٤٨

6.8K 145 5
                                    

-
ذكرى
دخلت كوفي عبدالرحمن وهي تناظر الطاولات
لمحته جالس وناظرته بهدوء ارسلت له اعتذار
من شافت زعله الواضح اخر مره وجربت تقابله
كان جالس بالطاوله اللي جنب طاولة عبدالله المعتاده
مشت وجلست قدامه وطارق يناظرها بهدوء
اخذت نفس وهمست:اتمنى تدري اني قسيت على نفسي عشان ارسل لك واعتذر لاني مو من النوع المهتم للغير
طارق:انانيه يعني !
ذكرى:مو شرط ولا هذا مقصد كلامي اللي بنبه عليه ان ماعندي شخص اعلى من نفسي ومن اهلي فما اجبر نفسي اقدم اعتذار او اتمسك بشخص اللي يروح يروح الطريق مايوقف عليه
طارق ناظرها لين ما انهت كلامها وبهدوء:كسرت القاعده !
ذكرى هزت راسها بالنفي؛مو انت اللي كاسرها ، انا
ابتسم من قوتها هالبنت حتى ما تبي احد افضل منها بشي
بكلامها واسلوبها وشخصيتها قوية قلب جداً وكأنها بكلامها
تقول انها هي اللي تقدم وتأخر بالناس مستحيل احد يأثر عليها
طارق:قهوه !
هزت راسها وطارق ناظر عبدالرحمن من بعيد
ورجع ناظرها وتكلمت ذكرى؛عسى الشي اللي خلاني اكسر هالقاعده
طارق:ماتبين تعرفين تفاصيل اقسى عمليه سويتها ؟
تنهدت بتعب وناظرت الاكواب قدامهم انحطت
وهزت راسها؛اسمع
طارق اخذ نفس:بديت شغلي من مده قصيره بغضون الست سنوات كان عندي مشرف دكتور ساجد كان هو اللي يدخل معي بالعمليات يشرف على شغلي بحكم ان الطب وطب القلوب ماهو شي يستهان فيه
سكتت ذكرى وهي تحس ان الدنيا سكون من بداية قصته وسرده الجذاب
طارق كمل:اشرفت وتوليت حالة عبدالله شخص قلبه تعبان ويعاني من القلب من وهو صغير كنت اتولى حالته بين صار اقرب اصحابي اقصد صاحبي الوحيد لان مامعي اصحاب غيره
عقدت حاجبينها ذكرى وهي تركز بالتفاصيل
وكمل طارق:صار له حادث الطياره الشنيع اللي قلب كل الدوله من شناعته وصدمتهم في هالخبر وقوع طياره سعوديه بأرض وتدمير جميع اجزاء السياره مما ادى الا وفاة ثلاث اشخاص واصابة البعض بسبب .. سكته قلبيه لكابتن الطايره
شدت على كفوفها ذكرى وهي تسمعه وطارق هز راسه
:مخيف الخبر والمخيف ان صاحبي جاني بين الحياه والموت مايدري عن شي حوالينه متأثر من الحادث بكسور ما ادري اداري قلبه والا قلبي
لانت ملامح ذكرى وكمل طارق:بنفس الوقت اخوك زياد كان موجود عندنا من كم شهر قريت ان حالته مارح تستجيب ابداً فكرت اني افاتح اهله بالموضوع اللي هم اهلك كان عندي عبدالله بوقتها المهم
شدت على كفوفها ذكرى وكمل طارق؛عرفت انه موقع على تبرع وهذي فرصتي انقذ صاحبي اصريت ووقفت قدام اهلك على امل يستجيبون لي وفعلاً ابوك وقع على فصل الاجهزه
نزلت نظرها ذكرى وغمضت عيونها بقوه
اخذ نفس طارق:اول عمليه جراحيه اسويها بدون مشرف كان جسد زياد بجانب جسد عبدالله بالضبط الكل منهم عاري وصدره مفتوح عروقهم تنبض وشرايينهم تتصب دماء
رفعت راسها ذكرى وهي تتخيل الموقف
طارق كمل:نقلت بكفوفي هذي قلب زياد اللي بعدها ارتخى جسمه واعلنت حالة الوفاه وتعرقت عرق بحار الارض كلها من خوفي على هالقلب مسكته بيديني الاثنين اداريه واسمي عليه
اخذ نفس وكمل:خايف اخسر الاثنين ومو قدامي غير هالقلب سويت كل شي ودعيت داخلي وانا ازرع هالقلب داخل صدر عبدالله
اللي بعد مازرعته وبعد ساعات طويله باجراء العمليه بدأ ينبض واعتلت رئته بالنفس شهيق زفير شهيق زفير
ناظرته ذكرى وكمل طارق:عاش وطحت على رجولي وبكيت من كثر الضغط والتوتر والخوف اللي داخلي بكيت اراقب جثة زياد واراقب صدر عبدالله المنتعش
تجمعت الدموع بعيونه ذكرى وهي تناظره
وهمس طارق:هذي اغرب قصه ممكن تسمعها اذونك بس هالقصه؟ سوت اشياء كثيره وغيرت مجرى ناس بدايتهم عبدالله ونهايتهم انا
سكتت ذكرى وارتخت ملامحها وكمل طارق
:لو مانقلت هالقلب المعجزه ! ماداهمتي مكتبي وكسرتي بابي وكررتي الكسر لسيارتي ؟ لو هالقلب ! ماكان شفت ذكرى زياد
سكت وهو يناظرها كيف تناظره بهدوء وابتسم
:اشربي قهوتك هالقهوه غير
ناظر كوبه وهو يشرب منه وذكرى تناظره صاد وهادي
وقفت وناظرها ولا تكلمت بكلمه وخرجت من الكوفي
تنهد طارق وهو يناظرها تغادر الكوفي وتركب السياره
لف وناظر عبدالرحمن اللي جالس من بعيد وانتبه من قامت
رجع ظهره لورا طارق وناظر الكوبين وتنهد
-
ذكرى
تناظر الطريق وهي تتذكر كل الاحداث اللي رواها
حست انها عاشت اللحظه كل ماتتذكر كلامه عن القلب
وكيف كان شايله بيدينه وصعوبك اللحظه
تحس ان زياد افضل انسان بالحياه كيف فكرة التبرع
كانت بعقله شي كبير وبعقولنا حواليه شي مستحيل
كيف قدر يوقع على شي مخيف هالقد ويخاطر
كيف عرف ان قلبه بيكون هالقد معحزه ومختلف
يستاهل يعيش عبدالله وقصته ملهمه وزياد البطل
ابتسمت برضا من طاري زياد وناظرت الطريق بهدوء
-
غروب الشمس
من حس بالوقت خطى ومشى للغرفه وطل
من الباب وناظرها واقفه عند الشباك
بلع ريقه ومشى بهدوء لناحيتها ويناظر قفاها
وقف خلفها وهو يناظر مكان ما تناظر
غروب الشمس وزوالها
اخذت نفس بشرى وغمضت عيونها من حست فيه
قرب لها وهو يتحسس بوجهه شعرياتها الطايره المهمله
بصعوبه ماسك ايديه لا تضمها لصدره
يحاول يكابر بس هالقرب لها وسكون هاللحظه ارهقته
نزلت نظرها بشرى وهي تناظر كفه مشدود وقابض عليه
مدت يدها تبي تلمس ايده وتخليه يشد على كفها هي
حاولت وهي تقرب كفها وبعد عبدالله عنها
مو منتبه لكفها وبلع ريقه ورجع خطوتين لورا
ناظر الشباك ووقوفها واخذ نفس وهمس؛جهزتي ؟
غمضت عيونها ومسكت كفها وهزت راسها؛اي
عبدالله سكت يداري اللحظه وكمل:تبين عشا ؟
هزت راسها بالنفي ولا تكلمت وعبدالله مشى وخرج من الغرفه
ثبت جسده على الجدار وهو يغمض عيونه
جاهل مبادرتها ومحاولتها لو عرف ! كان ترك
كل العتب على جانب الطريق وبادر للاخير معاها
بس جهل اللحظه ..
-
يوم جديد
صحى وناظر الجانب الثاني من السرير ولا لقاها
جلس باعتدال وناظر شنطته وشنطتها الصغيره
جهزت اغراضه مع اغراضها ماتوقع ابد
كان بيرتب اغراضه قبل رحلته هو بنفسه لانه معتاد
ابتسم بهدوء ووقف ومشى وخرج
ناظرها بالصاله والصحن بيدها وتاكل
لفت له وناظرته؛فطورك بالمطبخ
عبدالله دخل المطبخ وبلعت ريقها بشرى بهدوء
طلع وناظرته وهمست؛متى مسافر ؟
ناظرها عبدالله وخانه تفكيره انها ممكن تبي هاللحظه
لحظة فراقه وهمس:بكره
بشرى؛وليش توديني اليوم عند اهلك ؟
سكت عبدالله وناظرها وبشرى بلعت ريقها وصدت
ولا انتظرت منه جواب لانها فسرت من راسها
يبي فتره بدونها هذا وهو يومين اللي جلس معاها
ناظرت الصحن وعبدالله امتنع عن الرد من شافها صاده
ترك الموضوع مهمل ومشى للغرفه وهو يناظر
برودها هذا برود ؟ والا جفى ؟ والا صدود !
مافهم منها ولا عرف يفهم هالانسانه غير انها هالكه
هي فعلاً هالكه وبشكل مفرط
بشرى
نزلت الصحن وهي هاديه وبلعت ريقها
عروس ! بيسافر ويخليها وهي عروس ؟
ماينصبر عليها معقول ! ثقيله على النفس
كرهت نفسها ولامت نفسها ومشت للغرفه
دخلت وناظرها عبدالله تلبس عبايتها وهاديه
سهل الفراق عليك ! وانا اللي قلبي ميت يناديك ؟
بشرى لفت له وهمست؛جهزت
هز راسه وطلعت بشرى وهي تجلس بالصاله
ناظرت كفوفها وبلعت ريقها وهي تهز رجلها
سمعته يطلع الشنطه وهمس؛يالله
خرجت وقلبها يوجعها وبخاطرها تبكي
فيها ضيقة قلوب العالمين بصدرها
نزلت قبله وهو يناظرها وبيده شنطتها الصغيره
ركبت وركب جنبها وحرك وهو هادي وساكت
ناظر الطريق وهو ساكت ويفكر
لمتى هالجفى ؟ لمتى هذا البعاد !
عمره ما اختار الفراق بس تعب قلبه اجبره
هي المتعبه !
ناظرت الطريق بشرى وهي تحس بخاطرها تبكي
متجمعه الدموع بعيونها وتحاول ماترف وتنزل دمعتها
تذكرت المحادثات والصور اللي حذفتهم
تذكرت ماضيها مع زياد وموته وكلام الناس عليها
جلست سنين ابوها مايعتبرها انسانه ابد
ويوم تزوجت ! شخص فجأه وبدون مقدمات
تقرب منها وحبها بهالقد من الشعور وتزوجت ؟
عجزت تتخلى عن الماضي ويوم خطت خطواتها الاولى
كسر طريقها وبعد الفين متر عنها
ناظرت البيت من وقف ونزلت بهدوء وهو وراها
دخلت ووقف محمد وناظرهم؛ياهلا يامرحبا بالعرسان
مشت بشرى وهي تبوس راسه وابتسم من شافها
:شلونك يابنتي ! كيفك يابشرى ؟
سكتت وهي تحاول تبتسم وناظر عبدالله محمد
هالوجيه ! مو وجيه فرح وعرسان
هالوجيه كلها ضيق وحزن وكبت
بلع ريقه ولف:جهزي القهوه يا نور
دخلت الخدامه وجلست بشرى وجلس جنبها عبدالله
ابتسم بهدوء محمد وهو يغير جوهم؛اي عسى خير جيتكم ؟
لف وناظر الشنطه:هالشنطه شنطة من ؟ بتقعدون هنا
عبدالله: بشرى
لف محمد له وكمل عبدالله:بشرى بتقعد مده قصيره هنا
عقد حاجبينه محمد؛ليش ؟
عبدالله:بروح للطيران واحط اوراقي وارجع شغلي
ناظر بشرى محمد هاديه وصاده وهز راسه
نور حطت القهوه وصبت وهمس محمد:لا تصبين لعبدالله مو زينه لقلبه
لفت بشرى وناظرته وهمس عبدالله بدون لا يناظرها
:قرحة المعده ابوي وش جاب القرحه بالقلب
ضحك محمد وهو يناظر بشرى؛ابوك يخورها
بشرى هزت راسها بالنفي من انمد الفنجان:لا بغيت اروح داخل
محمد:اي روحي نور تدلك وعامر برا محد عندك
وقفت ومشت بشرى وعبدالله يناظرها ومن دخلت
همس محمد:مابغيت اسأل قدامها بس ليش ماتاخذها معك ؟
عبدالله:ماتبي
محمد:هي قالت ماتبي في عروس مابتروح ؟
تنهد عبدالله وناظر محمد ومايبي يقلقه بقلبه :ابوي تعب الحال منا
محمد هز راسه؛اصبر اصبر توكم ماعرفتوا اطباع بعض
عبدالله سكت ومحمد همس:البنت هاديه ومكسوره خلك لين معاها ياولدي رفقاً بالقوارير
عبدالله همس؛رفقاً بقلبي انا
محمد ناظره وعبدالله صاد عنه وهادي

روايتي العاشره " ياربة الشعر والأحلام غنيني "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن