(9)

939 20 0
                                    


- امبارح ..امبارح لما نسيت تليفونك معانا انا.. انا خدته وفتحت التليفون وشوفت الصور اللي عليه..

حدقها بتعبير متجمد فلم لم تفطن هي تماما الي نيته ، حاولت التبرير بندم حقيقي :

- صدقني كان غصب عني انا مكنتش اقصد حتي لما شوفت صوره البنت اللي..

- يعني فتحتيه ؟

اجفتها نبرته الخشنه فأيقنت انه لن يتهاون فيما فعلته .. ابداً ، ازدردت ريقها بإرتباك وامأت بغبطه ، جز علي اسنانه بغضب دفين فإرتعدت هي داخلياً قلقه من رده فعله القادمه .. وكانت محقه حيث اردف رافعاً إحدي حاجبيه بحده ارعبتها :

- وانتي مين أذنلك بكده ؟

- قولتلك غصب عني انا..

- غصب عنك ؟!! .. ردد في استهجان حاد ، وتابع علي نفس الوتيره الجامده

- هي التليفونات بقت بتتفتح بالصدفه الايام دي ؟؟

- انت مش فاهم انا فعلا أآ..

- انتي تسكتي خالص .

باغتها بإندفاعه نحوها قابضاً علي ذراعها بأصابعه الفولازيه ، شهقت متفاجأه وحدقت فيه بعين متسعه..

- انتي مين سمحلك بكده ؟ بأي صفه تدي لنفسك الحق ده ؟

- اوعي ايدك سيبني انت اتجننت ؟

حاولت التملص منه ، فضاعف من قبضته علي ذراعها ..

- انتي كمان بتتكلمي ؟! فتحتي التليفون وفتشتي فيه كمان ؟ عرفتي ايه تاني هه ؟ متردي !

هزت رأسها نافيه بقوه وقالت :

- لأ ! لأ انا مفتشت فيه والله انت مش فاهم..

- ومش عايز افهم .

ولأول مره تشعر "ليلى" بالخوف اتجاه شخص ما بهذه الطريقه ازاء شكله الخطير ، هي مدركه انها اخطأت ولكن خطأ بسيط لا يستحق كل هذا الغضب الذي تراه الأن ! توقعت انزعاجه من الأمر ولكن هذا الأنفعال العاتي باغتها للغايه.. شعرت ان جسدها بارد وتسارعت نبضات قلبها نتيجه لفزعها من هذا الشخص الذى تحول كلياً من شخص بارد الأعصاب اللى شخص لا يكن لها سوى الكراهيه والغضب فهو الأن كـبركان انفجر بشكل مفاجئ بعد خموله ، حاولت التخلص منه بحركه مقاومه منها فرجعت للخلف ، كادت تسقط من مقعدها فلحقها "سيف" وحاوط خصرها بيده الاخري ، تشبثت "ليلى" بيده فأحس بيدها المرتجفه اعلي خاصته متطلعاً بعينيها المليئه بالزعر والخوف ، في هذه اللحظه شعر بأنه تمادي في الأمر و بالغ في رده فعله نحوها ، أفعلتها تستحق كل هذا الخوف الذي يراه بعينيها الأن ؟! ، انتبهت "ليلي" لنفسها ودفعته بعنف عنها في اللحظه ذاتها الذي تركها "سيف" برغبته .
اعتدلت "ليلي" ونهضت بسرعه ملتقطه حقيبتها وصدر صوتها ونبرتها الباكيه :

- انا أسفه .

خانتها دموعها وانهمرت بغزاره هاربه منه وركضت مسرعه ، حارب شعور الندم الذي اجتاحه متذكراً فقط اطلاعها علي اموره الشخصيه وعبثها بملفاته بوقاحه.. هكذا ظن .

كبرياء الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن