الجزء الثامن

10.5K 220 9
                                    

-
بُشّرى
ملت الفراغ والسكوت واللا شي
خرجت من غرفتها وهي تناظر من الدرج
البيت هادي والوضع ساكن مع ان الحين وقت العشا
كيف ماتسمع صوت ابوها وامها تنادي للاكل !
تهاوش وتطلب المساعدة وابوها رافع صوت الاخبار
ويبي يسمع ولابس نظارته يقرا الاخبار
هالمشهد ماشافته اليوم وينهم ؟
نزلت بخفه وهي تراقب ظلمة الصاله والمطبخ
دخلت ولا حصلتهم تلفتت ولا حصلت احد
طلعوا ،طلعوا وتركوها بالبيت
تجمعت الدموع بعيونها وماقدرت تتحمل هالشعور
وقفت عند صورة ابوها بلبس دوامه على الجدار
تذكرت حفل تقاعده كيف ظمهم لصدره بالحفله
وكانت السعادة طاغيه عليه كله فرح وفخر
يلف لبشرى ويقبل حياة ويبتسم لامها
تنهدت بتعب ولفت للشباك وناظرت سيارتهم مي موجودة
بس مكانها سيارة ثانيه وراكب فيها شخص
متكي بيده على الشباك وساهي هو نفسه
هو نفس الشخص !
رجف قلبها من حصلته موجود وبهالوقت ليش ؟
كيف عرف بيتهم وش يبي منهم هالانسان الغريب !
ليش انا ! ليش من ذكرى ؟ ليش اقرب الناس لزياد !
تشجعت وطلعت لفوق ولبست عبايتها ونزلت
تدري بيشوفون الجيران وبيتكلمون عليها وابوها يمكن يزعل اكثر
بس مايهم كل اللي يهم تفهم منه الشعور الغريب
طلعت وفتحت الباب ورمشت عيون عبدالله بخفوت
وهو يناظرها تطل من الباب وتناظره
ماقدر غير يتأمل ماقدر غير يناظرها وهو هادي
استكن الجو حوالينه وبانت عليه ملامح اللهفه والشرود
بشرى ! هذي بشرى ياعبدالله هذي هي اللي تسرق اللهفه من عيونك
وتخبي بصدرك مشاعر كبيره وانت ماتعرف عنها شي ؟
شلون قدرت ! كيف جات وكيف وصلت لقلبه ؟
تقدمت لشباكه ووقفت قدامه وهو مازال يتأمل وشارد
استغربت نظراته بشرى وليونة ملامحه وذبول عيونه
وشرود ذهنه والحزن اللي طاغي عليه
طول السكوت وشروده فتحت الباب عليه وهمست
باستغراب:كيف عرفت بيتي؟
عبدالله اخذ نفس ونزل من السيارة ووقف قدامها
وهي واقفه والباب خلفها تناظره بحده
عبدالله:عرفته من بين هالبيوت كلها
بشرى عقدت حواجبها:منمق الكلام ! انت شتبي ومن انت اصلاً ؟
عبدالله رفع يده للبيت اللي يبعد كم متر:ولد صاحب هالعمارة
لفت بشرى تناظر البيت ورجعت ناظرته
عبدالله:لا تسأليني شصاير انا اللي ابي افهم شصاير! من انتي ؟ ومن زياد ومن هالناس كلهم ؟
عقدت حواجبها اكثر وهمست:انا مو قلت تعرف زياد!
عبدالله استغرب وهمس:شدراك؟
بشرى:ذكرى قالت لي
عبدالله ما استغرب الاسم وهمس:اتدارك الموقف الغريب
بشرى سكتت وهي تتأمله وكمل عبدالله
:ابيك تفهميني كل هذا ومن هذولا ليش انتي بالذات !
ارتبكت بشرى وهي تلتصق بالباب وتتنفس وهي تناظر استغرابه
عبدالله:ليه كل هالمشاعر ليه كل هالشعور يوم اشوفك ! ليش ابوه واخته وهو بالذات تصيبني اللهفه والحنين من اشوفهم؟
بلعت ريقها بشرى بخوف من كلامه:انت مجنون ؟
عبدالله رفع حاجبينه وكتوفه:تصدقين لو اقولك اشك
بشرى انتبهت للوقفه الغريبه بشارع الحي مع شخص ماتعرفه
لفت للسياره ودخلت فيها وهي تسحب من على الطبلون
دفتره الصغير وهو يراقبها وتسجل رقمها
وتلف له:انت مو مفهوم وانا لازم ادرسك
مدت رقمها له ونزلت من مكانه ومشت بسرعه للبيت
ناظرها تقفل الباب وتكى بظهره على سيارته
غمض عيونه ومسك قلبه ولف يناظر محله
كيف كانت جالسه وتكتب وسرقت اللحظه والثانيه من عمره !
كيف حس هالتفصيلة الصغيره حدث كبير داخله
لمس الدفتر باصابعه والقلم اللي ضم اصابعها وهو يناظر الرقم
الغريب ان الاعداد كانت قديمة عليه ومارّه عليه
شعور غريب وحكايه اغرب ركب وقفل الباب
ولف للبيت وهو يناظر الملحق وباقي البيت طافيه انواره
اخذ نفس وحرك السياره متوجه للساحل
ساحل بحر برّي تتطاير فيه طيور المقناص اغلب الوقت
وبفصول معينه من السنه يشوف فيها حياه وشغف
وفكر وحب لهالمكان مالقي نفسه الا متوجه له
-
صباح يوم جديد
ذكرى
مشت للمكتب ودقته ودخلت
ابتسمت:سلام عليكم
المدير؛هلا وعليكم السلام،في مشكلة !
ذكرى جلست:انا ذكرى عقيل بنت عقيل المتحدث الرسمي لوزارة الصحة
المدير ابتسم:اهلاً وسهلاً تفضلي في اي مشكلة ؟
ذكرى:ابداً بس محتاجه ملف معين من جرّاح القلب دكتور طارق
المدير عقد حاجبينه:ملف ايش ؟
ذكرى اخذت نفس وطلعت بطاقتها على مكتبه
:هذا اسمي وماكذبت انا اخت زياد اللي صارت له عملية القلب هنا بهالمستشفى
المدير:طيب هذي قوانين وتتطبق على الجميع
ذكرى: بس مو علي ولا على اخوي
المدير:انا ما اقدر اخدمك بخدمة صعبه كذا غير لو تفضل ابوك استاذ عقيل ممكن وقتها اساعدك
ذكرى عقدت حاجبينها:وليش ابوي لازم يكون موجود ؟
المدير:هذي الشروط
ذكرى ناظرته ثواني بقهر وسحبت بطاقتها وخرجت
مشت وهي طالعه وناظرته داخل وبطاقته على صدره
وقف وعقد حاجبينه يناظرها
وقفت قدامه وهمست؛بلقاه وبعرف من هو اللي ماخذ من اخوي جزء ؟
طارق استغرب وملامحه مصدومه ومشت من جنبه وخرجت
هذا تهديد رسمي وبالحرف ومن صاحب التهديد
يعني ممكن لو صار للمستشفى شي من سرقة معلومات تتهم هي
كيف بهالبساطة تتكلم ! ليش تبي تجازف وتتحدا وزارة الصحة
لف وهو يناظرها طالعه وغمض عيونه
هذا زياد ! ماعرف عنه الا اسمه بس ومعلومات صحية
كيف قلب حياته وحياة عبدالله وحياة الكثير ؟
ليش جازف ووقع على ورقة الآن الكل يتحمل مسؤوليتها ؟
مشى لمكتبه طارق وقفل الباب وجلس
وارسل لعامر على طول "شصار معاك ؟"
يبي يتخلص من عبدالله بأسرع وقت مايبي يتهاوش ويخسر عبدالله
عبدالله مو بس مريضه ! صاحبه ويعرفه من سنين
-
بشرى
حركت القهوه وهي تناظر الباب ينفتح
ويدخل نفس الشخص تنهدت بملل من الفضول اللي بداخلها
وناظرت ملامح عبدالرحمن وهو يتوجه لعبدالله
عبدالله ناظرها ورجع ناظر عبدالرحمن:كيف الحال؟
عبدالرحمن:بخير شجابك؟
عبدالله وهو يمشي ويقعد على الطاوله:ابي قهوة معتدلة السكر
عبدالرحمن وهو يدري باستغباءه:تبشر
مشى وطلب القهوه وحضرتها بشرى وهي تناظره
دقايق ودخل مع الباب عامل توصيل وبيده ورد اصفر
انكبت القهوه على الرخام ورجفت يدينها
أكبر التفاصيل اللي تميز زياد عن غيره !
حبه للورد الاصفر وملازمته بكل يوم لشراءه
اسلتم الورد عبدالله ومد له الفلوس؛مشكور
حطه على الطاوله ورفع نظره لها يناظرها تناظره
حطت القهوه على الصحن البني ومشت تحت نظرات عبدالرحمن لهم
وحطت القهوه وتجمعت الدموع بعيونها وهمست
:ليش الورد الأصفر !
عبدالله همس بهدوء:مو بس الورد الأصفر ،النهار والورد الأصفر والغصون
رجف فكها بشكل ملحوظ وبان ارتباكها
هذا سارق كل حياة زياد مو بس هالتفاصيل مستحيل
ضربت يدينها على الطاولة ووقف عبدالرحمن
ناظرته بحده:شتبي مني !
عبدالله بلع ريقه ووقف من شاف عبدالرحمن
عبدالرحمن؛عبدالله اطلع ولعد اشوفك هنا
عبدالله ناظرها ورجع ناظر عبدالرحمن وخرج
لف لبشرى وتكلم بحده؛شسوا لك ؟
بشرى ماردت عليه وتناظره رايح
مسكت كفوفها وهي تناظره بخوف وصدمه كبيره
عبدالرحمن تركها ولحق عبدالله
-
عبدالله
ركب السيارة ومسك راسه بقوه وغمض عيونه
لف من سمع الباب ينفتح ولف وناظره
عبدالرحمن بعصبيه؛اخر مره احذرك عبدالله ابعد عن هالبنت ،لا اشوفك بالكوفي ابداً
عبدالله:رجولي تسوقني مو انا اللي مسيطر على نفسي
عبدالرحمن صرخ بوجهه:اترك هالكلام واعقل اخوي الكبير على عيني وراسي بس جنونك لا يصيب شي يخصني
عبدالله تقدم له وصرخ بضياع بعد صراخه
:اقولك مو انا مو انا صاير شي مجنني انا ماني انا انا مجننون
عبدالرحمن ناظره وبلع ريقه ونزل من سيارته وقفل الباب بقوة
لف عبدالله وضرب يدينه ومسك الدريسكون بقوة
ناظر اللي قدامه وشغل السيارة وحرك

روايتي العاشره " ياربة الشعر والأحلام غنيني "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن