مــر شـهــراً كاملاً ..
أذعن به "سيف" مضطراً إلي رغبتها بتأجيل زواجهما حتي إنتهاء السنه الدرسية ، وخلال تلك الفتره لم تكف محاولاته ، أمراً بتكثيف البحث عن "هشام" والذي إختفي أثره تماماً كمن لا وجود له !
ولكن لا يمكنه أن يظل خالي الوفاض حتي يظهر خصمه بفعلٍ مباغت يٌشكل خطراً عليها ، لذا ذهب إلي والدتها مصطحباً أسرتة لطلب الزواج منها فور ظهور نتائج الإختبارات النهائيه لها وله كما رغبت هي ، عَجلته الغير مبرره أثارت إرتياب "ليلي" حقاً ، بالإضافة إلي "فاتن" حين أطلعها برغبته في عقد القران قبل نهاية الشهر ، أبدت رفضاً بادئ الأمر ، ولكن أمام إصراره المريب وإخبارها بأن كل شئ مُعدّ تقريباً ، وتحت تأثير والده الذي يملك موهبة لا يستهان بها في الإقناع إنصاعت علي مضضٍ.
وبالفعل..خلال أيامٍ معدودة صار كل شئ جاهز ، لم تُكلَف "ليلي" أو والدتها بشئ مطلقًا.. بات كل شئ مُعدّ من قِبل "سيف" وأسرته العريقة بالطبع.. اقيمت المآدب والإحتفالات كروايات الأساطير بزفاف الإبن الأهم بعائلة آل صفوان .."سيف"
حتي حان اليوم الموعود بغمضه عين ..
إنه يوم الزفـاف.. بعد طول إنتظار وإن كانت المدة قصيره !
وفي أجواء من القلق و الاضطراب على مدار شهراً كاملًا..
الحفل الفخم مقامٌ بحديقه منزل آل صفوان الغنّاء ، اكتظت الساحة الضخمه والمصممة بحرفية رائعة بالمدعوّين.. لحضور حفل الزفاف الأضخم والأعرق علي الإطلاق ، نجل أكبر الشخصيات التجارية والإستثمارية بالبلد ووريثة الوحيد وولي العهد من بعده..!
توهجت الحديقه بأضواء الأعراس الخَلاَّبة ، إلتفت حول جذوع الأشجار السميكه أفرع إناره المناسبات الرفيعه
وقد تم إضافة أريكة لأجل العرائس ، و بدأت تجهيزات أخرى لآجل الضيوف من المدعوّين ، وحرص "شريف" علي الإشراف الكامل بنفسه ، بالإضافة إلي حراسة أمنيه مشدده لحماية رجال الأعمال والشخصيات الهامه الدبلوماسية والسياسية المعروفة.في جهة أخرى، داخل منزل آل "صفوان" لم يكف المرح و الفرح منذ الصباح ، قضت "ليلي" اليوم بأكمله بمنزل أبوي زوجها بإعتبار ما سيكون خلال ساعات قليله ، حرصت "فريدة" علي عزلها تماماً بعيداً عن عينيّ ولدها وفقاً لمعتقدات وعادات عتيقة أيدتها الجدة "نيڤين" بها وبشدة ، وإن رأه "سيف" تَخَرُّصًا وما هو إلا هراءٍ لا اساس له ، إلا أنه أزعن علي عدم رؤياها قبل الزفاف ليلاً ، في واقع الأمر.. لا يهم كثيراً ، هو مطمئن علي سلامتها طالما هي في المكان ذاته.. علاوة علي ذلك ..هي محاطه بجميع أفراد عائلته وعلي رأسهم "ساره" ، لم تفارقها أبداً حتي في حضور فريقاً من خبراء التجميل إستدعتهم "فريدة" بنفسها .. كما أرسلت في طلبٍ مخصوص لفستان زفاف بتصميم فرنسي رقيق بعد أن حصلت علي موافقة "ليلي" أولاً .. سمحت لها "ليلي" بتجهيز كل شئ تقريباً حفاظاً علي غبطتها منقطعة النظير تلك ، و خشية من أن تقل سعادتها ولو بقدرٍ قليل