خمدت حركتها تماماً بين ذراعيه ، ضمها "سيف" نحوه بتشتت قَلق وربت علي وجهها بشكلٍ متفاوت ، هاتفاً بخوف :
- ليلي ؟؟
كممت "ريهام" فمها بزعرٍ ثم اخذت تهزها بيدٍ تسللت اليها رجفه بسيطه ..
- يا نهار اسود .. ليلي !!!
لمحت فوراً الهاتف الموضوع بين اصابع "ليلي" المرتخيه ، و التقطته فوراً مجيبه بنبره مرتجفه اذ تبيّن ان الخط ما زال مفتوحاً ، وردت فزعه :
- الو .. لأ ليلي مش كويسه انتي مين وقولتلها ايه ؟
ثم هتفت بصدمه بعد ثوانٍ قصيره وقد اتسعت مقلتيها :
- طنط فاتن !! .. طيب طيب .
اغلقت الهاتف سريعاً ، سألها "سيف" بترقبٍ قَلق :
- في ايه يا ريهام ؟
"ريهام" بغبطه وقد انتفض جسدها بزعرٍ واضح :
- مش عارفه.. واحده بتقول انها جاره ليلي وانهم نقلوا امها المستشفي وانها بتموت !!
بدأ الامر يتضح له ، توصل نسبياً الي سبب فقدانها للوعي بشكلٍ مفاجئ وعلي حين غره.. رفعها اليه قليلاً وراح يربت علي وجنتها بإصرارٍ اكبر بعد ان ازدادت هواجسه :
- ليلي ؟؟ ليلي فوقي ردي عليا ؟!! ليلي ؟!!!
لم تصدر اي استجابه .. مِمّ ارعد "ريهام" وبث بقلبها الرعب ، واندفعت مرتعبه :
- الحقني يا سيف دي اول مره يحصلها كده !
ضاعفت "ريهام" قلقه ، لم ينتظر اكثر إذ رفعها بين ذراعيه و توجه بخطي سريعه نحو سيارته المصطفه علي مقربه منهم ، تاركاً "ريهام" تصيح من خلفه :
- موديها فين ؟؟
وضعها بحرصٍ حيث مددها علي الأريكه الخلفيه ، ثم استدار بسرعه واستقل السياره وادار المفتاح بها ليشق الطريق امامه غير آبياً بأي شئ أخر..
راقبت "ريهام" السياره تبتعد بسرعه من امامها ، وقفت بلا حيله كتائهه تركها ابويها بمنتصف الطريق..
ظهر "سامح" خلفها من العدم ، متطلعاً الي سياره "سيف" المبتعده قبل ان تختفي من امامهم ، وتساءل بقلقٍ ساوره ومن الواضح انه حضر تواً :- في ايه يا ريهام سيف جري كده علي فين ؟؟
استدارت له وقد احتل اصفرارٍ حاد وجهها ، ارعده وجهها الملئ بعلامات الزعر فأسرع فزعاً :
- مالك اتكلمي ايه اللي حصل ؟؟
_______________________________________
لا يعلم اي قوةٍ دفعته لحملها بشجاعهٍ في وضح النهار امام الحرم الجامعي ظاهرين تماماً للعيّان .. بل ضمها اليه ثم وضعها بسيارته تالياً غير آبياً لنظرات البعض نحوهم ..ولعله لا يكثرت الي هذا اللحظه.
بل صب كامل اهتمامه بالطريق الذي التهمه بسيارته التهاماً ، يتسابق مع الرياح بسرعه قسوي حتي تذبذبت حركه العجلات بين الحين والأخر ، باحثاً عن مشفي قريبه.