٧٢

6.6K 136 6
                                    

بشرى
طول على الرجعه وقلقت عليه
مسكت بطنها بألم وغمضت عيونها بتعب
اخذت نفس تحاول تنتظره ورفعت جوالها وهي تراقب الشارع
وصوت عقارب الساعه بإذنها له رنين
تدق عليه ولا يرد ابد
قلقت اكثر وناظرت الساعه بتقارب نص الليل
تدق على عامر ؟ والا بيرجع عبدالله قريب
ماقدرت تصبر وحطت يدها على بطنها بألم
بلعت ريقها بخوف ولبست عبايتها وطلبت سياره
ما تدري وين بتدوره بس قلبها دليلها زي كل مره
شدت على يدها بقوه وهي تناظر الطريق
واول ما وقف ناظرت سيارته عند الباب وبلعت ريقها
عقدت حواجبها وهي تناظر الشقه باستغراب
ليش جاي لحاله الشقه ! واحنا ما تركنا شي فيها؟
نزلت من السياره ومشت بهدوء وطلعت الدرج
وقفت وناظرت بطنها بخوف وطلعت لحد الشقه
ناظرت الباب مفتوح نصه والاناره مطفيه
دخلت بهدوء وهي تناظر بخوف وتوتر ناظرت حوالينها
ومشت للغرفه اللي يشع منها النور ووقفت عند الباب
طلت وهي تناظر الغرفه محيوسه ومكركبه وهو جالس بالارض
العكاز جنبه وحوالينه اوراق وصور ومستندات
تقدمت وهي عاقده حواجبها وهمست:عبدالله !
لف لها وانصدم من شافها ناظرت وجهه وعيونه حمره وباكيه
مشت وجلست عنده ومسكت كتفه بخوف:عبدالله شفيك ؟
عبدالله صد ومسك راسه ولف لها:شجابك ؟
بشرى؛تأخرت وتوقعتك هنا بس ليش لحالك؟
عبدالله وقف وناظرته بشرى ولملم الاوراق والصور
ولمحتهم بشرى ،اغراض ابوه ! صور اهله امه وابوه
حطهم بالدرج ووقفت بشرى:وليش ما جيت عندي بالبيت ؟
عبدالله:ابي اكون لحالي
ناظرته صاد وعقدت حاجبينها؛ليش طيب ؟
عبدالله غمض عيونه واخذ نفس طويل:احسني غريب
لف وناظرها وكمل:غريب حتى على نفسي الازم عكاز ابوي ابي احس اني فقدته ابي ابكي عليه ابي احس بنفس احساس ممات امي
بشرى؛بس بكيت وكنت زعلان وحزين لا يتهيأ لك شي عبدالله
عبدالله رفع يده لصدره بقل حيله:انا ادرى باللي صاير بصدري
بشرى بلعت ريقها وعبدالله لف واخذ مفتاحه؛امشي ما عاد لنا لزمه هنا
بشرى مسكت ذراعه ولف لها وناظرها تتألم وماسكه بطنها
عقد حاجبينه وهمس بخوف:شفيك؟
بشرى؛بطني يوجعني
بلع ريقه بخوف وناظرها وهز راسه بالنفي:لا يصير فيه شي تكفين
انحنت بتعب وشد عليها عبدالله:امشي معاي اوديك
بشرى اخذت نفس تهدي نفسها من الألم وتبعد الافكار السودا اللي براسها
مشت معاه وركب السياره بخوف وحرك

المستشفى
اذن للفجر وهو يناظر المغذي بيدها
رفع عيونه لها وهمس:ليش تسوين كذا وانتي تدرين بداخلك طفل؟
بشرى صدت واخذت نفس:مو انا اللي سويت الظروف سوت
عبدالله:قلت لك على الاقل كلي لقمتين
بشرى ناظرته:اقدر احط شي بفمي والوضع كذا
عبدالله بحده همس:وش فيه الوضع ؟ ابوي ودفناه والله يرحمه الحي ابقى من الميت
بشرى ناظرته وعقدت حاجبينها:لا تمثل دور القوي
عبدالله :وش تلمحين له !
بشرى:لاني تعبت عبدالله تعبت منك قاعده احاول افهمك وأحلك وانسى واتناسى الحقيقه عشان بس تستقر الاوضاع
عبدالله شد على اسنانه وهو يناظرها:مافي أمل تنحل الامور دامك عرفتي ودامي عرفت
بشرى:الا في حل انا متعايشه مع الوضع بس ابيك انت تتعايش
عبدالله:انا تعبت من هالقلب ومن هالدوامه ومن هالمشاعر
بشرى مسكت كفه وجلست وناظرته قريب منها
شدت على كفه وكتفه بيدها الثانيه :اسند ثقلك علي انا اشيله انا عكازك
مارد عبدالله وغمض عيونه بقوه ومو قادر يسيطر على شي بداخله
كل شي مبعثر ومكركب ومختلط حتى مشاعره لبشرى
-
يوم جديد
من أمس ما غمضت له عين من عيونه
ولا ارتاح باله يبي يرتاح يبي ينام يبي يتخلص من هلاك التفكير
غمض عيونه من حس فيها تقوم وتناظره
مشت وخرجت من الغرفه وفتح عيونه بتعب
شد على جبينه بتعب وارهاق
طلعت بشرى بكيس ادويتها وناظرته وفتحت علبه واخذت منها حبه
وهي تتذكر كلام الدكتوره بأن حملها مهدد ولازم تنتبه لصحتها
وهذا وهي بداية الرابع اكثر شي تحتاجه الغذاء والراحه
بس من وين يهدأ لها بال وهذا حال عبدالله
سوت كل شي وحاولت وجاهدت وارهقت حتى طفلها بس مافي فايده عبدالله حالها ماهو حال بعد ما عرفت بشرى وبعد وفاة محمد
بلعت الحبه ولفت من شافتها يدخل وعقدت حاجبينها:ما نمت ؟
عبدالله بلع ريقه وناظرها:لو اوصي عليك عامر فتره ترتاحين والا اوديك عند اهلك اريح لك ؟
شدت على كفينها بخوف وهي تناظره وهمست:ليه ؟
عبدالله:بسافر
بشرى:ما خلصت اجازتك
عبدالله:ادري بس ابي اسافر
بشرى جلست على الكرسي وبكت بقل حيله وبدون صوت
ناظرها عبدالله وبلع ريقه ومشى لها
بشرى ناظرت كفينها وهي تبكي وهمست:اذا انت ما تحتاجني انا احتاجك
رفعت نظرها له ومن ناظر دموعها عبدالله بلع ريقه
بشرى:تعبت عبدالله تعبانه نفسيتي وكل شي وحملي ضاغط علي
عبدالله:تكفين ماني متحمل حتى نفسي وجودي زي عدمي خليني ارتاح شوي خليني يمكن ارجع احسن من قبل
بشرى مسحت دموعها وهزت راسها؛بس ما اضمن لك انك ترجع وتلاقيني احسن
عبدالله:برجع متى ما حسيت اني اقدر
بشرى ناظرته وعبدالله همس بترجي وأمل؛تكفين
بشرى نزلت نظرها وهمست؛اهلي
بلع ريقه عبدالله وكملت بشرى؛اجلس عند اهلي
اخذ نفس ورجع خطوه لورا وهز راسه وخرج
رجعت بكت ومسكت راسها بتعب مافيها شده ابد تقاوم شي
-
طارق
حط اغراضه بشنطة سيارته وركب وحرك
لف واخذ جواله وحرك وهو يرسل
" سلام عبدالله مابغيت اضايقك وادري حالك ملخبط بس انا رايح لاهلي بالديره اريح لي فتره وان شاء الله قريب وراجع "
ارسلها وناظر طريقه وثواني جاه الرد وصدمه
عبدالله " انا مسافر عصر بكره "
دق وهو ينتظر عبدالله يجاوب ورد عبدالله
طارق:ما خلصت اجازتك
عبدالله:ادري
طارق:شفيه صوتك ؟
عبدالله:ضايقه فيني الدنيا يمكن الاقي بالجو راحه
طارق هدأ سرعته:تحتاجني ؟ عادي اقدر اقعد معك
عبدالله:لا لا انت روح وانا بروح والكل رايح اصلاً
طارق تنهد وغمض عيونه ثواني وهمس:ماتضيق الا وتفرج
عبدالله:انتبه لنفسك لا اوصيك
طارق؛انتبه لنفسك انت ، انت اللي بتكون لحالك
عبدالله اخذ نفس وهمس؛ان شاء الله
قفل منه وطارق تنهد بتعب من هالحال والوضع وللحظه حس انه السبب بكل اللي قاعد يصير

بشرى
لا حزة غروب ولا حزة شروق تهنت فيها
كل ما قالت زانت ترجع تخيب وترجع تتعقد الأمور
بعد ما كان عبدالله يشتري فرحتها وراحتها وحبه الكل شاهد عليه!
الحين حتى هي مي قادره تنفعه وتغيره وتغير حاله
: لم اغراضه وطار بالجو
الكلمه اللي قالتها لاهلها اللي واقفين عندها باستغراب
تركي تنهد وجلس:وش صاير ؟
بشرى ناظرته:شكل مافي
طيبه:وش اللي مافي ؟
بشرى ناظرتهم:مافي أمل تتصلح حياتي
لفت وناظرت تركي بشرى وهمست؛حوبتك وغضبك للحين يلاحقني
تركي عقد حاجبينه:وش حوبته وغضبه سالفه وقفلناها وانا سامحتك
بشرى:ليه الدنيا ما تسامحني بعد ؟
طيبه جلست جنبها ومسكت كتوفها:بشرى ! يمه ماعليه خليه يسافر سمكن يرتاح وهو بعيد
بشرى؛بعد ما كان قربي هو راحته ؟
اخذت نفس ووقفت:انا رايحه لغرفتي
تركي:بشرى
لفت وناظرته وهمس تركي؛في ناس جايين لاختك حياة اليوم
بشرى ناظرتهم:ليه ما عندي خبر ؟ والا تعودتوا تخبون؟
تركي:لا يابشرى يابنتي لا بس قلنا لين يجون ونعلمك انتي تعبانه وشوفي حالتك كيف
بشرى مشت ولا ردت ودخلت الغرفه ولا حصلت اختها
اخذت نفس وانسدحت بتعب وهي تناظر السما من الشباك
عصر اليوم ولحظات الغروب كانت أشدهم هالحزه وهاليوم وهاللحظه !
-

روايتي العاشره " ياربة الشعر والأحلام غنيني "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن