-
كان الجو ساكن
والمسافه القصيره بينهم مليانه عواصف
يجر من ذراعه كف يحاول يمسكها ويحضنها
وتجر من كتفها دموع بعينها عيت تنزل
اصابعه ترجف وشاد على دريسكون السياره
تناظر الطريق وهاديه ومانعه عقلها من التفكير
اتعبها التفكير الطويل وهلكها
وقف عند الشقه وناظرتها بشرى واسترجعت كل شي
حست انها من هاللحظه تبي ترجع تبي تتكلم
غمضت عيونها ونزلت قبله ومشى خلفها وهو هادي
فتح باب الشقه ودخلت وناظرت الاثاث وكل شي قديم
عاشت هنا فتره كافيه تخليها تحبه وتتعلق فيه
المطبخ الغرفه الصاله الكنبه كل هالاماكن كانت تشاركها معه
اخذت نفس ومشت للغرفه بهدوء وقفلت الباب
ناظرها عبدالله وسكوتها وشرودها وهروبها
كيف يرجع اللي صار ! كيف يرجع من جديد ؟
تنهد وجلس على الكنبه ومسك راسه
اخذ نفس طويل وغمض عيونه ورجع ظهره لورا
وش سبب وجودك دامك بتكونين بعيده مني هالقد !
يدري انها مستحيل تسامح بهالسرعه او تنسى
بس كيف جات ! وكيف وافقت ترجع ؟ وليش رجعت !
اخذ نفس ووقف وخرج من الشقه
عند بشرى
من سمعت صوت رحليه جمعت شتاتها ومسحت اخر دموعها
ووقفت بثقل وفصخت عبايتها وطلعت من الغرفه
كل ماتتذكر محمد واللي قاله يضيق صدرها اكثر
لازم تشوفه ولازم احد يدري ويساعده بالعلاج
ماتبي له الهلاك والموت لحاله وبهالسرعه
بدأت بتفكير وهي تشتغل بالمطبخ وسمعت بعد مده
ماحسبتها ابداً بصوت اكياس خلفها
لفت وناظرته يناظرها وعاقد حاجبينه:شتسوين؟
بشرى رجعت لفت وبصعوبة الكلام معاه وثقل الحروف من فمها خرجت اقل وصف عشان تنهي الحديث:اطبخ
عبدالله ناظرها وناظر برودها سكوتها شرودها وهمس بهدوء
:جبت عشاء مايحتاج تسوين
بشرى وهي تحط بالصحن وتحطه على الطاوله قدامه
وتحط لها بصحن وتصب لها بكاسه عصير وتهمس؛عوافي
اخذت صحنها ومرت من جنبه وطلعت وعبدالله ناظر المطبخ
والاكل اللي سوته والاكل اللي جابه وغمض عيونه وخرج
وقف عندها بالصاله؛وعشان انا ماني راضي بسكوتك نحتاج نتكلم
بشرى هزت راسها بالنفي
عبدالله تقدم؛بشرى لازم نتكلم عشان نحل اللي بغيناه تبين تعاتبين عاتبي صرخي بس ما تسكتين
بشرى حطت الصحن بقوه على الطاوله ووقفت وناظرته:مابي لا كلام ولا اكل
مشت من جنبه ومسك ذراعها:بشرى
سحبت يدها بكل قوتها وخوف وناظرته بخوف ورجفه:لا تلمسني
عبدالله عقد حاجبينه وبشرى بخوف ورجفه همست:اصحك تلمسني
عبدالله بعصبيه:وليش رجعتي ؟ وليش جيتي لعندي ! تبين تحرقيني ؟ ابشرك انحرقت ومعد داخلي شي حي
بشرى:مابداخلك شي حي !
عبدالله اخذ نفس وغمض عيونه وبشرى هزت راسها بالنفي
:ماني قادره حتى اطالعك
عبدالله ناظرها وبشرى مشت ولحقها عبدالله:ماغلطت ماسويت شي ولا خنت ولا غدرت ولا خذلتك ليه كل هذا ؟
بشرى لفت له؛لان مشاعرك كذابه لان حبك كله خداع ومو حقيقي انت مو عبدالله ولا ساكنك روح عبدالله روحك دفنوها مع جثة زياد
رجف فكها من نطقت اسمها وعبدالله ناظرها
بشرى:زياد !
عقدت حاجبينها وهي تناظره؛انت زياد والا عبدالله ؟
عبدالله بلع ريقه ولارد وبشرى هزت راسها وقفلت الباب اللي فصل بينهم بعد ماقفلته
-
طارق
من وصل عند اهله بالديره دخل وابتسم
سلم على امه وابوه وجلس:شلونكم ؟
امه بالعمر الكبير ناظرته:يالله لك الحمد زينه من شوفتك وانا امك
طارق ابتسم:والله ادري مقصر بس تعرفون الدرب بعيد وانا شغّال بهالمستشفى أكد
ابو طارق:الله يعطيك وانا ابوك وماننساك والله من الدعاء واختك كل شهر تقول انك حولت عليها فلوس
ام طارق ابتسمت:هذا طارق بكري واول عيالي ما يحرمني منه ربي
طارق ابتسم : وجاي اعطيكم خبر حلو
ابو طارق:خير ان شاء الله !
طارق:بغيت اخطب وحده بنت ناس ومتربيه والله وخاطري فيها
ام طارق ابتسمت:وين عرفتها ياولدي بالمستشفى؟
طارق:اي تقريباً بس ما تشتغل هناك
ابو طارق:واهلها !
طارق:اهلها ناس طيبه والله وابوها طيب والله ومايجي منه شر
ابو طارق:زين حمدلله
ام طارق:تبينا نروح نخطب لك ؟
طارق ابتسم؛ومن عندي غير اهلي ! الله يخليكم لي
ام طارق:تبشر والله الله يكتب لك اللي فيه الخير
طارق ابتسم باتساع:امين
ماهو قادر يتخيل حياته كيف بتكون مع ذكرى
ضحك بخفوت من سؤال امه انها وعن ثقلها وعقلها
وتذكر الباب اللي كسرته والسياره اللي عدمتها ثلاث مرات
ودخولها لمكتبه وصراخها بوجهه وتحديها له
ابتسم بحب واخذ نفس طويل يحكي لاهله عن حياته
-
ذكرى
ناظرت ابوها ومدت له الكوب؛ابوي !
ناظرها عقيل واخذ نفس:من زمان ماسمعتك تناديني ولا شفتك ولا سمعت هالحس ،سامحيني يابنتي ضيقة الدنيا بصدري
ذكرى جلست ومسكت كفه وناظرته:ابوي انا ماخذيت هالقوه الا منك وما عمري انهزمت الا ولقيتك جنبي وتقويني
عقيل اخذ نفس وصد
وكملت ذكرى:الجاي احلى ابوي بس حاول تنسى اللي مضى وخل الذكريات تروح مع اصحابها
عقيل ناظرها:لو راحوا اصحابها بكل مافيهم ممكن انسى ، بس نسى اخوك اهم شي فيه ! قلبه
ذكرى:وقلبه الحين بانسان ثاني له مشاعره وله احاسيسه وله اهله وله اصحابه لا تتعلق بعضو صغير بداخل شخص كبير
عقيل ناظرها وهمست ذكرى له:ابوي لا توجع عبدالله بشي هو ماله ذنب فيه يكفي اللي خذاه من بشرى
عقيل:زوجته عرفت ؟
ذكرى:اي وللحين ما ادري شصار
عقيل اخذ نفس ومسك راسه وذكرى ناظرته
:ابوي لو تبي تصلح الامور بدايتها بتكون مع امي
اخذ نفس طويل ووقف
وذكرى ناظرته:ابوي امي حرقها فراق زياد لا تحرقها بفراقك انت بعد
عقيل:عاجز انسى اللي صار
ذكرى:لا تلومها ولا توقف ضدها افهمها انت معلمني افهم واتفهم
عقيل ناظرها:ياسعدي فيك وفي تربيتي ياذكرى
ابتسمت له وعقيل اخذ نفس:يصير كل خير ان شاء الله
مشى وتركها بالصاله لحالها وتنهدت ذكرى بهدوء
دخل عقيل الغرفه وظل لحاله يفكر وكيف بافكار وتعلق بشخص ميت هدم حياة عبدالله يدري ان تعلقه في عبدالله غلط وشوفته وتمسكه فيه قاعد يخلي عبدالله في متاهه
تنهد واخذ جواله وهو يدق عليه
عند عبدالله
دخل البيت وناظرها جالسه ولا لفت له ودق جواله
اخذه وناظر الاسم وعقد حاجبينه مافيه طاقه اكبر يكلم احد من اهل زياد ناظر بشرى اللي صاده وتذكر كلامها
"محد يبيك الكل يبي اللي داخلك "
شد على اسنانه بقوه ولا رد وقفله وحطه بجيبه ومشى لها
اخذ نفس بقل حيله وهمس:طيب ماودك تقولين من علمك ؟
بشرى ناظرته:طلعت اكثر من ساعتين برا وجيت تسألني هالسؤال !
عبدالله:وش بغيتي اجل ! اجيك اقاوم الموت وقلبي على يدي ؟
بشرى؛وتستهر بالموضوع ؟
عبدالله تنهد وجلس:يابشرى ياضو دنيتي انتي تكفين لا تحمليني شي اكبر من طاقتي ماعاد فيني طاقه ابد
بشرى ناظرته وهمست:ابي نسكن عند ابوك
عقد حاجبينه عبدالله:وليه ؟
بشرى:طلب
عبدالله:تم وحاضر وسّمي بس ليه !
بشرى:رغبتي
عبدالله سكت وهو يناظرها وكمل بشرى؛ياليت من بكره
أنت تقرأ
روايتي العاشره " ياربة الشعر والأحلام غنيني "
Romance" روايتها العاشره فريده من نوعها تتكلم عن قضيه طبيه ( تبرع القلب ) يتبرع شخص للطيار بطلنا عبدالله بقلبه ويبدأ عبدالله بدوامة تشتت وضياع من مقابلته لبطلتنا بشرى اللي ما يعرف عنها سوا (فزة قلب وحزة غروب وورد اصفر ) "