٧٥

6.6K 139 3
                                    


يوم جديد
مرور سادس سنه على موت زياد
اختار يرجع هاليوم عبدالله ويغير كل شي كانوا عايشينه بالست السنوات اللي مضت
صحت وفتحت عيونها بشرى وناظرت اللي قدامها
عقدت حواجبها واخذت الورقه وناظرتها
" ادري هالتاريخ يذكرك بأقسى يوم بعمرك بس من سنين اما هالسنه بيكون احلى يوم بعمرك وبذاكرتك كلميني اول ما تصحين ..احبك "
بلعت ريقها بربكه وابتسمت بضحكه من تغيره
قامت وغيرت وجلست على السرير وعضت شفتها ودقت عليه
تنتظره يرد عليه
رد عبدالله وهو مبتسم:صباحك خير
بشرى مسكت راسها وهمست:شصاير ؟
عبدالله:كل خير
بشرى سكتت بهدوء وهمس عبدالله:ابغاك اليوم حلوه زي كل يوم ومتى ما تجهزتي دقي عليك اجيك انا بنشغل شوي
بشرى:شتسوي عبدالله ؟
عبدالله:كل خير والله كل خير لا تشيلين هم انتي
بشرى اخذت نفس وهزت راسها:تمام انتبه لنفسك
عبدالله:ابشري يالله قومي استعدي ودقي علي متى ما خلصتي
بشرى:طيب يالله
قفلت منه ومشت وهي تاخذ نفس تحاول توقف التفكير بشي
-
حزة غروب
استعجلت بس عشان تكون جاهزه بهالوقت
لبست عبايتها ونزلت بهدوء وطلعت له وركبت السياره
عبدالله ابتسم ولف لها وحرك سيارته وهو ساكت
اما عامر بشغله واخر ساعه من وقته كان راجع لشقته
ناظر صاحبه يتقدم له واستغرب وفتح الشباك
مد له كيس واستغرب عامر:هذا وش ؟
:علمي علمك وصلته من سياره لك
عامر؛وانت توصل اي شي الله يصلحك ؟
:تأكدت منه مافي شي ينخاف منه شكله شي يخصك
عقد حاجبينه عامر وقفل الشباك وفتح الكيس
ناظر الورقه وفتحها وقراها وكانت بخط يده
ابتسم وعرفه من خطه وبدأ يقرا الكلام
"اخوي عامر .. بغيت ابشرك ان اخر شي قاله ابوي لي بارك لعامر واوقف معه صحيح ما كنت معك بيوم تغيرت حياتك وارتبط اسمك بوحده تبيها وتبيك بس يشهد الله اني كلمت عمي عقيل وانا مسافر ووصيته يكون معاك ويساندك واعذرني وانا اخوك هالقلب اللي داخلي غير كل حياتي وقلبها راساً على عقب بس ما تغير حبي لك وانا اخوك وانت تدري انك اقرب لي من عبدالرحمن مدري يهمك كلامي وهو مكتوب والا تبي تسمعه ! على العموم انا اليوم بكون فاضي لو تبيني اسمعك وتسمعني ولك غلا بقلبي كبير ولو انه مو قلبي بس اعزك بداخلي .. اخوك عبدالله "

كانت الليله غريبه عليهم
كان السكوت يعم بالمكان وكان الهدوء متملكهم
وكلهم كانت تعج داخلهم الضوضاء والاصوات والمشاعر
بلعت ريقها ذكرى وهي تناظر لطيفه وعقيل جالسين
ذكرى ابتسمت:ابوي شرايك تاخذنا كلنا ونطلع نغير جو ؟
عقيل ناظر لطيفه ولطيفه همست؛انا احسني تعبانه
ذكرى ابتسمت بارتباك؛امي من وش تعبانه انا ما صدقت ترجعين لابوي ونرجع نجلس هالجلسه !
عقيل ناظر ذكرى وكيف تحاول تخبي شعورها وما تبي شي ينذكر ولا تبي احد يكشف عن الموضوع ويقول ان هالليله ؟
كانت من اقسى الليالي واول عزاء بهالبيت تودع فيها اخوها ذكرى ، وولدها لطيفه ، وسنده وذراعه لعقيل
لف عقيل لصوت الباب وناظرهم؛من جاينا ؟
ذكرى هزت كتفها ووقف عقيل وهمس: يامعين
مشى للباب وفتحه وناظر اللي واقف قدامه بابتسامته
ابتسم له عبدالله:شلونك ؟
لفت بشرى وهي تناظر عبدالله والاغراض بيده
عقيل سكت ثواني يتأمله وهمس؛بخير حيّاك بس اقولهم يدخلون
عبدالله:لا لا مستعجل بس بغيت اكلمهم من برا
عقيل ناظر اللي بيده:عسى خير ؟
ابتسم عبدالله:خير ان شاء الله
مشى عقيل وعبدالله لف يناظر بشرى تناظره ولف من وقف عقيل عنده
ابتسم ورفع صوته:شلونك ياخاله ؟
لطيفه غمضت عيونها وهمست بهدوء؛بخير حمدلله
عبدالله:ذكرى موجوده ؟
ابتسمت ذكرى؛اي موجوده
عبدالله مد الاكياس لعقيل وابتسم:جايب لكم اشياء بهالليله وانا ادري ان هالليله من ست سنين ما كنتوا بخير وقتها
لطيفه ناظرت عقيل وذكرى شدت على ذراع امها
ابتسم عبدالله:ولو اني احس اني اخذت شي غالي بالنسبه لكم ولا اقدر اسدد دينه بس متأكد اني بكون جنبكم دايم وولدكم اذا ودكم اخ لذكرى وسند لك ياعمي واكتفاء لك ياخاله
ناظر الاكياس عقيل وناظر عبدالله اللي رجع خطوه لورا
:الود ودي اجلس معكم هالليله بس قلت اتركهم بروحكم وانا بتوكل والحافظ الله
مشى بعد اخر جمله لسيارته وركب وبشرى ناظرته بهدوء وبلعت ريقها
قفل الباب عقيل وغمضت عيونها لطيفه وبكت بدون صوت
كان صوته غير وشكله غير وابتسامته غير حتى ريحته غير
بس ليه الكل تأثر من شافه وسمع حسه !
ذكرى مشت واخذت الاغراض من يد ابوها ومشت وجلست
وعقيل تقدم للطيفه وشد على كتفها وهو يشوفها تمسح دموعها
فتحت الاكياس ذكرى وهي تناظر العلب الصغيره الثلاث
ناظرت اسمها على العلبه " ذكرى "
جلست وهي تحضنه بيدينها وتفتحه وتناظر اللي داخله
مسجله صغيره وورقه اصغر وخاتم
رفعت راسها لعقيل اللي عقد حاجبينه ومشى لها
واخذ العلبتين وفتحهم ولقي داخلها غرض ومسجله ورساله ..
-
ذكرى
" اتوقع بيحلى باصبع من اصابعك وانا اخوك ومبروك لزواجك القريب "
عقيل
" اخترتك انت تعرف بجيتي وما احترت ادق عليك لانك بحسبة محمد"
لطيفه
" ولو انها كانت غلطه منك ! بس كان اوسع حضن حسيته بعد حضن امي "
العائله .. عائلة ذاك الغريب اللي من اول لحظة لقى وهو يحس انه معاهم يحس بالحنين اختار باب عقيل يدقه واختار حضن لطيفه تضمه واختار وقفاته مع ذكرى اخوه
مستحيل ينكر ان له بقلبه مكانه كبيره لهالعايله مستحيل يناظر وجيههم ولا يحس بشعور الحب والطمأنينه اللي نحسه بوجيه العائلات
حضن عقيل وجلساته معاه واشياء كثيره جمعته معاهم ومع هالبيت
كانوا يستمعون لشريط واحد ومن مبالغة الشعور بداخلهم
جربوا يستمعون لكل التسجيلات ودقات القلب الثلاث بدون ولا حرف ينطق من فمهم
من دون ما يملون ابد فهموا المغزى من هالهديه
ان زياد وان طالت السنين بين ست وبين سبع !
موجود بداخل عبدالله وقلبه ينبض داخله وقدر الله وشاء ان عبدالله ياخذ اغلى مافي زياد
-
عبدالله
وقف عند الكوفي وناظرته بشرى وعقدت حاجبينها
لفت لعبدالله :تنتظر عبدالرحمن ؟
عبدالله هز راسه بالنفي؛انتظرك تنزلين
نزل وبشرى تناظره باستغراب
نزلت ومشت معاه وهي تناظر الكوفي مقفول ولا في نور يوضح وجود احد بداخله
فتح الباب ودخل ودخلت بشرى وهي تناظر الطاولات والمكان والظلمه اللي تعج فيه
قفل الباب وتقدم وفتح الإناره وناظرها وابتسم
بشرى تلفتت حوالينها وهي تناظر الطاوله بالنص
طاولتهم ! مستحيل تنسى هالطاوله وهالكرسي
حتى اكواب القهوتين تتذكرهم وما خانتها ذاكرتها
مشى عبدالله وابتسم ووقف بداخل المقهى وحط يدينه على الرخام
وتكلم بصوت واضح:هالمكان اللي كنت اسرق نظراتي له واشوف الاكواب المحظوظه اللي تضمينها بكفينك احس حبات البن وذراع الكوب حتى هالرخام كان من اكثر هالجمادات حظ
رفعت نظرها تناظره وهي هاديه وابتسم عبدالله ومشى لها
مسك كفينها وابتسم وهو يناظرها؛كل ذكريات هالمكان من طاولاته للورد الاصفر لحزات الغروب
لف وناظر الكوفي وابتسم:قالي عبدالرحمن انه بيختار لوحه جديده لهالجدار
ناظرت الجدار بشرى وابتسم عبدالله:وبيكتب قصيدة اربع طاولات
بشرى همست؛اربع طاولات؟
عبدالله هز راسه وناظر الطاولات؛قالي ان اربع طاولات بالكوفي يعزهم وحده كانت اول لقى وجلسه معاك
ابتسمت بشرى وابتسم عبدالله؛ووحده كانت مفاوضة عامر مع بنت معمار
كمل وهو يضحك:ووحده لطارق وذكريات زياد
لف لها وعقدت حاجبينها:والرابعه ؟
عبدالله؛انا رابع وحده لاغراب يقول عبدالرحمن الاحظهم مره تكون الجلسه مليانه ضحكه ومره تكون الجلسه عتاب
لف لبشرى وناظرها؛يمكن هالاغراب زينا او زي عامر او حتى زي طارق بس مبسوط من كوفي عبدالرحمن اللي جمعني فيك
بشرى جلست بتعب وضحكت؛تعبني الوقوف
ابتسم عبدالله وسحب الكرسي لجنبها وجلس ومسك كفوفها
ابتسمت:مارح ابعد ليه مصرّ تمسك كفوفي ؟
عبدالله:يوم كنتي وحيده وتحتارين بافكارك وشتاتك ! كنت اشوفك تضمين كفوفك وقلت لك انا اللي بصير المها واضمها لكفوفي
بشرى؛اتركني طيب اقولك باللي بقلبي !
عبدالله ابتسم وابتسمت له بشرى:الصدق ولو اني دخلت هالمكان كثير وايام طويله بس اليوم احسه مختلف له ذكرى جيتك وصدفتك ونظراتك اللي استغربتها من اول ما جيت
اخذت نفس وهي تناظر يدينه؛لحد ما تزوجنا وانا مقتنعه ان مستحيل ارجع احب من جديد
لانت ملامح عبدالله وكملت بشرى؛بس يوم اعترفت لك بالمطار كنت واثقه من كلامي ومتأكده من شعوري بلحظتها عرفت انك اخذت مكان اكبر من اللي كان قبلك ومعزّه خاصه العشره تزيد الحب ياعبدالله وانا من يوم عاشرتك شفت الغيم وشفت السما وشفت احلى الاماكن وسمعت اعذب كلام
عبدالله ابتسم وكملت عبدالله؛انت ابو محمد وابو ولدي ان شاء الله وكلها ايام والله يبشرنا بجيته
عبدالله ؛حطي ببالك يابشرى انك معنى اسمك وجيتك دايم بحياة الناس بشاره لابوك ولاهلك ولي حتى ابوي الله يرحمه
بشرى عقدت حاجبينها وكمل عبدالله؛اختارك انتي تعرفين وتوقفين معاه بآخر مرحلة علاجه
بشرى همست:الله يرحمه
عبدالله؛واسف بتعبك معي بس بخاطري نمر عامر واحنا راجعين ما شفت شقته ولا باركت له انتي شفتي زوجته؟
هزت راسها بشرى؛اي حضرنا كلنا مع اهلي
عبدالله زم شفايفه؛قايله اني موجود لو يبيني بس شكلي بتعنى له واروح
بشرى ابتسمت؛عبدالله !
لف لها وناظرها وابتسمت بشرى اكثر؛انت افضل شخص بهالدنيا
ابتسم لها عبدالله وباس يدينها الثنتين :بسولف معك ما شبعت منك
ابتسمت وهي تناظره وتناظر تغيره كلامه ومشاعره اللي قادر يوصلها بدون ضياع وشتات فاهم مشاعره وفاهم كلامه
-

روايتي العاشره " ياربة الشعر والأحلام غنيني "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن