(42)

639 16 2
                                    

وأخيراً .. عادت .. فرغ صبرها إلي أن صُرح لها بالمغادره..

ضجت بأعماقها سعادهٍ عارمه عندما طوت "ليلي" أخر قطعه ملابس لها في الحقيبه..
وإحتفظت في رئتيها بأول نسمه هواءٍ قويه إستنشقتها عند خروجها من بوابه المشفي الضخمه.. ونظرهٍ ملتاعه ضمت فيها منزلها عندما دبت قدميها خارج السياره التي إستقرت امامه..

وعبأت صدرها برائحه منزلها المميزه بعد أن كادت تفقدها من عقلها وتمتعت بدفئه..

بتروٍ حريص ساعدتها صديقتها الملازمه لها علي التمدد فوق فراشها ، تحسسته "فاتن" حولها ببطء لتخبره بمدي شوقها ، كما إحتضنت كل زاويه وقطعه أثاث بعينيها في إشتياقٍ إدخرته طوال مكوثها في المشفي..

إنفجرت أسارير "ساميه" واجادت قراءه ما يدور بعقل صديقتها ولمست ما كَنتهِ من إشتياق عاتي..

- حمد الله علي السلامه يا حبيبتي.

بادلتها "فاتن" البسمه عينيها ، وقالت بدفءٍ ودود :

- الله يسلمك يا أصيله.

كادت دمعه حاره أن تفر من مقلتيها ، ثم ربتت علي يدها بحبٍ قائله :

- حبيبتي انا افديكي بعيني.

إبسمت "ليلي" من خلفهم وأقتربت واضعه كلتا يدها بجيب سروالها ، قائله بترحيبٍ سعيد:

- نورتي البيت يا ماما.

تنهدت "فاتن" كمن إرتاح بعد مشقهٍ ، وقالت مؤيده :

- كان واحشني أوي يا ليلي.

"ساميه" وقد إتسع ثغر إبتسامتها :

- تعيشي وتنوريه يا حبيبتي.

دبت الحياه من جديد في منزلٍ أنهكه الشجن .. إبتهجت الأجواء بعوده سيدته ثانيةٍ ، وللمره الأولي منذ أيامٍ سوداويه مرت تعود البسمه علي محياهم من جديد..

شرعت "فاتن" في النهوض بينما تقول بحماسه :

- انا هدخل بقي اعملكم الغدا . بس انما ايه هتاكلي صوابعك وراه.

لاحقتها "فاتن" وقبضت علي رسغها لتجلسها من جديد أمامها ، وقالت لتمنعها :

- لأ كفايه عليكي كده يا ساميه روحي البيت أحسن.

قطبت "ساميه" جبينها بإعتراضٍ حقيقي ، وأسرعت رافضه بإستنكارٍ :

- واسيبك ! انا هفضل قاعده معاكي هنا لحد ما تقومي بالسلامه.

"ساميه" بإستجداءٍ ضاغطه علي يدها لتحسها علي الإنصياع :

- ما انا كويسه اهو.. بس عشان خاطري روّحي لإبنك وجوزك.

"ساميه" بتصميمٍ حاد لا يقبل التفاوض :

- يمين بالله ما هتحرك من هنا إلا لما تخلصي العلاج .

كبرياء الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن