١٣

8.7K 190 13
                                    

-
بشرى
بعد ماخلصت شغلها جلست بطاولة عبدالله
اي صارت طاولته مستحيل تنسى الموقف هذاك
انتظرت يمكن تجي ذكرى بس ماجات
ملت الانتظار وانتهى شغلها بس ماطلعت
تناظر حوالينها مالقت احد بهالحظه يلمها
تعبت وتثاقل الحزن على قلبها فتحت جوالها
وهي تتصل على امل ترد عليها بس ماردت
ناظرت الرقم فوق رقم ذكرى بكل حزن
دقت وهي تناظر اصابع يدينها بضيق وتداري دمعتها
حست انه مارح يرد وطال صبرها ولارد
عند عبدالله
همس وهو هادي؛اذا عامر عطه مشغول
طارق ناظر اسمها وهمس؛هو
عطاها مشغول وفتح عيونه عبدالله؛تكذب؟
طارق ناظره :اقعد محلك مانبي نعيد التخطيط
وقف عبدالله وهو ينزع الجهاز عن صدره ويقوم من محله
ناظره طارق وسحب عبدالله الجوال من يده
:توني اشكي لك واقول قلبي يتفزز لها
ناظر اتصالها وناظر طارق بقهر وبعد وهو يتجه للشباك
ويدق وهو يدعي ترد وتترك الكرامة شوي
ناظرت رقمه وبلعت ريقها ورفعت نظرها وردت
اخذ نفس وهو يسمع اتزان نفسها وغمض عيونه
لمس صدره العاري وتحسس مكان عمليته وهمس:آمري
وده يقول اكثر وده يقول آمري تدللي احكي وابكي واضحكي
عطيني حزن واعطيك فرح وبشاير
عطيني جواب وسؤال واعطيك مشاعر
بشرى بهدوء؛كلمت ذكرى
عبدالله؛وش قالت؟
بشرى:من امس بسريرها قلت لها تجيني ورفضت من اول استناها لحالي
عبدالله ماتركها تكمل كلامها واثرت فيه اخر جملتها (لحالي)
:اجيك؟
سكتت من غرابة سؤاله ! وكيف ماركز بالتفاصيل غير الاخيره (لحالي)
طارق غمض عيونه وصد لمكتبه وهو يسمعه
وعبدالله اخذ نفس:بجيك
قفل منها ولف لطارق:عشاني مستعجل بعدي حركاتك الغريبة لوقت ثاني
مشى وخرج وطارق ناداه؛عبدالله !
-
بشرى
بالكوفي جالسه وحاظنه يدينها
وتناظر حوالينها تأخرت على البيت
بس محد دق محد فقدها محد سألها
رفعت راسها وانصدمت من شافت ذكرى داخله
ذكرى تقدمت لها؛زين لقيتك
بشرى وقفت وحظنتها؛زين انتي جيتي
ذكرى تنهدت؛ماكنت بجي بآخر لحظه قمت
بشرى بعدت عنها وناظرت وجهها الذبلان:تبين تاكلين؟
ذكرى؛لا خلينا نجلس
جلست قدامها واخذت نفس بشرى؛ذكرى
ذكرى طالعتها:بننسى ننسى زي مانسينا قبل
بشرى مسكت يدها وشدت عليهم:زين اني شفتك
رفعت نظرها بشرى من دخل عبدالله
ولفت ذكرى وناظرته وعقدت حاجبينها
تقدم لهم من شاف ذكرى وتنهد ووقف عندها؛زين شفناك
ذكرى زاد استغرابها ولفت لبشرى
سحب كرسي عبدالله وجلس بينهم وناظر ذكرى
:لو دريت وجهك بيذبل كذا ما وديتك
ذكرى؛انت ساعدتني بس ولبيت طلبي ومشكور
عبدالله:وبكمل واساعدك باللي تبينه
ذكرى رفعت نظرها لبشرى وعبدالله رجع ظهره لورا
:اعرف دكتور طارق وصاحبي واقدر اجيب لك اسم صاحب قلب زياد لو تبين
ذكرى بانت صدمتها وناظرت بشرى اللي تناظرهم
ذكرى:جد؟
بشرى؛اي وخلصنا ذكرى يكفي شخص واحد نعرفه
ذكرى ناظرتها ورجعت ناظرته؛بتجيب اسمه؟
عبدالله تذكر هوشتهم اليوم؛بحاول
ذكرى اخذت نفس بهدوء وناظرت الفراغ
لف عبدالله وناظر بشرى هاديه وتناظره
وصد بنظره وطال سكوتهم وحس وجوده غريب
ووقف:زين جيت عبالي لحالك
ذكرى ناظرت بشرى وبشرى ناظرته وهزت راسها:مشكور
عبدالله؛العفو
مشى وخرج من الكوفي ولفت ذكرى لبشرى
:غريب
بشرى؛جداً
ذكرى اخذت نفس؛بس زين طلع لنا كل شي جالس يمر بسلام
بشرى؛مع اني رافضه سالفة الملف والاسماء بس انا معاك بكل شي
ابتسمت ذكرى؛تصدقين!
رفعت نظرها بشرى وكملت ذكرى؛دايم تطمني جملتك،انك معاي بكل شي
ابتسمت بشرى وكملت ذكرى؛ومبسوطه اني عرفتك حتى لو بوقت بعيد المهم اني عرفتك وبسرعه تعودت عليك
بشرى:وانا مبسوطه ان لي احد الحين وجنبي ومساندني
ذكرى ابتسمت لها وسكتت
-
عبدالله
واقف وانتظر يمكن ربع ساعه وفعلاً
طلعوا بعد انتظاره وركبوا بسيارة وحركوا
وكعادته وصلهم لبيتهم ولاخر بيت
بيت بشرى وقف ونزلت بشرى
وانتبهت لوجوده ولسيارته من بعيد
وقفت ثواني ومشت لداخل وهي تمر
من عند اهلها وطلعت الملحق وهي تناظر جوالها
دقت عليه ووقفت بشباكها وجاها صوته؛هلا
بشرى؛ليش موجود عند بيتنا؟
عبدالله بلع ريقه وسكت ثواني؛كنت وراكم
بشرى قفلت الستاره :ليش؟
عبدالله؛عاده جديده
بشرى؛يكفي اللي تسويه معانا ومشكور بس لا تسبب لي مشاكل عند بيتي
عبدالله حك جبهته باحراج؛اكيد وانا اسف
بشرى؛مو مشكله
قفلت منه وغمض عيونه عبدالله بقهر
ناظر البيت اخر مره ومشى لبيتهم
دخل البيت وقفل الباب وناظر ابوه
ماشي للصاله بعكازه ناظره وصد
همس محمد:مامت باقي
تنهد عبدالله:مالي خلق
محمد ناظره:من متى انت لك خلق اصلاً مانشوفك بالبيت الا بالشهر مره وانت تشتغل والحين بعد ماقعدت بالبيت مانشوفك ابد !
عبدالله ناظره وهمس:شتبي ؟ لا جد علمني وش تبي !
محمد:ابي عيالي حواليني
عبدالله:الحين؟ وينك قبل وينك بمراهقتي وطفولة اخواني وينك ؟
محمد بقهر:موجود كنت موجود ولا مره قصرت
عبدالله رفع حاجبينه وبحده تقدم له:بالعيد نشوفك كل سنه وتعطي كل واحد كم ريال وترجع تختفي
محمد؛انتوا المفروض اللي تجوني مو انا
عبدالله ضحك؛والله ؟ وليش يوم دريت انك مريض خفت وجيت تحت جناح امي غثيتها وقعدت عندها لين ماماتت قهر وغبن!
محمد بعصبيه وتعب؛ماغثيت احد امك عاشت وماتت وهي تقدرني ولا تضايقت من وجودي
عبدالله:اي لانها طيبه وقلبها ابيض رضت تعتني فيك لين ماتشافيت وقمت وبالنهايه ! هي اللي تركتنا
محمد؛مو غلطي موت امك هذا من ربي وانا ابوك
عبدالله همس:تكفى لا تقول ابوك انا حتى ناسي اني ولدك مايذكرني غير اسمي
محمد:هذا وانت اكبر عيالي
عبدالله بعصبيه:وليتني ماكنت
مشى وتركه وناظره محمد:مودك لابوك ولاهلك
مارد عليه عبدالله وقفل باب غرفته بعصبيه
وجلس وهو يحاول ياخذ نفس ويهدي نفسه
حس انه ضايع مابين شوقه لامه ومابين خوفه على ابوه
يشوفه يكبر ولا يقدر يكسر كرامته ويقضي معه اللي بقي
مابين شغله وصاحبه اللي بلحظة تركه وخرج
تنهد بتعب وهو يلف للشباك ويناظر غروب الشمس
-
بشرى
بكل مره تشوف الشمس مودعه شباكها
ماتقدر ماتبكي ! وتتذكر شلون كانت وكيف صارت
هالوقت كانت تقضيه اما جنب اهلها بالصاله
او على صوت زياد وسواليفه بغرفتها
هالوقت بالذات كانت تهابه وتخافه وتقضيه
مع احبابها بس احبابها وينهم الحين!
نزلت دموعها وهي تناظر اصابعها بهدوء
حتى ذكرى ماقدرت تدق عليها هالوقت
مالقت غير انها تبكي على وضعها ووحدتها
تفكيرها وجنونها ضعفها وانكسارها
تتحطم مابين ذكرياتها وماضيها
ينسكر داخلها الف شعور من تتذكر الماضي
عند عبدالله
تكرر عليه هالانقباض بقلبه قبل
يوم شاف دموعها بالمقبرة
معقوله تبكي الحين! ليش يحس ان قلبه
يعوره ويوجعه ويدله لتليفونه ورقمها
اتصل وهو ينتظر منها جواب
ردت بس ما كان في رد ابد هدوء
اللي كان طاغي على المكالمة
غمض عيونه من عرف انها تبكي وهمس
:ماعرفت ليش اتصلت ! حاولت اسأل نفسي شمعنى انتي؟ ليه هالدروب والابواب مالقت الا دربك ؟ مالقت الا بابك!
سكتت بشرى وهي تناظر شباكها
وكمل عبدالله:شكيت ان زياد دعى لك قبل موته وانا استجابة دعائه
بشرى هزت راسها بالنفي وهي مي فاهمه شي
وسكت عبدالله لدقايق:على قد ما اشوفك حزينه على قد ما اقول قويه
بشرى ناظرت كفها واخذ نفس عبدالله:وانا ؟
كمل بعد ثواني؛انا المسكين بالقصة
عقدت حاجبينها وعبدالله من طرى عليه موضوع ابوه سكت
تكلمت بشرى وهي على سريرها:معقولة في حزن اكبر من حزني؟
ابتسم عبدالله؛تبين تشوفين ؟ من وين ابدأ وش اقول !
بشرى:ماظنتي ،تقدر تتحمل انت
عبدالله؛قلبي من حجر؟
بشرى سكتت وكمل عبدالله بضيق من هالموضوع
:تبين تجين بكرة معي ل...
سكت بعد انتباه لترتيب جملته العفوية المهمله
اللي جات على هيئة اهتمام وطلب ورغبة
معي !
كانت كفيلة انها تترك المحادثة هاديه
وتقطع هدوءها بسؤالها:وين اجي معك؟
غمض عيونه عبدالله لبعيد لوين مايدلني هالقلب:خلاص مو مهم
بشرى سكتت وكمل:بكره انا بروح لحالي المستشفى واشوف طارق وش يقول
بشرى:زين
اخذ نفس ولا وده يقطع اتصاله بس غرابة الموقف تركته ينهيها ب:تبين شي ؟
بشرى:مشكور
عبدالله:سلام
قفل وهو يناظر جواله ودعي من داخله
انه ما انتهاء المكالمة انتهى غروب الشمس
ومن رفع راسه وسمع صوت اذان المغرب
زفر بارتياح وغمض عيونه بتعب
-

روايتي العاشره " ياربة الشعر والأحلام غنيني "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن