-
عامر
دخل البيت وناظر محمد جالس؛سلام عليكم
محمد لف وناظره:وعليكم السلام
مشى وجلس وبهدوء:عبدالله هنا ؟
محمد هز راسه:اي
عامر:زين ابوي عادي اطلب طلب ادري الحين حوسه مع عبدالله بس زانت الامور حمدلله
محمد ناظره:اي امور ؟
عامر؛ابوي انا ابيك تخطب لي
محمد اخذ نفس؛متى ودك ؟
عامر:متى مافضيت بس انا رجال ملزّم
محمد.خلنا نتطمن على اخوك وبعدها يصير خير
عامر؛زين طارق كلمني رايح يخطب بكون
محمد ناظره:طارق ! ماشاء الله من بيخطب ؟
عامر؛بنت عقيل
محمد اخذ نفس؛انتوا تبون تداخلون العوايل ببعض !
عامر؛نصيب ابوي
محمد:زين الله يوفقهم
عامر؛بغاني اروح معاه وطلبك تجي بعد
محمد:لا مافيني شده ابوه فيه الخير والبركه وانت اذا تبي روح معه
عامر :زين
مشى عامر ووقف عند غرفة عبدالله ودق الباب وبعد
قام عبدالله وناظر بشرى نايمه وفتح الباب:هلا عامر
طلع وقفل الباب وابتسم عامر:شلونك ؟
عبدالله:بخير توك جاي من الدوام؟
عامر؛اي والله دريت انك مسافر بكره
عبدالله:اي الصبح
عامر؛يالله درب السلامه عاد ما امداك ترتاح
عبدالله؛لو طلبت اجازه يمكن ياخذون الترقيه وانا ابي اصير طيار مساعد طيار ماهي لي
عامر:زين الله يوفقك بدخل اريح لا بغيت شي موجود وانا اخوك
عبدالله:تسلم
مشى عامر ودخل غرفته وعبدالله اخذ نفس ودخل واخذ جواله
وناظرها غافيه وطلع ومشى وخرج من البيت
ركب سيارته وشغلها وهو يناظر الطريق وحرك
مشى بهدوء خارجياً بس داخلياً فوضى عواصف حروب
يبي مكان واحد بس يبي لو شوي يقدر يتكلم وياخذ راحته
ناظر الليل اللي عم السما والبلاد ووقف سيارته وناظر الجدر اللي يمينه
ارتبك وبلع ريقه وفتح الباب وهو يناظر البوابه والجدار
واللافته الكبيره اللي فيها دعاء للفئه اللي غادرت الحياه
الاموات ..
مشى وهو مرتبك وشاد على يده ودخل وناظر المقبره
وهو ياخذ نفس يناظر الرصيف اللي واقف عليه والتراب اللي قدامه
بين هالمسافه القصيره قصتين قصة حي وقصة ميت
دخل المقبره وهو يناظر حوالينه ظلمة المكان والقبور
اللي تعج بالموتى اللي ساكنين محلهم لا حول لهم ولا قوه
انحنى عند القبر اللي تحت هالتراب انسان عايش حتى بعد موته
انسان ترك وراه حروب وقصص وامور غيرت مجرى حياة الكل
الكل تغير بعد هالقلب اللي فكر بيوم يتبرع فيه لشخص ثاني
كان يدري زياد انه اذا ترك هالشي الكبير بيغير اشياء بهالحياه
شلون بهالقلب عايلة عبدالله وعايلة بشرى صاروا عايله وحده
وكيف هالقلب جمع عبدالله ببشرى وحنن عبدالله على ذكرى
كيف ربط عوايل ثلاث ببعض ما كانت لها ببعضها قرابه
كيف عقيل صار الاب الثاني لعبدالله
ولطيفه الام الثانيه لعبدالله وذكرى الأخت الوحيده
ناظر التراب وهمس:لك حكمه من يوم فضلت انك تتبرع بهالاعضاء
اخذ نفس وكمل:عرفت كيف تكمل حياتك حتى بعد مماتك
سكت وهز راسه بتعب عبدالله وجلس بقل حيله:انت ميت بس عايش بيننا وفينا ، انت تشوف حالنا وتسمع كلامنا
عقد حاجبينه عبدالله وهو يناظر التراب:قاعد تحاول ترتب الامور بداخلي بس قلبي وعقلي في حرب بتحاول تنتصر على عقلي بهالقلب بس ما بعيش مرتاح ادري
نزل راسه وهمس:ليت اقدر ارجع اعيد اللي حصل ولا اخذ هالقلب ليت قدرت امنعهم وخليتهم يدفنوني معاك تحت التراب
غمض عيونه عبدالله بضيقه من المكان اللي هو فيه وكمل
:ربي كتب لي عمر جديد اقابل فيه احلى بنات هالدنيا وربي كتب لي عمر عشان اكمل عنك باقي حياتك امك وابوك يازياد بحفظ ربي وبعيوني واختك بزوجها لأحسن الرجال
لف وبلع غصته وهو يناظر التراب:بخلي عايلتك يحسون فيك داخلي
حط كفه اللي يرجف على التراب وغمض عيونه بقوه بخوف وقشعريره من هول الموقف كيف بيوم ممكن يفارق الدنيا ويصير ميت تحت هالتراب
كيف ممكن يخلص عمله ودنيته بمجرد وفاته رفع راسه لفوق ودموعها بعيونه خشية ربي وخشية هاليوم اللي بيجيه وهمس
:يارب لا تاخذني من هالدنيا الا وانا مسوي خير يدفعني للجنه
اخذ نفس طويل وتنهيده عالية الصوت ووقف بتعب وعظامه مي شايلته
مشى خارج المقبره ووقف قدام البوابه وقرأ الدعاء المكتوب
"السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون"
اخذ نفس وركب سيارته وحرك راجع لبيته
-
يوم جديد
الصبح
قام ولا حصلها جنبه تنهد وقفل المنبه ومشى للحمام
غسل وجهز ملابسه وشنطته وناظرهم وتنهد بقل حيله
خرج وشافها تفطر ومن دخل ناظرته
لف محمد؛ياهلا
عبدالله جلس وناظر ابوه:شلونك ابوي ؟
محمد:بخير توي بقول لمرتك تروح تصحيك لا تبطي على رحلتك
عبدالله ناظر بشرى اللي تاكل بهدوء وهمس:زين اكلت
رفعت نظرها ولا ردت وعبدالله اخذ نفس ولف لابوه؛توصي على شي ابوي ؟
محمد؛افطر اول
عبدالله؛ماعليه مايمديني بلبس واحرك هناك اخذ لي قهوه وافطر
محمد:على هواك
قامت بشرى تلم الاكل وهمس محمد:بالهداوه يابنتي
بشرى رفعت نظرها لعبدالله ورجعت ناظرت محمد؛ماعليه مافيني شي
ناظرها محمد ولف لعبدالله وعرف ان ماعنده خبر وتأكد
وقف عبدالله ودخل الغرفه ولبس وجلس وهو يلبس حذيانه ودخلت
مشت واخذت منشفتها وهمس:اذا ودك ترا ذكرى اليوم خطبتها
لفت وعقدت حواجبها:مين ؟
عبدالله وقف واخذ جاكيته:ذكرى
بشرى بلعت ريقها وشدت على المنشفه؛على مين !
عبدالله ناظرها:طارق صاحبي
بشرى انصدمت:طارق ! وليش مابلغتني ذكرى ؟
عبدالله همس:انتي تخلين احد يتكلم !
بشرى رفعت حاجبينها:انا الحين اللي طلعت ما اتقبل احد يتكلم ؟ انا اللي تخبى علي الموضوع والكل كان يدري فيه وانا اجهله طلعت الماني زينه ؟
عبدالله تنهد وتقدم لها بهدوء:اسمعي بشرى كلامك ورفضك انك تسمعين ما بيريحك ابد ، جربي تسمعين
بشرى ناظرته وصدت بنظرها واخذ نفس عبدالله وتقدم لها وهمس؛انا رايح
وكأنه يقولها بقل حيله لربما تحن وتحضن اللي بقى فيه
بس ماردت وصدت بنظرها لبعيد وتقدم وباس جبينها وغمضت عيونها بشرى
اخذ نفس وهمس:استودعتك الله
مشى واخذ شنطته وغمضت عيونها بقوه بشرى
ودخلت يدها تحت بلوزتها وهي تلمس بطنها وعاضه شفايفها
لفت وناظرتها يفتح الباب ويطلع وجلست بقل صبر وبكت بدون صوت
صاحبتها مابتكون معها ب احلى ليالي عمرها
وزوجها وحبيبها بماضيها وحاضرها سافر ولا تدري متى موعد رجوعه
تنهد بتعب ومسحت دموعها وضمت يدينها بقل حيله
اما عند عبدالله
خرج وسلم على ابوه ومحمد ودعه بخوف وقلق
خايف يجي يومه قبل يرجع ويودعه وتغمض عيونه للابد بعد شوفته
وقف بعكازه عند الباب ويناظر عبدالله يركب ويحرك ولا يدري عن شي
جاهل مرض ابوه والوجع اللي داخله ويحس فيه
حرك عبدالله وفكره مو معه ابد يبي يسوي اللي يحسه من قلبه مو اللي يفكر فيه بعقله
ليلة امس ما نامها بهنا بعد ما كتب ربي لقى بين ميت وبين حي
وقف عند البيت اللي يحس ان له ريحة حنين وذكرى بقلبه
نزل وفصخ كابه ومشى للباب ودقه وبداخله رغبه وخفوت
ومن انفتح الباب وطل عليه عقيل بملامحه المشيخه واللي فيها من وقار
لانت ملامحه وهو يناظره وبلع ريقه عبدالله من شكل عقيل
اما عقيل فما كان حاله افضل من حال عبدالله ابداً
-
ذكرى
اخذت نفس طويل وتحس بوحدتها بهالليله تخنقها
تمنت لو يكون زياد معاها ويشارك فرحتها اخوها الوحيد
او تعوض عن مكانه اللي فيها من روحه بشرى
بس شكلها بتقضي هالليله لوحدها سمعت صوت الباب
وعقدت حواجبها وهي تناظر الوقت وشروق الشمس اللي مطل
مشت ونزلت وهي تناظر هدوء البيت
نزلت بخطوات هاديه ومشت للمجلس ووقفت عنده وهي تسمع
عند عبدالله
ناظر عقيل وهمس؛كنت مسافر وعندي رحله قلت امر اسأل عن حالكم
عقيل هز راسه:يالله لك الحمد
عبدالله همس:وو خالتي عساها بخير !
عقيل ناظره:نبي نصلح اللي صار بس ننتظر النفس ترتاح وتنسى
عبدالله تنهد:ان شاء الله كل خير مابغيت اطول عشان رحلتي بس اذا تسمح ..
سكت بتردد من طلبه الغريب من الشخص الغريب بس كان داخله رغبه كبيره يطلبه وكمل بعد مده:اشوف ذكرى وابارك لها
بلعت ريقها ذكرى وهي عند الباب وحست امنيتها البسيطه اللي تمنتها قبل شوي صارت حقيقه حتى لو ما كانت هيأة زياد معاها يكفي قلبه زارها
عقيل اخذ نفس بتعب من شعوره وهز راسه:تبشر
عبدالله:مستعجل عمي
عقيل هز راسه وخرج وحصلها بالصاله وهمس:عبدالله يبي يبارك لك
مشت وبلعت ريقها ووقفت ومشت للباب ووقفت جنبه
ودخل عقيل:موجوده
وقف عبدالله وبلع ريقه وهمس:شلونك ذكرى ؟
ذكرى:بخير حمدلله
عبدالله:ماني مطول رحلتي بعد شوي بس بغيت اقولك مبروك وطارق خير الناس والله وبيحطك بعيونه والله يوفقكم يارب واذا بغيتي شي انا موجود وتآمرين وانا اخوك
غمضت عيونها ذكرى وبلع ريقه عبدالله وناظر عقيل:الله يوفقهم توصي على شي عمي ؟
عقيل:درب السلامه ترجع بالسلامه ان شاء الله
عبدالله هز راسه وخرج من البيت مستعجل للمطار
وذكرى اخذت نفس براحه من كلامه وحنيته بهالجمل القصيره
-
أنت تقرأ
روايتي العاشره " ياربة الشعر والأحلام غنيني "
Romance" روايتها العاشره فريده من نوعها تتكلم عن قضيه طبيه ( تبرع القلب ) يتبرع شخص للطيار بطلنا عبدالله بقلبه ويبدأ عبدالله بدوامة تشتت وضياع من مقابلته لبطلتنا بشرى اللي ما يعرف عنها سوا (فزة قلب وحزة غروب وورد اصفر ) "