(64)

754 28 1
                                    

ساعه كاملة مضت.. ساعة من صمته المثير للأعصاب !

هرعت إليه فور إستدعائه لها إلي مطعمٍ شهير جمعهما في أخر لقاء بينهما كما أطلعها ، توقعت بأنها ستستقبل شكواه من مُعضلة أخري يواجهها ، فبالطبع يرغب في إفراغ جعبته لها لهذا السبب تماماً طلب لقائها !

ولكن "سيف" لم يتحدث سوي مره واحده فقط ! مره طلب فيها صمتها وان تكف عن الإلحاح ، ولكنها لم تستطع الإزعان نظراً لسوء حالته وعبسه المقلق ذاك .

أرادت أن تبدي تذمرها أكثر من مرة على صمته المريب هذا ، لكنها كانت تمنع نفسها بقوة عندما توشك على ذلك صبراً منها عليه .. إلى أن إنتفضت فجأة بسؤالٍ تكرر علي فمها منذ ان حضرت إليه ، لم تطيق الصبر وصولاً عند هذا الحد ..

- مش ناوي بقي تقول في ايه ؟

لا شئ.. كل ما حصلت عليه هو الصمت من جديد .. و الصمت فقط !

تنفست بيأس وهي تطالعه بذات السَلوة ، وقالت مدققة النظر به :

- هو انا بعمل ايه هنا ؟

حرك عينيه أخيراً إليها وصوّب نظرة مباشرة إلي عينيها مجلجلاً ملامحه ببرودٍ أثار حيرتها..

- مش المفروض إنك جايبني عشان عايز تتكلم معايا ؟!

سحب أنفاسه بتروٍ و خرج صوته بعد وقتٍ قائلا بلا حماس :

- مش شرط إني عايز اشوفك ابقي عايزه اتكلم . ممكن السكات يكون بألف معني وينطق ألف كلمه.

مالت نحوه قليلاً عبر الطاوله لتستحثه بإصرار :

- بس انا مش عايزاك تسكت انا عايزاك تتكلم وتقولي اللي جواك.. في ايه يا سيف ؟

إحتوي وجهها بعينيه ، واجاب بإسلوب غامض وبهدوء شديد :

- في إنتي يا ليلي.

عقدت حاجبيها بغرابة وهي ترنو إليه بعدم إستيعاب ، اغمض عينيه محارباً تلك الافكار المتضاربه التي تدّق رأسه ، وغمغم بلهجة تكنف ضيقاً بيّن :

- مش عارفه إذا كنت صح ولا غلط.

- انا مش فاهمه !! هو في مشكله بينك وبين أهلك تاني ؟

خمّنت بحيرة غمرتها ، إمتنع عن الرد وبقي رأسه متدلياً علي صدره الثقيل..

- طب سامح يعرف الموضوع ؟

رفع عيناه إليها من فوره عند الإتيان علي سيرة "سامح" ..   صاحب الفضل في كافة الأفكار المبلبلة والمشاعر المتضاربه التي تجيش بصدره..
دب بعينيه نشاطٍ غريب ، ربما كان تحفزاً وهو يطالعها بنظرةٍ قوية كسهمٍ يحترق..

- وانتي مالك ومال سامح ؟!

لا تنفك "ليلي" تطالعه بتعجب ، اعتدل "سيف" مقترباً منها ودمدم محاولاً إنتزاع كلماتٍ تخرس هواجسه تلك ..

كبرياء الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن