١٨

9K 176 5
                                    

-
طارق
بعد انقضاء وقت كافي ان عبدالله يغادر المستشفى
لف للكمبيوتر وارسل الملف لساجد مباشرة
ناظر الملف طارق ودقايق دق تليفونه ورد
ساجد غمض عيونه وهمس:كيف وافق على العمليه؟
طارق؛ما وافق
ساجد:كيف سويت العمليه بدون موافقته؟
طارق:اخذنا موافقة ابوه لانه كان تحت العناية المركزه
ساجد:وماعنده خبر ؟
طارق:لا للحين
ساجد تنهد وهمس:لازم تقوله وتعطيه خبر
طارق:بشوف وقت مناسب
ساجد:لانه بعد العمليه بتصير له تغيرات كثيره
طارق:صارت
ساجد اخذ نفس:الله يعينك
قفل طارق وتنهد ورجع ظهره لورا وهو يناظر
الملف واسم عبدالله بجانب اسم زياد
-
بشرى
جالسه بالصاله وعينها على التليفزيون
وعبدالله على جواله بجهه ثانيه
لفت له وناظرته :بسأل سؤال مو من باب الفضول او اللقافه من باب السوالف
عبدالله رفع عينه لها؛من اللي جات
عقدت حاجبينها وكمل عبدالله؛هذا سؤالك صح؟
هزت راسها بشرى؛مين ذي؟
عبدالله:هي تسأل عنك وانتي تسألين عنها
بشرى سكتت وكمل عبدالله؛حنين
عبدالله ناظرها وهمست بشرى؛وحنين لها مكان بالقلب؟
عبدالله؛كانت حنين والحين اختلف الوضع
بشرى ناظرته؛من وين عرفتها؟
عبدالله؛لو كنتي صاحيه بالطياره كان شفتيها بالطاقم السعودي
بشرى؛مضيفة طيران؟
هز راسه عبدالله وبشرى ناظرته؛وليش كانت حنين!
عبدالله هز كتوفه؛مدري هو طيش ونضجت والا تبدلت المشاعر فجأه لاني ما اكن لها الان ولا ربع شعور
بشرى لفت لقدام؛غريب
عبدالله همس:ليش؟
بشرى بهدوء وهي تناظر التليفزيون:لان مستحيل يزول حبي لزياد لو بعد سنين
سكت عبدالله وشد قبضة يده وهو يحس بداخله شعور وبركان
تشتت وفوضى مابين الراحه من كلامها ومابين الخوف
مايدري كيف يوصف هالشعور ! اختفى انه يناظرها
تناظر التلفيزيون وهاديه
همس؛كلمتي ذكرى؟
هزت راسها بالنفي وناظرته:لا بخليها لين نرجع
عبدالله جلس باعتدال:كلميها افضل
بشرى؛اخاف تزعل وانا ماني جنبها
عبدالله:عطيني انا اكلمها
بشرى سكتت ثواني وفتحت جوالها ومدت له
دق عليها وهو يوقف ويتجه للبلور ويخلي بشرى خلفه
ردت بعد وقت:بشرى! كيفك ؟وش صار؟
عبدالله؛هلا ذكرى
سكتت ذكرى وجلست بخوف؛وش صاير؟ وين بشرى !
عبدالله؛موجوده وجنبي بس بغيت اعلمك شصار معنا
ذكرى؛شصار؟
عبدالله:طارق طلع يبي يلهينا بس هو اللي سوا العمليه لحاله ويوم اتصل الدكتور ساجد عليه ورفض يعطيه المعلومات
ذكرى بصدمه؛هذا الدكتور يبيها حرب؟
عبدالله:شكله بيخسرني بهالحرب
ذكرى بقهر تنرفزت:طيب
عبدالله:لا تتضايقين وتسوين شي قبل ما نجي
ذكرى؛عطني بشرى ماعليك امر
بلع ريقه عبدالله من الجفى اللي يحسه بقلب ذكرى
ومد الجوال لبشرى؛الو
ذكرى؛كيفك؟
بشرى؛بخير
ذكرى؛متى راجعين؟
بشرى،بكره
ذكرى؛طيب اشوفك بكره ان شاء الله
بشرى؛ان شاء الله
قفلت الجوال ولفت لعبدالله؛عن اذنك
مشت وطلعت لفوق وعبدالله يناظرها
لم يدينه ببعض درس الحكايه اللي قاعده تصير معاه
الفضول والاسئله ! وكلام بشرى وتعليقها ؟
يمكن يكون انت اللي ماخذ قلب زياد !
مسك راسه وهو يفكر ويقول مستحيل تصير بدون علمه
وكيف تصير بدون علمه ؟
هز راسه بالنفي والشكوك ذبحته الفتره الاخيره
-
طارق
طاع وهو يقفل مكتبه وشنطته بيده داخلها الملف
هالملف اللي بيخسر عبدالله لو شافه ويخسر شغله يمكن
بوسط تفكيره وصل لسيارته وطاحت شنطته من يده
ناظر القزاز والمرايات وكل شي مكسر
دار حوالينها بصدمه وناظر الورقه على الكبوت
"معوض خير دكتور طارق "
انصدم وهو يناظر السياره اخذ الشنطه بعصبيه
وهو شاد على الورقه؛والله ما اخليكم
وقف تاكسي وركب وهو معصب ويناظر الورقه
-
بشرى
منسدحه وتناظر الغرفه والفراغ
كيف ردة فعل ابوها من شاف الورقه
والا مافقدها اصلاً !
ليش زياد حتى بموته غلط !
ليش تحاول تصير اقوى وهي وحدها ؟
ليش تمثل الارتكاز وعصاها مكسورة اصلاً
تعبت من التفكير والتمثيل وهالحياه الممله
مستحيل تنسى اللي جاها من ام زياد لطيفه
اللي كانت شتان بينها وبين اسمها على اللي سوته
تضايقت من التفكير وجلست وهي تفرك عيونها
ووقفت وهي تطل للشباك وتفتحه
تتكي عليه وتشم نسايم الليل وغمضت عيونها
وهي تحس بهالنسمه اللي تداعب رئتها سلاماً
من قال ان الميت مايرسل اشتياق ورسايل؟
مايرسل سلام مع نسمه صغيره
تكت براسها وهي مغمضه عيونها ومستشعره
النسمه اللي تداعب وجهها بكل هدوء وسلام
رفعت يدها لقلبها وهي مغمضه عيونها
وتتذكر ابتساماته في لفتاته وانتباهاته
نظراته وحبه الكبير بصدره لها
فتحت عيونها وناظرت للاسفل تنتبه للي
جالس من مده ومنتبه لها من اول
كان هو هيأة السلام اللي زارتها بهالوقت
بس ماكانت تدري ! غافله ان هالانسان
حب زياد وشعور زياد وقلب زياد
اخذت نفس وهي تناظره بالاسفل
دخلت وقفلت شباكها وتنهد عبدالله
نزل يده اللي كانت تلامس قلبه من شافها
تسوي هالحركه وكأنها تلامس قلبه هو
تنهد بعمق من حسّها مشتاقه وملهوفه ومتذكره
صد للجهه الثانيه وهو يناظر المكان وهدوءه
وتفكيره في الرساله اللي ارسلها لطارق
" لو تذكر الصحبه علمني "
مالقي رد من طارق وغمض عيونه بتعب
على قد ما يبي يساعد بشرى وذكرى
على قد ماصار خايف يكون شكن بمحله
نزل نظره لقلبه وهو يتحسس مكان الجراحه والغرز
غمض عيونه يتحسس النبض متزن وهادي
تنهد بتعب وقام وهو ياخذ كوبه ويدخل للشقه
مشى للصاله وغسل كوبه ومشى للكنبه
وانسدح وهو يناظر الدرج ومن طول تفكيره نام
-
طارق
حط الجوال وناظره؛اقرا شوف
محمد رفع نظره له وعبدالرحمن همس؛اهدأ طارق
طارق؛محد حاس انا اللي تأذيت وبتأذى
عامر؛طيب قدم بلاغ عن سيارتك
طارق:تكفى عامر لا تكبر السالفه وتصير حرب انا متأكده انها اخت زياد
محمد:اذا الموضوع باقي مستور خلوه
طارق:عمي بتجنني ؟
عامر؛ابوي الوضع ترا ماينسكت عنه تدري انت ان عبدالله مايبي ليش تخبي !
محمد؛انت تذكر يوم ماتت امك واقترحت عليه ياخذ قلب امه بما ان قلبه تعبان كيف زعل ورفض وحلف مايسوي عمليه زراعة قلب
طارق تافف وصد وهي يتنهد
عبدالرحمن؛بس هذا واحد مايعرفه ماهو امي
عامر:اي بس زياد ماكان ميت اصلاً وتعرف عبدالله الحين يقول انا اللي ذبحته وانا اللي اخذت قلبه
محمد؛لا تقولون له
طارق؛عمي لا صار الموضوع يمس عبدالله وخسارته بتكلم
محمد:لا تقول ياطارق
طارق جلس ومسك يدينه بقل حيله وعبدالرحمن
همس:طيب وش صاير معه هو اصلاً؟
طارق:ماخذ قلبه اكيد بيحس بنفس المشاعر وبيحب نفس الاشياء، الموضوع اكبر من الستر عبدالله ضايع
محمد نزل راسه وعامر تنهد وصد عنهم

روايتي العاشره " ياربة الشعر والأحلام غنيني "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن