الجزء السابع

11.6K 221 3
                                    

-
عبدالله
ناظر البيت اللي نزلت له ذكرى
وعقد حواجبه مشت السيارة اللي وصلتها ونزل عبدالله
وقف عند البيت وهو يناظره بلع ريقه من الشعور اللي حسه
وناظر شبابيكه وابوابه وشعور الحنين بصدره
عقد حاجبينه وتكى بظهره على السيارة
ناظر اللي يخرج من البيت وفز داخله الف غصن من اليباس
بلع ريقه بربكة وعقد حاجبينه عقيل من شافه عند البيت
تقدم وتكلم بهدوء:هلا اخوي شلون اساعدك؟
عبدالله بهدوء والضياع في وجهه مبين؛هذا بيت ! بيت اس..
ماعرف شيقول وسكت وكمل عقيل:زياد؟
عقد حاجبينه عبدالله وابتسم بحزن عقيل؛انت من اصحاب زياد!
هز راسه وصافحه عقيل:الله يرحمه يارب
سكت عبدالله والتساؤل زاد اكثر بعقله وتفكيره
عقيل اخذ نفس:شكلك تو تدري
عبدالله هز راسه:اي صراحة تو دريت
عقيل عقد حاجبينه:شلون عرفت؟
عبدالله:سألت عنه وقالوا لي
عقيل ابتسم:بخاطري احظنك تسمح لي !
هز راسه عبدالله وحظنه وغمض عيونه عبدالله
حس بشعور غريب من حظنه ومن كلامه
حنون جداً ومبين الحزن بعيونه وكلامه
بعد عقيل وابتسم:حياك
عبدالله ابتسم؛المفروض اني اقوم بالواجب واعزّيك
عقيل:تعال اقلط
مشى عبدالله ودخل البيت مع عقيل ودخل المجلس
يناظر كل شي ويحسه قديم ماهو جديد عليه
ريحته واثاثه والراحة اللي داخله
لف من دخل عقيل:يالله حيّه ماعرفت اسمك ومن ولده!
طلت ذكرى من عرفت ان صاحب زياد بالبيت
عقدت حواجبها بصدمه طلع صاحب زياد! يعرف زياد؟
عبدالله ابتسم:عبدالله محمد
عقيل عقد حاجبينه؛والنعم بس والله ما اعرف اصحابه الله يرحمه
عبدالله بلع ريقه:هو شلون مات؟
عقيل تنهد؛حادث الله يكفيك الشر
عبدالله هز راسه؛اللهم امين الله يعوضه بشبابه بالجنة
ذكرى صدت لقدام وهي تسمع كلامه
عرفت انه يعرف شي ويبي يوصله لبشرى
بس ليش بشرى بالذات !
كان مستغرب وهو يشوفني ويشوف بشرى؟
شلون عرفنا؟ وكيف الحين طلع بعد هالسنين !
وكيف ماعنده خبر عن موت زياد
كل هالاسئلة مالها جواب عند ذكرى
-
عقيل
صب قهوة وابتسم؛شلون عرفته؟
عبدالله ناظر فنجانه:صدفة
ابتسم عقيل:يمكن طلبي غريب بس حكني عنه كنت بعيد عنه ولا اعرف اطباعه
عبدالله سكت ثواني والمشاعر اختلفت من هالطلب
:كنت بتفخر فيه اكيد
بلع ريقه عقيل من تذكر الحادث:كانت معه بنت
عقد حاجبينه عبدالله؛وين؟
عقيل:بالحادث هي عاشت بس هو !
عبدالله نزل فنجانه وزاد فضوله
عقيل رفع نظره له:كان عايش ويتنفس بس دماغه ميت جلش شهرين بالمستشفى على هالحال وقالوا لنا مافي امل يقوم ابد
عبدالله لانت ملامحه وهو يسمعه كيف حزين
عقيل:طلبوا منا نوقع على رفع الأجهزه وبعدها اتضح لنا انه طالب وموقع على تعهد بالتبرع باعضائه بعد موته كان كريم حتى وهو ميت
عبدالله عقد حاجبينه؛وتبرعتوا باعضائه؟
عقيل هز راسه:امه ماعندها خبر ابداً ولو قلنا له يمكن تتعب فتركنا الموضوع بالسكوت
عبدالله اخذ نفس ووده يطول الكلام اكثر ويفهم
ليش فجأه هالاشخاص طلعوا في حياته
ليش مشاعر الحزن والشوق بقلبه كل مايعرف عنهم شي
اخذ نفس:اعذرني عمي وقتي غلط وطولت عليك
عقيل:بالعكس ،تباركت الساعات
ابتسم عبدالله ووقف:الله يسلمك ياعمي والبقى براسك ان شاء الله
هز راسه عقيل بحزن وباس راسه عبدالله
وغمض عيونه وهو يدّارك الموقف وطلع
-
بشرى
سمعت صوت ابوها يغسل وكح وسمعت صدى صوته
طلت من باب غرفتها وهي تحاول مايشوفها
مشت لطرف الدرج وناظرت رجوله ويدينه بس
يتوضى ويمسح على يدينه وراسه
ميلت راسها وهي تناظره وتتأمله
كان حريص عليهم بالصلاة لين ماكبروا
وكان حنون وقريب منهم بس غلطة عمرها
اللي ماتشوفها غلط ! ضيعت كل هذا
وخلت بينها وبين ابوها مسافة طوييلة
مستحيل ترجع زي زمان ونفس العلاقة والمكان
سمعت صوت جوالها ورجعت للمحلق ودخلت
ناظرت الاسم وردت؛هلا ذكرى
ذكرى؛صار شي مستحيل
عقدت حواجبها بشرى وهي تسمع توترها بصوتها:وش صاير!
ذكرى؛تذكرينه! تذكرينه اللي شفناه ؟
بشرى وقفت وهي تحاول تفهم :شفيه؟
ذكرى؛كان جالس ببيتنا قبل شوي ومع ابوي
بشرى رفعت يدها على جبهتها:شجابه! ووش علاقته فيكم؟
ذكرى؛يقول انه صاحب زياد وعرف قريب انه مات
بشرى؛يعرف زياد؟
ذكرى؛هذا اللي سمعته
بشرى:يعني يعرف زياد! ويعرف اهلك ؟ اكيد يعرفني ليش يلاحقني ويكلمني !
ذكرى؛بس شلون عرفك وزياد ماظنتي احد عرف انه يبيك ويحبك ولا قد قال لاحذ من اصحابه
بشرى؛هذا اللي مخوفني
ذكرى؛بنت ! هالرجال فيه شي غريب وانا متأكده
بشرى بلعت ريقها وجلست وهي مي فاهمه شي
-
عبدالله
يسوق سيارته لين وصل للبيت ووقف ونزل
دخل وناظر عامر جالس مع محمد وسكتوا من شافوه
قفل الباب وهمس:سلام عليكم
عامر:عليكم السلام ،حيّاك
عبدالله ناظر محمد ابوه جالس ولا يناظره ؛بدخل اريح
مشى ودخل ولف محمد لعامر؛وليش ماكلمني طارق !
عامر؛كان مستعجل وقالي انا اوصلك الكلام
محمد سكت ورجع ظهره لورا:ويرجع عبدالله لنفس الشغله ؟ كثف بقدر استأمن مايجيه اللي جاه قبل سنين ؟
عامر تنهد؛ابوي انت ناسي انك مخبي عليه العمليه وعلى باله ان اللي صار له قصدرة قلب بس
محمد بلع ريقه:خل يعرف اهم شي مايروح ولا يبعد
عامر؛ابوي انت اكثر واحد مشيب براس عبدالله واكثر واحد تخاف عليه
محمد تقدم له وهمس:تبيه يروح ويسكن بدبي ويسوق لي طياره ما ادري يرد بعدها والا لا !
تنهد عامر بقل حيله؛هذا شغله ماكنت موجود يوم حلم ودرس وقرر هالشغله
محمد رفع حواجبه:بتصير نفس اخوك وتفتح ملفات قديمه؟
عامر؛هالملفات ما انقفلت عشان تنفتح تذكر كيف كنا بدونك قبل
وقف عامر ومشى وتركه وبلع ريقه محمد وشد على يده
لف لجواله واخذه وهو يتصل:تعال
عبدالرحمن عقد حواجبه:صاير شي ابوي!
محمد:لا بس تعال لي
عبدالرحمن:طيب جايك
قفل وعقد حواجبه عبدالرحمن ترك بيته وزوجته وخرج
-
عبدالله
دخل الغرفة وفتح درجه واخذ الجريدة من داخله
ناظر الصفحة الاولى وصورة الطياره والضحايا
وفوق بالخط الكبير "كارثة الخطوط السعودية "
قرأ التفاصيل بالحدث وكأنه اول مره يقراه
اسماء الوفيات الثلاث والاصابات والكابتن
الكابتن عبدالله محمد
نزل نظره لتحت وناظر الاسم تحت اشراف
الصحفية" نداء هادي "
قفل الجريدة واخذ نفس وهو يناظر الفراغ
باسبوع تكركب كل شي واختلفت عليه حياته
طلعت له شخصيات جديده واحاسيس جديدة
من هو زياد ! مين عايلته ؟ وليش عرفهم فجأه !
من هي صاحبة فز قلبه ! بشّرى ؟
وصاحبة الذكريات الغريبه ! ذكرى ؟
ليش كل يوم يكتشف شي جديد يزيد فضوله
غمض عيونه ورمى نفسه على الخلف بسريره
اخذ نفس وفتح ثوبه ورفع بلوزته
ناظر علامات الخياط على قلبه بجهة صدره اليسار
يتأمل عروقه تنبض غمض عيونه يتحسس نبضه ويسمعه
يتذكر وجهها وكلامها ونظراتها وتصرفاتها
الورد الأصفر ،والغروب ،وداع النهار !
ليش كل هالتفاصيل مالت لها مشاعره وتجيشت ؟
ليش تكرر شعور غريب عليه من شافها تضم الورد الاصفر ؟
من تكون ؟ وليش تكون اصلاً !
تنهد بتعب من التفكير ولف يناظر الساعه والوقت
تتكرر عليه ذكرياته واصوات المطار والنداء
ابتسامته وهو يرحب بالركاب ويعلن لهم اسمه ورقم الرحله
وتعليمات السلامه ورا نقود التحكم وازرار مهمه تخصه
على رأسه سماعات رأس ويضمه ويلتهم جسده حزام الأمان
قام بسرعه وضرب راسه بيدينه بضيق وخرج من الغرفه
وقف وهو يناظر عبدالرحمن داخل
استغرب وجوده وهمس؛وش جابك؟
محمد لف وناظره وعبدالرحمن باستغراب؛انتوا علموني وش صاير ! شفيك ابوي ؟
محمد؛مافيني شي اخوانك ماينقعد معهم
عبدالله رفع حاجبه وتقدم له؛الحين عبدالرحمن يعني ياللي بيوسنك ؟
محمد مارد وهو صاد وهمس عبدالله:يبي له ونيس بعد !
ضحك بخفوت وسحبه عبدالرحمن؛عبدالله
ناظر عبدالله وعبدالرحمن همس بتعب؛مانبي نفس المشاكل خلاص اللي فات مات
عبدالله ضرب صدره بسبابته؛عندك مات انا ما مات عندي
ناظر ابوه منزل راسه وخرج من البيت
لف عبدالرحمن:هلا ابوي
محمد:اقعد
جلس عبدالرحمن وناظره محمد؛عاجبك اخوك !
عبدالرحمن تنهد؛ابوي تكفى انا تارك بيتي وجايك مو عشان تتكلم عن عبدالله ومشاكل عبدالله
محمد:وانت بعد ؟ واقف مع اخوانك كلكم اصلاً ضدي اموت احسن لي
عبدالرحمن مسك كفه وباسها؛لك طولة العمر ابوي من لنا غيرك !
سكت محمد ولارد وهو صاد عنه

روايتي العاشره " ياربة الشعر والأحلام غنيني "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن