روايتي العاشره " ياربة الشعر والأحلام غنيني "

٢٧

عبدالله
نزل من سيارته وهو يناظر البحر والغروب
غمض عيونه ونزل راسه لتحت وهو يفكر
هاللي بقلبه ماهو حبه هذا حب زياد !
هاللي يحسه من مشاعر ماهي مشاعره مشاعر زياد
هالقلب والروح اللي تعيش ماهو ملكه !هذي لزياد
هو فقط جسد بدون اي روح اي مشاعر اي شعور
هو مايحب بشرى قلب زياد يحبها
هو مايميل لذكرى قلب زياد اللي يحن
هو مايشتاق لعقيل قلب زياد المشتاق
مشتاق يعيش ! مشتاق يحب مشتاق يحكي ويضحك
كل اللي يحسه هزل كل اللي يحسه كذب
رفع نظره للشمس وهي مودعه وتغرب
حتى الورد الاصفر والنهار والاغصان كلها بقلب زياد
صعب الموضوع عليه ! غريب الموضوع عليه
ماتخيل ممكن تصير ممكن يعيش بس مو بروحه
اغربت الشمس بوقت قصير وبدأ الجو يصير مظلم
قاسي ،مخيف ،وحيد ،تضمه نسايم الليل وهو لحاله
بخاطره يتكلم يصرخ يشكي يبكي اشياء كثيره
مو قادر يتخلص من اللي داخله يحس وده ينزع صدره
ويرميه الحرب العالميه اللي بين عقله وقلبه !
دايم تنتصر فيه المشاعر وتترك للعقل والمنطق الخساره
-
بشرى
دارت في الشقه تناظر المكان بهدوء
وجوالها بيدها على أمل يتصل !
فتحت محادثته وهي تناظر رسايله
اللي تشبه رسايل زياد بشكل كبير
الاسلوب متشابه !
تنهدت وهي تشوفه اخر ظهور من مده طويله
تذكرت نظراته تأمله ابتسامته
يتعمد يجي بوقت الغروب
يتعمد يزور ويدق بابها ويوقف تحت شباكها
مشاعره باينه على ملامحه تفضحه من تشوفه
تحسه يحب يميل يتلهف ! بس معقوله هالقلب
يحبها زي ماحبها زياد !
معقوله هالانسان تؤام روح زياد!
ليش تحسه نادر وغريب ومختلف
تشوفه الشخص اللي يتبع زياد بالمشاعر
الطمأنينه الامان الحب والاهتمام ؟
كلها تشوفها فيه بشكل ملفت ومبالغ فيه
من لحظة دخوله للكوفي ونظراته المصدومه لها
لوقفاته بالشارع ونظراته لها من شباكها
لسمته ليدها اللي اربكته والورد الاصفر
اللي تركه ضايع مشتت يناظرها بهدوء
ليش غريب ! ليش مختلف عن الباقين؟
ليش يطري عليها الحين !
ليش تناظر زيارته وخايفه على زعله وانكساره ؟
تنهدت بتعب وهي ترسله له بعد طول تفكير
" بغيت اطمن عليك بعد اللي صار "
ارسلتها وقفلت جوالها بضيق
-
طارق
ناظر عامر بخوف:عامر تدري انه مابيرضى ابد
عامر؛يعني انا اللي بيكلمني ويرمي كل ذا بحر ! شوف ابوي كلمه
لف طارق لمحمد وهمس:عمي انا ماني مستعد اخسر صديقي فهمه انك اجبرتني على السكوت
محمد:وليه اطلع انا الضرر والشر له !
طارق بجنان؛بس مو انا
عامر ناظره:طارق ترا كلنا ماكلينها مو بس انت
طارق:تدري زعل عبدالله شين ويطول وخصوصاً بهالموضوع ياما جاني يسأل ولا علمته
عامر:شتقول عني انا !
طارق جلس بضيق:كله منهم هذولا البنتين
محمد ناظره وهمس:وين ارضيه الحين؟
عامر؛اكيد بالساحل
طارق بلع ريقه:من قبل قالي لو اموت ماياخذ قلب غير قلبه وزعل من جبت وطريت له فكرة ياخذ قلب امه
محمد:لانه غبي وعنيد ،هالشي طبي وعملي وحلال لو فيه ضرر كان حرمه الاسلام
طارق؛هذي رغبته مايبي قلب غير قلبه
تنهد طارق وهمس:ادري فيه ندمان الحين انه اخذ قلب زياد وعباله السبب بخسارتهم لولدهم
محمد غمض عيونه بتعب من عناد ولده
عامر ناظر طارق وتنهد وصد
-
يوم جديد
بشرى بالكوفي تراقب الباب بأمل كبير
يدخل ويقطع طريق الزعل اللي داخله
لو يمر الحين بتعتذر وتصحح الغلط
تنهدت وناظرت عبدالرحمن ومشت له
لف لها عبدالرحمن وناظرها ساكته وتناظره
هز راسه؛حتى انا مدري وينه
سكتت بشرى وبلعت ريقها وعبدالرحمن تنهد
ومشى وخرج من الكوفي وجلست بتعب بشرى
دقت عليه على امل يرد ولكن زي امس مايرد
دقت على ذكرى وردت ذكرى؛هلا
بشرى؛مايرد ولا جاني
ذكرى سكتت ثواني:اسألي اخوه
بشرى؛مايدري وينه جاوبني قبل اسأله
ذكرى تنهدت:معقوله كل هذا عشان دخل مكتبه وساعدنا ؟ لو ادري ما كان دخلته بالسالفه
بشرى؛مايفيد اللوم ابي اعرف وينه الحين
ذكرى سكتت ثواني؛مرّي بيتهم اذا تعرفينه
بشرى؛امره ليش ؟ واخوه بنفسه مايدري
ذكرى؛ما ادري بشرى انا زيك ضايعه وقلبي يوجعني
بشرى؛بنتظر يمكن يجي الليله
ذكرى؛وطمنيني
بشرى؛طيب
قفلت منها وتنهدت بضيق رفعت عيونها
لطاولته اللي ضمت سواليف ومواقف كثيره
وصدت وهي تقوم وترجع لشغلها
-
ذكرى
انتظرته وهي تناظر البوابه وتراقب ساعتها
خرج من شغله ونزلت من سيارته ومشت له:دكتور
لف لها وناظرها بحده وتقدم لها:شتبين ؟
ذكرى بلعت ريقها؛اسفه على اللي صار
طارق؛عشان كسرتيها للمره الثالثه عادي
ذكرى:لا عشان عبدالله
سكت طارق وكملت ذكرى؛دريت انه زعلان منك وتارك البيت شكلكم تهاوشتوا بسببي
طارق:زين تدرين انك جبتي لي المشاكل ،صاحبي تهاوشت معاه بسبب عنادك وانانيتك، قلنا ممنوع يابنت الناس ليه ماتفهمين؟
ذكرى بهدوء:بس ابي اعرف تخيل لو انك متعلق بأحد وفجأه تفقده وتدري ان قلبه موجود وداخل شخص ماتدور له !
طارق اخذ نفس وناظرها؛هذا صاحبي وخسرته وقلبه ماهو قلبه
ذكرى سكتت وكمل طارق:اتركينا اروح بيتنا لو سمحتي
مشى وتركها وذكرى تناظره تنهدت بضيق ومشت وركبت
حرك السواق وذكرى متضايقه وساكته
ماكانت تبي تسبب مشاكل وفراق بين احد
كانت تبي بس قلب زياد !
-
مر اسبوع
محمد
قلقان وكل يوم ينتظر رجوعه وجيته للبيت
كان قبل بشغله يسافر اوقات طويله ومايجي
بس ماتعود على فراقه الحين !
حتى لو يمر يومين لازم ينتظره يدخل ويحس بوجوده
ناظر عامر من دخل وناظره عامر بضيق
صد محمد عنه وعامر تنهد ودخل غرفته
عند طارق
يداوم لشغله وكل مايشوف الملف يتضايق
ويقوم من مكانه يحاول ينسى الموقف القاسي
صاحبه وكلامه اخر مره كسر قلبه وعوره
مايبي يخسره ! لو يخسر شغله حتى بس مستحيل يفرط بصاحبه ابد
عند بشرى
ناظرت الاكل قدامها بضيق وبدون نفس
وقفت وفزت من دق الباب ومشت وفتحته
ناظرت ذكرى ولانت ملامحها وابتسمت
دخلت ذكرى؛لحالك اكيد
بشرى؛من معي اجل
قفلت الباب بشرى وجلست ذكرى؛وما اكلتي ؟
بشرى؛من اول اطالع بالاكل والاكل يطالعني
ذكرى؛زين جيت كلي الحين
بشرى تنهدت؛تتوقعين معد بيجي ؟
ذكرى:ليش تحاتينه ! ليش تدورينه ؟
بشرى:واللي مريت فيه معه قليل ! شوي ؟
ذكرى:بس ماشفتك قلقانه زي كذا من قبل
بشرى تنهدت ولاردت
وذكرى همست؛انا بعد زعلانه على الصحبه اللي هدمتها
بشرى ناظرتها وكملت ذكرى؛متى يرضون ؟
بشرى؛متى يجي ! هذا السؤال الأهم
سكتت ذكرى وبشرى صدت لبعيد بنظرها
بشرى ابتسمت بهدوء:تصدقين !
ذكرى من سمعت نبرة صوتها الحزينه رفعت راسها بسرعه لها
بشرى بغصه همست؛حلمت بأمي
لانت ملامح ذكرى من شافتها تبكي
وقفت وجلست جنبها وبشرى همست وهي ضامه يدينها
ودموعها تنزل:حسيتها مشتاقه لي من يوم ماجات بحلمي
ذكرى بلعت ريقها وحطت يدينها على كتوفها
بشرى:اشتقت لها،لحسّها،ريحتها امي اكثر شخص اشتقت له
ذكرى ماقدرت ترد ماقدرت تقاوم دموعها وشدت عليها
بشرى؛اكثر ذنب اذنبه علي ابوي ! امي وحرماني لها
ذكرى؛بشرى ؟
بشرى مسحت دموعها:من امس وانا ابكي صدق مشتاقه لها ذكرى ابي اسمع منها واتكلم معها ابي اقول اني ماغلطت وان تربيتها لي صحيحه بس الشيطان شاطر
ذكرى ناطرتها واخذت نفس بشرى؛احس ان روحي انطفت
كان التعبير كفيل انه يخلي ذكرى تضمها لصدرها بقوه
بكت بشرى بحظنها وهمست ذكرى؛ماتنطفي روحك وانا موجوده انا نور طريقك، وصديقة دربك وصاحبة سرك
بشرى شدت عليها وهي تبكي بدون صوت وذكرى شاده عليها
-