٢٨

7K 156 4
                                    

بشرى
فتحت باب شقتها الصبح وخرجت
نزلت وهي تركب السياره وتحرك للكوفي
ناظرت جوالها وهي تناظر رسالتها
اللي للحين ماقراها او رد عليها
تنهدت بضيق وناظرت الصبح والشمس مشرقه
كل يوم يبدأ نهار تذكره وتحب النهار اكثر
بس هالنهار كان من نصيب عبدالله بالذكرى
طرى عليها كثير هالايام
مادرت انها بتفقد غيره احد !
وانصدمت من حست بغياب عبدالله
تنهدت من وصلت ومدت له الفلوس ونزلت
دخلت الكوفي ونفس الشعوري يتجدد داخلها
بتقابلينه بشرى بتلقينه بنفس الطاوله ينتظرك
بس مالقته خاب ظنها وضاق صدرها
دخلت وهي تلف مريلتها حول خصرها وتبدأ شغلها
وتبدأ سرحانها وسهيانها فيه وفي حاله
تسأل نفسها وين وصل فيها تفكيرها ؟ قلقها خوفها !
رفعت نظرها للطاوله كنها تعابته
وتبدأ عتابها ..
" مو بس انا اللي اسأل عنك ! كل الاماكن تسأل عليك !"
-
محمد
جالس بالصاله ويناظر الجريده قدامه
حس بكف عامر ولف من شافه
صد عنه ورجع يناظر الجريده والخبر اللي هزه كثيير
عامر؛ابوي ماتبي تريح شوي ؟
محمد؛وين الراحه وهالولد مدري وين ارضه !
عامر؛ماعليك تلقاه بالساحل او سافر قريب ويرجع صدقني
محمد:كسرته حييل ادري بس ليته يدري انه خوفاً عليه ابي المه ياعامر وارجع سنين مضت بحظني
عامر بلع ريقه وجلس عند رجول ابوه؛ابوي انت ماقصرت ومع الوقت عبدالله بيفهم ويعرف احنا ليه سوينا كذا
محمد:ماكان ودي الا انه يعيش بدون ما اخاف عليه واحاتيه
عامر؛ادري وهو بيدري قريب صدقني
محمد تنهد وصد وعامر همس؛قوم ريح ونام شوي
محمد هز راسه وعامر همس:وانا بروح دوامي توصي شي ؟
محمد؛عسى الله يرضى عليك
ابتسم عامر برضا وخرج من البيت تاركه مكانه
-
عبدالله
صاحب القلب الحزين ،والشاكي والمشتكي
يناظر البحر اخر مره واخر لحظه ووداع
ركب سيارته وحرك راجع للمكان اللي تعب منه
يناطر الطريق وهادي تدله خطاه ورجوله لها
بيسأل عن حالها ! يعرف قلبها يشتاق ؟ زعلان !
هي حست بالفراق والبعد ؟ والا ماتذكر الا زياد!
هي تشوفني ؟ هي تلمحني ! والا عيونها ماتشوف الا طيوفه؟
بجي محله بقلبها ؟ بسكن مكان بصدرها !
والا الحظ من نصيب زياد
-
بشرى
العصر حزة الغروب
كعادتها تتخبى بين جدارن البيت
ماتبي نار الذكريات تحرقها وتشتتها
تبي الليل يمر بسلام ويجي صبح وتشرق شمس جديده
رفعت راسها من سمعت الباب يدق
والغريب ! انه دق الباب مادق الجرس
ودق الباب كافي انه يعبر عن اللي خلف الباب انه حزين
مشت ووقفت خلف الباب وهي تبلع ريقها
وتتنفس بعمق وهي تناظر الباب
رفعت كفها للباب وقربت وهي تنتظر صوته
تبي هالمره يكون الامل قدامها وتلقاه
فتحت الباب ومن ناظرته غمضت عيونها
بلع ريقه عبدالله ومن شافها تنهد بتعب
من هالشعور ومن هالاحساس مابيطفي اشتياقه !
غير حظن وهو صعب المنال وبعيد المدى
فتحت عيونها وهمست؛انتظرت بابي يدق ايام
عبدالله شد من قبضة يده وناظرته بشرى
واخذت نفس براحه:ادخل
عبدالله سكت بلحظة طلبها وشافها
وهي تترك الباب مفتوح وتدخل وتجلس
دخل وهو تارك الباب وراه وجلس قريب منها
ناظرت كفوفها بشرى وهمست؛وين كنت ؟ ووين رحت؟ ومن وين جيت؟
عبدالله مارد وهو يناظر اللي قدامه
ولفت له بشرى وهمست؛الكل كان قلقان عليك
عبدالله هز راسه ؛زين
بشرى؛وش صار معك ! تهاوشتوا انت وطارق؟
عبدالله؛مو بس طارق
تنهد ولف لها وناظرها وسكت
من شافها تناظره والمسافه قصيره سكت
مافي تعبير يقدر يقول ويصرخ بصوت عالي لها
يوضح لها التعب اللي بصدره والضياع
بشرى نزلت نظرها لصدره من حست فيه يتأملها
ناظرت صدره يتنهد بهدوء وكن داخله بركان
رفعت نظرها لعيونه ثواني وصدت بنظرها
عبدالله؛جيت ازورك اول واطمن
بشرى هزت راسها؛ماعلي خلاف كنت احاتيك بس
عبدالله ابتسم باستغراب وبشرى ناظرته؛رحت وماعطيت خبر
عبدالله هز راسه؛ورجعت
بشرى سكتت وعبدالله وقف وناظرها؛تبين شي ؟
بشرى هزت راسها وهمس عبدالله؛آمري ؟
بشرى:مرني حزة غروب
سكت عبدالله وهو يناظرها وبشرى بلعت ريقها
هز راسه بهدوء ومشى وخرج من الشقه
تارك الباب بعده مفتوح ووقفت وهي تمشي
وتقفل الباب بعده وتسند يدينها
-
محمد
سمع صوت الباب وهمس؛عبدالرحمن !
:بكرك
لف محمد بلهفه من سمع صوته ووقف على عكازه
عبدالله :اللي معذبه ومبعثره ومضيعه
محمد:وين كنت !
عبدالله اخذ نفس وبلع ريقه؛جيت انام ماجيت اعاتب
مشى عبدالله من جنبه ودخل لغرفته
وتنهد محمد براحه من شافه بعد مده طويله
عند عبدالله
انسدح بتعب وضيق كبير بصدره
يناظر الفراغ ويتذكر بشرى وذكرى وعقيل
كل هالاشخاص سبب في الضيق اللي بقلبه
يحس انه ماخذ شي كبيير ماله حق فيه
غير انه صار مايصدق ان الاحساس والشعور
تجاههم حقيقي يحس انه روح زياد فقط
وجسده يحقق مطالب هالروح ويرضيها
لف لجواله من جاه اشعار واخذه
ناظر اسم طارق وفتح الفويس وهو يسمع
طارق :سمعت انك رجعت كان بخاطري اشوفك وحشتني ودي اصحح كل شي وارجع واقول انا اسف واعتذر بس كل الطرق سادها بوجهي ورافض تسمع شي
عبدالله ناظر الفويس الثاني اللي ارسله وفتحه
طارق:عبدالله انت مالك ذنب باللي صار زياد هذا يومه والطب يقول مستحيل يقوم وهو اللي بقراره تبرع باعضائه وانت ادرى بهالشي
عبدالله سكت وهو يسمع طارق يتكلم ويرسل له ورا بعض
طارق تنهد وهو ماسك تليفونه:مابغيتك تعرف بهالطريقه والواضح انك مابلغت بشرى وذكرى
عبدالله غمض عيونه من طاريهم ومن تذكو خروجه من المستشفى وهو يناظرونه وينتظرون منه خبر
طارق:على العموم انا معك ياصاحبي وانا بنتظرك وقت ماتبي تتكلم انا موجود وانا اسف
انتهت الفويسات وقفل جواله عبدالله ولف بضيق
يناظر الفراغ واثر الصدمه للحين تحته
-
محمد
طال تفكيره وضميره يأنبه وزعلان
على حال ولده واول فرحته وبكره
لو تزعل الدنيا كلها عليه مابيدور رضا الا
رضا عبدالله
مشى وطلع من غرفته ويمشي بعكازه
لغرفة عبدالله ودق الباب متأكد انه مو نايم
عبدالله التفت للباب وناظره ولارد
فتح الباب محمد وناظره عبدالله وصد
مشى محمد تارك الباب مفتوح وقف بعكازه
عند عبدالله اللي منسدح على بطنه ويصاد بنظره
محمد:قوم بتكلم معك
عبدالله؛مابيننا كلام
محمد؛قوم
ناظره عبدالله وجلس وتنهد وجلس قدامه محمد
اخذ نفس محمد:مابرر اللي صار لانك بتفهم مع الوقت
عبدالله؛اجل ليش جاي؟
محمد:رضاك
سكت عبدالله يناظر وجهه ابوه اللي يحكي سنين وزمان عاشها
بين تجاعيده وبين شعره اللي اشتعل شيباً
محمد:ادري انها غريبه من اب لولده بس ابيك ترضا
عبدالله بلع ريقه ونزل راسه
وكمل محمد:قولي وش علي وانا اسويه وسمعاً وطاعه ياعبدالله
عبدالله رفع راسه لمحمد ومحمد حط يدينه على عكازه وهو جالس
وصد:هذا ابوك يبي رضاك هات اللي تبي
عبدالله:انا مابي منك شي يكفي اللي جاني ،بس لو بطلب بطلب طلب واحد
محمد لف وناظره:تامر
عبدالله:ابو بشرى نروح له ونصحح اللي صار وتتعتذر
محمد عقد حاجبه؛بشرى ؟ ماتبي شي لك !
عبدالله بلع ريقه وهز راسه بالنفي:اذا رجعت البنت ببيت اهلها ورضي عليها ابوها مابي شي بعدها
محمد ابتسم وهز راسه؛تبشر يا ابو محمد
ناظره عبدالله ومحمد وقف بهدوء وناظره عبدالله
محمد:يوم تقول انها قالت كلام عن العايله وان العايله ارتكاز وثبات! انا ارتكازي وثباتي وعكازي انت اكبر عيالي واغلاهم
بلع ريقه من كلامه عبدالله ومحمد همس:تصبح على خير
خرج وتركه بالغرفه حزّ بخاطره عبدالله زعله
والكلام والحوار والصراخ اللي دار بينهم وتنهد
-

روايتي العاشره " ياربة الشعر والأحلام غنيني "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن