٦٧

6.1K 135 9
                                    

-
بشرى
طلعت وهي لابسه عبايتها وهمست:عمي بطلب سياره
محمد:لا عامر موجود يودينا قبل يروح شغله
بشرى همست:وش بتقوله ؟
محمد وهو يشد على عكازه ويوقف:بقوله بنطمن على ولد اخوك
غمضت عيونها وبلعت ريقها وهمست:عمي عبدالله ماعنده خبر
محمد:ادري ولازم يدري
بشرى:لا مو لازم متى مابغيت انا بقوله اذا سمحت عمي
محمد لف لها وبشرى ناظرته بهدوء:اذا عطيته خبر بالحمل بعطيه خبر بمرضك
محمد عقد حاجبينه:بس طلبتك ما تعطينه خبر انا
بشرى؛وانا قاعده اطلبك ماتبلغه
محمد:زين بس بقول لعامر وسوي اللي يريحك
مشى محمد وبشرى وراه متجهين للمستشفى

العصر
حزة غروب
مسكت كف محمد على السرير غافي
اخذ اول جرعة علاج كيماوي وتعب هالقد وغفى
او يمكن غفى لانه يبي يحس ان زوجته معاه
تنهدت بشرى وهي تناظر ملامحه وشكله وهي تفكر
قد ايش ألم الموت والفقد متعب وقد ايش الحي في عذاب الم فقدانه لميت
الكل في هالمشوار وحقيقة هالزمان خايفين
مهما مشى فيهم الزمن وشاخت ملامحهم بتبقى ارواح موتاهم تلاحقهم
تنهدت بتعب وطلعت من الغرفه بضيق كبير بصدرها
جلست ومسكت بطنها بتعب وغمضت عيونها
ولفت وناظرت جوالها واخذت نفس بتعب وبضعف وقل حيله
كتبت وفتحت محادثتها بتعب وبثقل الزمن والهموم بصدرها ..كتبت لها
" ذكرى .. اختي وصديقتي واللي فيها من روحي مابي اقدم اعتذاري لانك اكيد عاذرتني وتدرين بقسوة ايامي والماضي والحاضر واللي جاني حبيت اترك كل شي هاللحظه من وجع ومن هموم ومن ذكريات وابارك لك بهاليوم واتمنى لك كل التوفيق بحياتك مع طارق واذا تبين تنسين فراقي هاللحظه وغيابي عن ليلة عمرك ! حبيت ابشرك ان باحشائي نطفه صغيره تحاول تنمو في هالظروف وتغير اشياء بالتوفيق لك "
ارسلتها واخذت نفس طويل وغمضت عيونها بتعب
-
عبدالله
اقلع بالطايره واستقر بالجو يحاول يعتاد على شغله
لين يبشرونه انه رسمي رجع طيار
حاول ينسى شوي ومايتعب تفكيره اكثر ويركز بشغله
بس كل ما نسي شغله تذكر شي اهم منها
واولهم طارق اللي فرحته اليوم كبيره بس ماقدر يكون معاه صاحبه
تنهد عبدالله بندم انه ماقدر يكون جنبه رغم انه كان له الفضل الكبير بكل لحظات حياته وكيف لا ! وهو زارع بصدره شي كبير
وينتهي باله بالتفكير بذكرى وعقيل وهالعايله اللي شاغله قلبه تفكير وجهد لان عقله مابيده يفكر وينكر اللي يحسه هالقلب
بس بكل مره يستقر تفكيره بنور وضي عينه !
بشرى .. اللي تحاول تنكر الحب اللي تحسه وتكابر بزعلها اللي طال وتعب قلبه وخاطره وبين لحظة الصمت اللي بينها وبين محمد الغريبه
عقد حاجبينه وهو يفكر بالسر اللي دافنه محمد بقلب بشرى
واللي تركها تهدم كل الزعل وتجي له وتبنيه من جديد ومن قريب
بس مستحيل ينسى وينكر الوجع اللي حسته وكيف كان بعيد عنها بلحظتها وكيف انه عاجز ومابيده يقول كلام يرجع اللي مضى من حب وشعور ومشاعر
اعلن الهبوط وكانت الرحله سريعه بتفكيره اللي لهّاه عن طول الساعات اللي انقضت

ذكرى
نزلت وناظرت العجوزه اللي جالسه وجنبها بنت
بلعت ريقها بتوتر ومشت وجلست جنب امها بعد ماسلمت
ابتسمت لطيفه بتعب وهمست؛وهذي بنتي وحيدتي ذكرى
هزت راسها ام طارق:ماشاء الله تبارك الله
ذكرى ناظرتهم ونزلت نظرها ليدينها وهي تتذكر كلام عبدالله
وتعيد قراية رسالة بشرى بعقلها وتفكيرها
بشرى حامل وبيجيها ولد ان شاء الله شايل شي من روح زياد اللي داخل عبدالله
رفعت نظرها لهم وابتسمت بهدوء
وثواني وهي تقوم لابوها يناديها وهمس لها؛تعالي وانا ابوك
اخذت نفس طويل وهي هاديه ودخلت المقلط وناظرته جالس
ومن شافها وقف طارق وناظرها وناظر ملامحها
ظلت تناظره وتتذكر وعده وحرصه على انها تكون حلاله
ما مر وقت وعرفته قطع حبل الوصل بالوصل الحقيقي
ابتسم بهدوء لها وجلست قدامه وناظرت الارض بهدوء
لف عقيل وناظرها بضيق وحيدته وبنته بتتزوج
اخذ نفس وناظر طارق وابتسم له:الله ييسر لكم يارب
رفعت نظرها ذكرى لطارق وعقدت حاجبينها تسترجع البدايه
واول ما عرفت بتبرع اعضاء زياد لمرضى
هاجمت المكتب وطلبت ودورت لبشرى وعرفتها وتقربت منها
وتساعدوا يعرفون مين صاحب قلب زياد
في لحظتها طلع لهم عبدالله اللي ساعدهم بدون اي فكره ليش !
ما غابت عن عيونه طارق ابداً نظرات ذكرى وتفكيرها
ويدري باللي يدور براسها كيف جاني طارق وكيف وصل ؟
وعادت البدايه لهنا بذكرياتها بس قطع حبل وصل فكرها وابتسم
وعت على نفسها من ناظرته يبتسم ونزلت نظرها بهدوء وابتسمت
-
بشرى
بالسياره
تناظر محمد يقاوم التعب
لف عليه عامر :ابوي تعبان ؟
محمد ببحه:اي تعبت مع بشرى مادخلونا بدري
عامر ناظر بشرى:كيف وضعك بشرى ؟
بشرى هزت راسها؛بخير حمدلله
عامر:الله يسهل لك يارب
بشرى:امين
وقف عند البيت ونزلت بشرى وفتحت الباب
مدت يدها قبل ينزل محمد وناظرها محمد بتعب
بلعت ريقها وضغط على كفها بقوه ونزل بثبات على عكازه
عامر تقدم لهم: انا اساعدك ابوي
محمد اشر له ومشى وبشرى ساندته وتمشي معاه لداخل
فتحت لحافه بغرفته وساعدته ينسدح وجلست وناظرته
:بسوي لك شي تاكله عمي انتظرني
محمد:مافيك شده انتي تعبانه انتبهي لنفسك يابنتي
بشرى؛ماعليك عمي انتظرني
مشت وطلعت وهي بعبايتها ودخلت المطبخ ودخل عامر وتنحنح
لفت له:هلا عامر
عامر؛شفيه ابوي تعبان من الصبح ؟
بشرى:لا لا هو بس شكله تعب من وقوفه بالمستشفى
عامر؛اوديه طيب المستشفى ؟
بشرى:لا ما يحتاج بسوي له الحين شوربه حاره يشربها ويرتاح
عامر هز راسه؛الله يعافيك
هزت راسها بشرى وهي تجهز وطلع عامر تاركها
من طلع عامر حركت اللي بالقدر وتنهدت بتعب
غمضت عيونها بتعب بصدرها تحسه
من مرض محمد واحتياجه لأحد لعبدالله اللي غايب ماتدري وينه هل هو مستقر على الارض والا معلق بالسما
غمضت عيونها وجلست بتعب وهي تقطع لها برتقاله وتاكلها
تسد جوعها عشان بس اللي داخلها يحتاج شي ينمو عليه
تنهدت وصبت الشوربه وطلعت لمحمد
حطت الصحن على الكومدينه وهو منسدح وتعبان
بدت تسنده يجلس وسقته مويه وبعدها بدت تشربه الشوربه
ناظرت ملامحه وهمست؛عمي !
محمد ناظرها بتعب وكملت بشرى؛خلك اقوى زي قبل لا تنهزم وتذبل
محمد هز راسه بتعب ولارد عليها
-
بشرى
خرجت بعد ما ارتاح محمد
ومشت لغرفتها بتعب وجلست بعبايتها مافيها شده لشي
غمضت عيونها وغفت وتخايلتها احلامها
جيت عبدالله لها شايل بيدينه الثنتين قلبه وانحنى لها
وحط القلب في حضنها واستغربت كيف ما تأذى من فقدانه لقلبه
بس كان مبتسم وقلبه في حضنها
فزت وعقدت حواجبها تفسر الحلم بتفكيرها
رفعت نظرها وكأنها وعت على نفسها وتذكرت كل شي صاير
عبدالله بالحلم شايل قلب زياد بس ما تأذى ابد
يعني عبدالله عايش بقلب زياد بس يقدر يسيطر على المشاعر والاحاسيس
بس تبي اخر نقطه تفهمها وتحسها مهمه عندها
عقله ! تفكيره ؟ هل هي ساكنه عقله زي ماهي ساكنه القلب ؟
اخذت نفس بتعب وانسدحت ولمت نفسها بتعب وهي تناظر الشباك
-

روايتي العاشره " ياربة الشعر والأحلام غنيني "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن