-
عبدالله
وحال عبدالله التايه
يجول بأكثر من مدينه ويعيش بأكثر من حي
يسكن بدوله وقلبه بوطن حبها
مايحس بالامان ولا بالحياه ما يشوف ناس
وداخله كلام ولسانه عاجز ينطق بحروف
احتريتك يابشرى كثير صوتك اللي يتغنى باذني
واسمي اللي ماتجمل الا من لسانك
ماعرفت الدنيا الا فيك وماعشت السنين الا معك
ليت الشوق اللي وجعني جمعنا
ليتني اسرق من هاللحظه زمن واجيك
نزل راسه وهو يتخيل لحظة كشف الحقيقه
يتذكر وضعه والشخصيات الكثيره حوالينه
اللي عاشت تبي عبدالله واللي عاشت تدور لزياد
ليش عايش بروحين ! ليش عايش بين اهلين ؟
ليش بهالروحين وبهالقلبين وبهالحياتين
الثبات الوحيد هي .. بشرى !
لو زرع مليون قلب بيرجع يحبها
مشتاق لك واتخيلك وانسى منامي والتهي في خيالك
حالي مايسر في غيابك شلون عشت السنين قبلك !
كيف كانت الحياة ملونه بعيوني قبلك ؟
والله ان اللي في صدري ماهو حب بس !
والله اني أكن الف شعور ومشاعر
مرت ايام واسبوعين والساعه تجر الساعه
ومن رحلة لرحله ومن اشخاص وناس وثقافات يعيشها
بس باله مو معاه روحه ما هي له
تركها بين الغيم وسط الغروب والشروق
مابغت هالايام تمر مابغت رجلينه تحط على اراضي الوطن
حس انه يركض بالمطار بس رجلينه هاديه بخطواتها
وقف عند البوابه وشاف اخوانه وطارق واقفين له
وجيههم ماتسر ملامحهم تعزيه
تقدم بخوف وهمس: وش صاير؟
ما كان الموضوع بسيط ولا كانت اللحظه عاديه
الكل كان خايف وقلقان ماهي بسيطه قصة عبدالله وبشرى
عقيل وزوجته وبنته وولدهم اللي ترك وراه قلب بس
محمد واخوانه وتمسكهم بصحة عبدالله وعافيته
بشرى واهلها وقصة زياد الكارثيه والعميقه
عبدالله بلع ريقه وناظر طارق؛وش صار ؟
طارق اخذ نفس:تركت كل شي
عبدالله عقد حاجبينه وكمل طارق؛حتى انت انتركت
ناظرهم وناظر عامر وكمل طارق:بشرى عرفت عبدالله
انكبت فوقه فيضانات من مويه بارده تحرقه رغم البروده
اشتعلت شرايينه انتفض قلبه وبردت ملامحه
اسود وجهه انصفق من مليون كف بدون مايتحرك ابداً
خلاص ! هذي النهايه ؟
—
بشرى
بعد ما مرت مده كافيه انها تقتلها من التفكير
تهزمها وتشتتها وتستسلم لها بكل تعب
طلعت من غرفتها وناظرتها طيبه:يالله حي هالوجه تعالي ياروح امك
جلست وناظرها تركي بهدوء ويناظرها هاديه
طيبه:تبين شي ياروحي اسوي لك شي
هزت راسها بالنفي بشرى وهي هاديه
تركي ناظرها وهمس: بشرى !
رفعت راسها وناظرته
وكمل تركي:تبين شي !
بشرى:شي زي ايش ؟
تركي:اي شي يطلعك من اللي انتي فيه
بشرى ناظرته وكمل تركي:لو تبين الطلاق انا مستعد اوقف معاك
طيبه؛تركي !
بشرى ناظرته وكمل تركي:بس اول استوعبي الموضوع واسمعيه وافهميه قبل تتسرعين
بشرى:جيت اجلس ارتاح
تركي تنهد وسكت وبشرى صدت بنظرها
فكرت كثير كيف تتخلص وتطلع من الصدمه اللي جاتها
هي قويه وتخطت الاقوى صح رجعت طاحت
بس بتقوم لانها مستحيل تخسر حرب الحياه هذي
-
عبدالله
دخل البيت وناظر محمد وحط شنطته بالارض
تقدم لمحمد ووقف محمد وفتح يدينه:تعال ياولدي
حضنه عبدالله وهو هادي وجامد
محمد :كل شي له حل حمدلله على سلامتك
بعد عبدالله وناظره:متى راحت
محمد ناظره وهمس:من وانت مسافر ماجلست الا يومين هنا
عبدالله ناظره وهو ساكت ومشى لغرفته وفتح الباب
ناظر الغرفه فاضيه ولا لمسها شي فقط الغبار والاسى والفراق والوجع والحزن
تقدم وهو يناظر درجه مفتوح ولا حصل مكان الجريده
جلس على السرير وهو يحاول يستوعب لو شي بسيط من اللي صار
كيفها الحين ! تكرهني ؟ تخاف مني ؟ والا تجاوزت كل شي !
مشى وخرج من غرفته وناظر ابوه: ابوي !
لف له محمد وناظره وكمل عبدالله:تجي معاي ؟
ولأول مره محمد يشوف عبدالله هالقد محتاجه وفي طلبه ضعف
محمد هز راسه:انا ابوك وارتكازك مشينا
عبدالله خرج على وقوف سيارة طارق ووقف
نزل طارق ومشى له :ليش سبقتنا ؟
عبدالله:بروح لها
طارق ناظر محمد وعبدالله ناظره:رايح طارق رايح ولا عندي كلام اقوله كل اللي ابيه اني اروح
طارق سكت وعبدالله فتح باب سيارته وركب ومحمد جنبه
حرك عبدالله وهو يناظر طريقه بشرود بصدمه بجمود
كيف وهي كانت اقرب لي من انفاسي الحين ابعد لي عن عيني
بعد ماكسبها وربحها وفاز فيها بعد ماعاش احلى الايام !
تغيب ؟ وتصير حزة غروب بحياته مالها لحظة شروق ؟
تصير من رفوف الذكريات !
وقف عند بيتهم وناظر البيت ولأول مره يحس انه رجع عبدالله القديم
اللي يجي لهالبيت مايدري ليش ؟ ولأول مره يحس انه جاي بنفس الحيره وكومة المشاعر الغريبه بقلبه زي بدايته مع هالقلب
لف محمد وهمس:توكلنا على الله
نزل عبدالله وببدلته وهو يناظر البيت بخوف بشعور غريب
يحس بالغربه يحس انه غريب عن هالبيت وعن هالحي وعن اصحاب البيت
تقدم ورا محمد وخطواته ثقال مايسمع غير افكاره اللي ادور براسه ودقات قلبه المزعجه والمتسارعه
كل خطوه يخطيها يتذكر ذكرى معاها وحلم عاشه وبناه
وكل خطوه تزيد تتلاشى احلامه وتتحول لسراب وبحر من الاحلام
انفتح الباب ومن ناظره تركي سكت
وهمس محمد :شلونك ؟
تركي اخذ نفس :حياكم
تقدم محمد ودخل ووقف عبدالله قدامه وهمس له تركي
:حمدلله على السلامه
عبدالله ناظره بهدوء وحس بالعجز انه يقنط عن ربه ويتمنى غير السلامه بس فضل السكوت ودخل
ناظر زوايا البيت وكل شبر فيه وكل قطر بالارض
مشت عليه بشرى ووقفت عليه وكل زاويه شافتها
وريحة هالبيت وانفاسه منها
رفع صدره وهو ياخذ اكبر قدر ممكن من النفس لربما ! ترجع له انفاسه وراحته بصدره
جلس جنب محمد والكل ساكت ولا يدري كيف الموقف ينحكى اصلاً
جلس تركي وبلع ريقه:ببلغها انكم موجودين واذا رفضت ما اقدر اجبرها على شي
عبدالله رفع حاجبينه بآسى ! ترفض اللقاء بعد ما كانت تواقه للقاي ؟
وقف تركي وعبدالله هادي وساكت ومحمد يناظره بهدوء
مهزوم ، العباره الوحيده اللي تعبر عن حاله وشكله وملامحه الانهزام
-
بشرى
ناظرت تركي يدخل ورفعت نظرها حياة له
بشرى ناظرت نظراته لها وفهمت جيته
الغريب والجديد والقديم والحاضر والماضي اليوم زارونا
اللي ماتدري هو انسان والا مجموعة انسان !
كانت هاديه وتنتظر لحظة وصوله وكيف بتكون
ومتأكده بتنهد وبتتبعثر هاللحظه ..
وقفت بثقل صدرها وتراكم الكلام بفمها وصعوبة تفكيرها
ومشت له وناظرته بهدوء وهمس؛تعالي وانا ابوك
ناظرته بشرى وهي تتمالك نفسها وتحس بإن قلبها يحارب وجعها
خوفها توترها من شوفته وفكرة انه مو عبدالله ولا روح عبدالله فيه
فكرة انه زياد بس بشكل ثاني
تمشي مع تركي وتفكر في ذكرى وعقيل ولطيفه كيف متمسكين فيه ويبونه كيف يزورهم وكأنه ولدهم ! ليش كأنه مو هو اصلاً ولدهم
تشابكت ذكرياتها بين ابتسامات زياد وضحكاته والحادث وبين زواجها من عبدالله وصدفته بالكوفي ومشاعره الجياشه لها بهذيك اللحظه
وقفت عند الباب واول ما طلت وقف عبدالله يناظرها
حست بكل خليه بجسمها ترجف وتقشعر كل جسمها
ماحست بعظامها من رجفتها ولا حست برمش عيونها وهي تناظره
واقف امامها ببدلته بملامحه الجديده شايل بصدره شي كبير من الماضي والذكريات
كيف اناديه ! ياماضي والا ياحاضر ؟
ماقدر يوقف على رجلينه مع انه واقف
حس بعظامه نملت لحظة دخولها
مابين الشوق والخوف والفراق الطويل والجفا ونظراتها
ملامحها الذبلانه وحدود دموعها على خدودها
نظراتها له وكأنها تشوف شي جديد على عينها وماعرفته من قبل
كأنها ماعرفته بيوم حيرتها بوجهها وكلامها بعيونها
حس ان روحه تقاوم وده ينزعها ويقعد بدون هالروح
اوجعه قلبه وجع يحس ان صدره يتمزق من الألم
عقد حاجبيه وهو يحط يده على صدره ويشد على يده
وقف محمد بخفوت وهو يناظره وهمس:عبدالله !
بشرى ناظرته من همس باسمه وعقدت حاجبينها:مين ؟
رفع نظره عبدالله لها وبشرى ناظرت محمد :ولدك هو ؟ والا ولدهم !
تركي ناظرها وهو هادي وكملت بشرى
:مين انت ؟
عقدت حاجبينها وميلت راسها تناظره
وعبدالله يناظرها وماسك قلبه
بشرى:هو انت زاجل انسان يتوسط داخلك انسان !
عبدالله ناظرها وبشرى كملت : صرت تخوفني
هزته الكلمه هزّ وخلته ينصفق بمليون كف ماتنشاف
ناظرته بحيره بشرى وهمست:وانت الوحيد اللي كنت تدري وش الماضي عندي وانت الوحيد اللي اخذتني من يدي من الماضي لحاضرك ، والحين ! رجعتني بنفسك لنفس الهاويه والذكريات
تركي ناظرها وكأنه لأول مره يحس بوجع بنته السنين اللي انقضت
بشرى:ابشع سنيني وتعلقت وانصدمت سنين طويله مانسيت ولا قدرت انسى اصحى من نومي بكوابيس ونفس القصه واللحظه تنعاد علي
ساكت ويناظرها ويتنفس بسرعه
بشرى:كثير الكلام عليك صح ! بس ولا شي من اللي حسيته واحس الحين
تقدمت له وتحولت ملامحها لحده من استوعبت اللحظه
ضربته على صدره اللي ماسكه وناظرته:سرقت قلب مو قلبك
رجع خطوه على ورا عبدالله وغمض عيونه
ورجعت ضربته اقوى بيدينها وهي تهمس:سرقت شي مو لك ،محد يبيك كلهم يبون اللي داخلك كل اللي حولك يدارون اللي سرقته، قلبه
محمد غمض عيونه وبهدوء:وابوه !
لفت بشرى وناظرته وعبدالله يناظر حدته وعتابها ووجعه بصدره كبير
محمد ناظرها:ابوه اخوانه اصحابه ! مايبونه ؟ بقلبه هذا وبقلبه القديم ولدي واغلى عيالي عندي
بشرى لفت لعبدالله وناظرته يناظرها وهزت راسها بتكرار
محمد :بشرى ! اذا تعزيني ابيك لحالنا
بشرى لفته له ومحمد همس:تعالي معي شوي
مشى بعكازه لبرا المجلس وبشرى ناظرت عبدالله ومشت وراه
جلس عبدالله بتعب وفتح ازراره وهو عاقد حواجبه ويتنفس
ناظره تركي وكيف حالته حالة رجال شيخ كبير صحته مي بخير
همس:انت بخير ؟
عبدالله مارد عليه وهو يغمض عيونه وينسد راسه

أنت تقرأ
روايتي العاشره " ياربة الشعر والأحلام غنيني "
Romance" روايتها العاشره فريده من نوعها تتكلم عن قضيه طبيه ( تبرع القلب ) يتبرع شخص للطيار بطلنا عبدالله بقلبه ويبدأ عبدالله بدوامة تشتت وضياع من مقابلته لبطلتنا بشرى اللي ما يعرف عنها سوا (فزة قلب وحزة غروب وورد اصفر ) "