١٧

7.8K 164 9
                                    

-
تركي
ناظر الملحق بتردد وهمست طيبه:شوفها
مشى لفوق وطيبه وراه تمشي
دخل الغرفه ولا حصلها
همست طيبه:وينها ؟
مشى للورقه اللي على سريرها واخذها
وهو يقرأ "اذا احد فقدني منكم يا اهلي انا سافرت الامارات شغل وبرجع السبت ان شاء الله "
لف لطيبه:وماكلمتني !
طيبه؛انت تعطيها مجال تتكلم؟
تركي:يعني الحق علي الحين؟
طيبه:زين انها تركت رساله معناته ماتبي تزعلك
تركي:وانتي عندك خبر اذا صادقه!
طيبه:تركي؟
تركي:اي مو على اساس كانت تروح الجامعه !
طيبه تنهدت؛اللي فات مات البنت عقلت
تركي:نشوف العقل
خرج وترك طيبه بالغرفه
ناظرت اغراضها طيبه بضيق
مسكت كريماتها وعطوراتها على التسريحه
جلست على سريرها وهي تحاول ماتبكي
اشتاقت لبنتها جنبها حوالينها ولحسّها
بس غلطها كبير وكبيير جداً
-
بشرى
تناظره يسأل ويتكلم ومعه ورقه
لف لها ومشى ووقف قدامها:اسمعي اخذت موعد بس قبلنا حالات تعالي نشوف رجلك
عقدت حاجبينها بشرى؛مافيها شي رجلي !
عبدالله؛نطمن امشي تعالي
مشى عبدالله قبلها وبشرى تنهدت
وقف عند الطوارئ ونادى الممرضه؛لو سمحتي
مشت لهم وجلست بشرى على السرير
عبدالله وقف وهو يناظر الممرضه تكشف على رجلها
عقد حاجبينها وهو يشوف لونها متورم شوي
رفعت نظرها بشرى له وهو يناظر والاوراق بيده
خايف ،قلقان، مرتبك ، كل هالمواصفات موجوده فيه هاللحظه
بس ليش! ألم بسيط فرق معاه؟ اهتم فيه !
لا جد هالمره تساءلت من هذا؟
الممرضه لفتها وناظرتها؛لا تضغطين عليها كثير
هزت راسها بشرى ومدت لها الممرضه ورقه:هذا مرهم حطيه قبل ماتنامين
اخذت الورقه بشرى وتكلم عبدالله:بس مرهم !
هزت راسها الممرضه؛اي هو عادي يومين بالكثير ويخف الألم
عبدالله:طيب شكراً
قامت بشرى واخذ الورقه عبدالله؛هاتيه
بشرى:لا خلاص اخذه اذا رجعنا
عبدالله:هاتيه بشرى
بشرى مدت له واخذه ومشى للصيدليه وصرفه ورجع لها
مده لها:اروح للدكتور واجيك بعد شوي؟
بشرى جاوبت بسرعه؛لا بدخل معاك
ابتسم بهدوء وهو يناظرها استرجع كلمتها بتأني
معاك ! صد وهو يحاول يتنهد بدون ما تنتبه
مشى قبلها ومشت بشرى خلفه وجلسوا
ناظر رقمه باللوحه باقي قبله حاله وحده
وهمس:زين لحقنا
جلست بشرى وهي تناظر رجلها
لف لها عبدالله وناظرها سرحانه برجلها:بتصير احسن
لفت له وهز راسه عبدالله؛رجلك
ماردت بشرى وتلفت عبدالله وهي ياخذ نفس:ليته عنده جواب بعد هالمسافه كلها
بشرى بتعب:يعني مابيقول ولا يعطينا معلومات؟
عبدالله:نقول ان شاء الله هو يعرفني فمارح يبخل علي
وقف من جا رقمهم ودخلوا ورفع راسه دكتور ساجد:اهلاً اهلاً عبدالله
ابتسم عبدالله وصافحه؛كيف حالك يادكتور؟
ساجد؛حمدلله شجابك هنا !
عبدالله ابتسم؛جايين عشانك يادكتور والله
جلست بشرى وهي تناظرهم وساكته
ساجد ناظرها؛المدام !
عبدالله ضحك:لا
جلس ساجد وجلس عبدالله؛جاي بس اذا تقدر تساعدنا
ساجد:تحت امرك
عبدالله:في عمليه سويتها قبل اربع سنوات تقريباً لتبرع بالقلب
عقد حاجبه ساجد؛متى تحديداً
بشرى طلعت الاوراق اللي عطتها ذكرى
اخذها عبدالله ومدها لساجد اللي ناظرها وهو يلبس نظارته
ويقرأ:زياد عقيل!
بلعت ريقها بشرى وفركت يدينها بارتباك
ناظرها عبدالله وناظر كفوفها
ساجد:هالتاريخ انا غادرت السعوديه
لف له عبدالله :كيف يعني؟
ساجد:يعني هالعمليه دكتور طارق اجراها لحاله بعد ماسافرت
عبدالله عض شفته؛بس عطاني خبر انك انت اللي سويت العمليه
ساجد:ماحصل ابداً واقدر اوريك متى تاريخ نقلي
عبدالله:طيب تقدر تاخذ معلومات من طارق ؟ لانه مو راضي يعطيني اي معلومه صغيره
ساجد رفع حاجبينه:بدق عليه واشوف
لف للتليفون وهو يطلع رقم مستشفى طارق من جهازه
لفت بشرى لعبدالله:مارح يقوله
عبدالله تنهد:نجيبه لو ماقال ندخل مستشفى طارق وناخذ الملف ونجيبه
بشرى همست له:شلون!
عبدالله:انتي مع عبدالله هذا كفيل انه يطمنك
سكتت بشرى وهي تناظره ولف عبدالله من تكلم ساجد
ساجد:ايوا ممكن دكتور طارق
حولوا الاتصال ورد طارق:الو !
ساجد:السلام عليكم دكتور طارق؟
طارق عقد حاجبينه:وصلت
ساجد؛معاك دكتور ساجد
طارق جلس على الكرسي وعرف ان عبدالله وصل:اهلاً اهلاً دكتور
ساجد:اتصلت ابغى منك ملف مريض
طارق ابتسم وهو يحس ان عبدالله هاللحظه قلقان ويبي يعرف وينتصر وبشرى معاه وكأنه يتخيل اللحظه قدامه:اسمه؟
ساجد بدأ يقرا اسم زياد كاملاً ورقم ملفه وبشرى متوتره
طارق ابتسم؛اي دكتور هالمريض كان تحت تصرفي فين المشكله؟
ساجد؛مافي مشكله بس ابغى ملفه كامل
طارق سكت للحظه وهمس:اسف ما اقدر
ساجد ناظر عبدالله وتنهد؛ابداً ؟
طارق:ابداً
ساجد:شكراً لك
قفل التليفون وناظره عبدالله
هز راسه بالنفي ساجد وشد من قبضة يده عبدالله
زادها عليه طارق هالمره وكثييير زادها
عبدالله لف؛شكراً يادكتور يعطيك العافيه
ساجد:ابداً انت تامر ياعبدالله
ابتسم عبدالله ووقف :يالله
مشت بشرى وطلعوا ولف لها من وقفت؛يعني ما استفدنا شي؟
عبدالله تنهد؛الا استقدنا ان طارق يبي حرب وانا جاهز
بشرى سكتت وعبدالله كمل:مشينا
مشت خلفه وعبدالله ماشي للسياره ويفكر في طارق
وش اللي يخليه يكتم على الموضوع !
ليش متغير هالفتره ويطحن في سالفه مايعرفها
في سر مخبى عليه وعليه هو بالذات بس بيعرفه قريباً
ركب وركبت جنبه بشرى وحرك عبدالله
وقف بالاشاره وهو يفكر وبشرى منتبه لسرحانه
لف لها من انتبه:تبين تاكلين؟
هزت راسها بالنفي وصدت عنه
عبدالله؛تبين برقر وساندويتشات؟ والا مكرونه او شي خفيف !
بشرى ناظرته؛مابي شي
عبدالله:طيب برقر في مطعم هنا حلو بس خل نمرّه
بشرى؛عبدالله !
سكت لوهله من اسمه ولف لها وكملت؛قلت ما ابغى
عبدالله؛خلصنا اذا بتقعدين تستحين وتسكتين ما تعشينا
بشرى:خلنا نرجع اليوم بما انا خلصنا
عبدالله لف لها؛حجزت وخلصت
بشرى تاففت وابتسم عبدالله:ثقيله السفره عليك باين
بشرى ناظرته وصدت وهي تمسك يدينها
عبدالله حرك السياره وهو يدور المطعم بعيونه
ماسك الدريكسون بيدينه الاثنين وبسبابته يلعب ويطبل
ناظرته بشرى ووقف ونزل من السياره
نزل شماغه من على راسه وعقاله ورماهم بينهم
وقفل الباب ومشى للمطعم ناظرته بشرى
لين اختفى عن نظرها وفتحت الدرج اللي قدامها
تناظر اوراق السياره واشياء عاديه
نبشت بكل مكان تبي جواب لهالشخص
صارت تشك انه مو مرئي للناس بس هي تشوفه
شالت شماغه وحطته في حظنها
فتحت اللي بينها وبينه وهي تناظر اوراقه ومفاتيحه
رفعت راسها من طلع وشدت على شماغه بارتباك
ركب وحط الاكل بالخلف وناظر شماغه بيدينها
وسكت وحرك السياره وهو يتكلم بهدوء؛بوديك مكان حلو
لفت له بشرى وبان الخوف عليها؛وين؟
عبدالله:سؤال ! انا اخوف لهالدرجه ؟
بشرى همست؛لا،بس ما اعرفك
عبدالله اخذ نفس:البحر بس مكان مو اي مكان بما انك ماجيتي الامارات ولا مره بيعجبك هادي وحلو
بشرى سكتت وعبدالله كمل طريقه وهو يناظره
وقف اول مالقى المكان ولف لها وهو ياخذ الاكل
:يمديك تتركين شماغي بالسياره ما احتاجه
نزل وتركها وهي ناظرت يدينها تضم الشماغ وتضغط عليه
تركت الشماغ وبلعت ريقها ونزلت وهي تناظر المكان
حط الاكل وجلس على كرسي خشبي وجلست جنبه وبينهم الاكل
ابتسم وهو يناظر البحر:الشي اللي مايموت
لف لها من انتبه لفضولها وكمل:الموج
عقدت حاجبينها:وليش الموج ! ليش مو البحر كامل مايموت؟
عبدالله:لان اصلاً الموج تعبير سيئ داخل البحر ومو دايم يظهر لنا لا هبت الرياح انجن وظهر اللي مابداخله
سكت ثواني وكمل:زي الانسان يوم يكبت بداخله ويمثل القوه ومن سبب صغير وتافه ينفجر اللي بداخله بشكل سيئ زي الموج
سكتت بتأمل لجملته بشرى وتأنيه بالكلام العميق
يحكي ويرتب حكيه ويدخل لداخل العقل والقلب مباشره
ما يمر للاذن بدون مايترك اثر بالقلب والعقل والفكر
عبدالله ابتسم من شافها تفكر؛عميق الكلام تفهمينه بعد ما تعيدينه براسك
فتح الاكياس ومد لها البرقر واخذ اكله وبدأ ياكل
تنهدت بشرى وذاقت البرقر وبانت على شفايفها الابتسامه
ناظرها وعقد حاجبينه؛شفيك تضحكين؟
بشرى؛طلع لذيذ صدق
ابتسم وهو يشرب عصيره ولف للبحر
ناظرته بشرى وهي تنهي اكلها وتمسح يدينها بمنديل
همست؛ليش ماتحكي شوي عنك !
عبدالله وهو يشرب عصيره ناظرها؛عني انا ؟
هزت راسها بشرى وعبدالله ابتسم بتفكير
واخذ نفس:كابتن هذا شغلي بالطيران عندي اخوان اثنين وانا اكبرهم وبكر ابوي
سكتت بشرى من بدأ كلامه والتفتت له باهتمام
عبدالله:وابوي ! ابوي علاقتي فيه سيئه جداً وامي فقدتها من كم سنه واحس اثر فيني حيل فقدانها
بشرى؛ليش علاقتك سيئة مع ابوك؟
عبدالله؛ابوي عاش معي فتره طفوله بسيطه وبعدها تحجج انه مايقدر يصبر على المسؤوليه والبيت فبيبعد شوي عن العائله
عقدت حاجبينها بشرى وهي تسمعه
عبدالله:وراح ،امي قالت انه راح بس انا اشوفه هجرَ لان اللي يروح احيان يترك اثر ،حب،ذكرى ،ابوي راح بدون ولا شي هجران ينقال عنه
واخذ نفس:واكتشف فجأه اصابته بسرطان بالكلى
غمضت عيونها بشرى من هول اللي تسمعه وتعوذت من الشيطان
عبدالله؛متى حس بالعائله؟ متى حس انه يبي يموت وحوالينه عائله ؟ يوم مرض وتعب وطاح
تنهد وكمل:ورجع واستقبلته امي بالحظن والاهتمام زعلنا انا واخواني ماقدرنا نرجع العلاقه ونكمل ونقول عادي ! تربينا رجال بدون اب وهالشي قاسي اكيد
بشرى هزت راسها استجابه لكلامه
عبدالله؛اهتمت فيه امي كان تعبان ويتعالج والعلاج اثر على صحته كان طريح الفراش يستفرغ وحالته حاله وبعد فتره تعالج بسرعه وقام مثل الحصان
بشرى همست؛حمدلله
عبدالله:وما مرت شهور امي تعبت وحاشتها صخونه وحمى شديده وماتت بسببها
بشرى؛من حمى!
عبدالله:حمى الموت هذيك
بشرى:طيب وين العتاب على ابوك؟
عبدالله ناظرها؛كل هذا وماتبيني اعاتبه!
بشرى:امك وماتت بحكم ربي وقدرها ويومها ،وابوك ربي كتب له عمر جديد عشانك وعشانكم عشان تكملون اللي نقص تعوضون السنين اللي انقضت
سكت عبدالله وابتسمت بشرى؛مو بس الموج مايموت ياعبدالله
لانت ملامحه من ابتسامتها وهدوئها بكلامها وكملت
:حتى الابوه والعائله ماتموت،لو مرت مصاعب لو مرت ظروف العايله هي الثبات هي الارتكاز انا لو ابوي يعطين فرصه اعوض اللي فات بسوي اي شي يبيه حتى لو هالشي مايرضيني
عبدالله:عشان كذا ساكنه بالملحق انتي؟
عقدت حاجبينها؛شدراك اني ساكنه بالملحق؟
عبدالله ابتسم:تخيلي اني مع الناس بارد ونسّاي ! لكن معك بالذات حافظ كل تفاصيلك
لانت ملامحها بهدوء وكمل عبدالله وهو يلتف لها
:يدينك اللي تضم بعضها بالارتباك ماتفوتني ،لمبة الملحق بعد دخولك للبيت ما تفوتني ،خوفك من فوت النهار وغروب شمسه مايفوتني، وردك الاصفر المحبوب مايفوتني،كل هذا وتسألين!
سكتت وبانت ملامح الارتباك على وجهها وملامحها
وكمل عبدالله:ماتبين تصورين المكان؟
بشرى:ليش اصور ؟
عبدالله:ذكرى
بشرى عقدت حاجبينها وكمل عبدالله؛عشان ماتنسين قومي صوري
قامت بشرى ورجعت خطوتين لورا ورفعت جوالها
انحنى عبدالله ياخذ كيس الاكل "عمداً "
خوفاً من انها تنساه او تتناساه فتكون هالصوره حجة
صورت صوره ثانيه ومشى عبدالله ورمى الكيس
وركب بالسياره ناظرت الصور بشرى ووجهه اللي بان
سكتت ثواني وقفلت جوالها ومشت للسياره وركبت

روايتي العاشره " ياربة الشعر والأحلام غنيني "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن