذكرى؛بنروح نزوره
ابتسمت لها بشرى وهزت راسها وصدت لبعيد
-
عبدالله
خرج وركب السيارة وهو يتذكر طلبهم
وإطالة النظر لهم يالله كيف كانت متعبه!
يحس داخله شعور ماهو له روحه ماهي روحه
كل شي مختلف عليه بشعور غريب ماقد عاشه
الا وهو قريب من هالعايلة وهالانسان " زياد "
طلع جواله ودق على عامر وهو يناظر قدامه
عامر؛هلا
عبدالله:شلونك ؟
عامر؛بخير
عبدالله؛ابيك بخدمة تقدر تساعدني ؟
عامر عقد حاجبينه؛متورط بشي !
عبدالله:لا ابد بس يغيت ادخل مقبرة
عامر؛عبدالرحمن قالي انك مو طبيعي بس ماصدقت الا الحين ،شسالفتك؟
عبدالله:مو بس انا معاي بنات
عامر رفع حاجبينه :بنات؟
عبدالله:بنتين بالأصح يبون يدخلون مقبرك يزورون ميت
عامر:عبدالله مهبول انت ؟
عبدالله:تقدر تساعدني والا ادور غيرك؟
عامر تنهد:طيب متى !
عبدالله:بكرة اذا تقدر
عامر:طيب
عبدالله سكت من شافهم خارجين وركبوا سياره وحده
عامر؛معي !
عبدالله:سلام
قفل جواله وناظرهم يمشون ومشى وراهم
مهدي ويناظر الطريق ويدري انها رايحه لبيتهم
وقفت السيارة عند بيت ذكرى ولف يناظر البيت
وتذكر عقيل يوم قابله اليوم وتنهد
ناظر ذكرى لين دخلت البيت وحرك ورا السيارة
وصل لبيت بشرى ورجع ظهره لورا وهو يناظرها تنزل
تمشي للبيت بخطوات هاديه ناظرها لين
مادخلت وقفلت الباب رفع راسه تلقائياً للملحق
ناظر اللمبه تشتغل ولف للطريق وحرك لبيتهم
-عامر
قفل تليفونه وناظر الطريق والاشاره
يراقب السيارات العادية بزحمة الصباح
لها كم يوم ما مرت ! ولا سلمت ؟
معقوله تمر وما تنتبه ليش صارت
تسلية وقته يحب يوقفها ويتعمد الوقفه
بنص تفكيره ناظرها بالاشاره واقفه
ابتسم بضحكه من شافها رابطة الحزام
ومقفله جوالها وامورها بالسليم
صد عنها لقدام ولفت ملاك تناظره عند دوريته
واقف وصاد يناظر السيارات
ضحكت باستفزاز ولفت من اشتغلت الاشاره وحركت
لف عامر يراقب سيارتها لين اختفت ورجع صد بهدوء
-
بشرى
بسريرها تناظر المحادثه وتقراها
كأنها اول مره تقراها تناظر تفاصيل كلامه
اهتماماته صوره فيديوهاته تعليقاته
كل شي بالمحادثة عتيق وقديم وله ريحة الماضي
جاها اشعار وناظرت رقمه فوق والرساله
" بكرة تقدرون تزورونه "
غمضت عيونها ولا فتحت الرساله
ضمت جوالها بتعب شلون بتزوره !
كيف بتتماسك وتكون قويه ؟
كيف تصبر ماتدفن قلبها جنبه !
كيف تقدر تخرج بعد مادخلت ؟
كيف تسكن مشاعرها وتهدأ !
ارسلت لذكرى ودخلت على محادثته
وارسلت "تمام "
شافت الصحين الزرقا دليل قراءته
ناظرته يكتب واخذ وقت وبعدها مسح
قفلت جوالها وتركته يحارب شعوره بمحادثة !
بس محادثة ! مو قادر يسيطر على شعوره
قفل جواله بعد ما اختفت وتنهد بضيق
رفع راسه لعامر اللي دخل؛ادخل صح؟
عبدالله:لا تكفى
ضحك عامر ودخل وصك الباب:انت ماتبي عشا غدا فطور! مانشوفك ابد
عبدالله؛تجيب لي الخدامه لين هنا
عامر؛اشك بعد اللي اشوفك تسويه انك ما تاكل
عبدالله اخذ نفس:تقدر تدخلنا صح !
عامر حط اصبعه على خشمه وابتسم
ابتسم باتساع عبدالله وحظنه بقوه؛ما انحرم والله
عامر ضحك وبعد عنه؛بس حكني وش صاير معك !
عبدالله تنهد وناظر الفراغ قدامه وبدأ يتكلم
:ابتديت اسمع جوايا حاجه
عقد حاجبينه عامر وكمل عبدالله؛ليالي وماضي واشخاص ومشاعر وخطوات ،ورد اصفر ، طيور ، عقيل ،بشرى ،زياد ،ذكرى
عامر همس؛هذول من؟
عبدالله ناظره؛علمي علمك
عامر سكت وهو يسمعه وكمل عبدالله
:يمكن في تفسير عند طارق بس يبي لي امره وضعي ماهو وضعي شعوري ماهو شعوري قلبي ماهو قلبي
بلع ريقه عامر ولف عبدالله له باهتمام وابتسم؛وهي ماهي أي احد
عامر ابتسم من ناظر لمعة عيونه ولهفته بالحكي
عبدالله:هي غريبه ،منفردة، طاغية ،مختلفه ،مدري ليش !
عامر:من ذي ؟
عبدالله ابتسم؛البشارة
عامر ابتسم وضغط على كتفه:هذي اشياء تصير واسألني انا
عبدالله لف له:لا ماهو شي عادي
عامر وقف قدامه:زين انا بروح غرفتي اريح ،تامر على شي !
عبدالله هز راسه بالنفي وعامر ابتسم وطلع
غمض عيونه عبدالله وانسدح ناظر السقف بهدوء وتفكير

روايتي العاشره " ياربة الشعر والأحلام غنيني "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن