ركضت بأسرع ما امكنها ، تسابقت انفاسها الهاربه لتتحرر من صدرها المضطرب .. تجمدت خلاياها تماماً لتخرج فوراً من المنزل اليه ، ان قيل لها ما راته تواً لما صدقت البته ! تكاد تُكذب عينيها .. وها هي تهرع للخارج لتتأكد من مصداقيه ما شاهدته ..
لم تكن تتوهم .. فإذا به مستلقياً علي المقعد الرئيسي لسيارته ، مستغرقاً في نومٍ هادئ مائلاً رأسه للخلف قليلاً .
فرغت فاهاً من هول صدمتها ، وانطلقت نحو السياره بقدمٍ احتلتها البروده ، ثم راحت تطرق فوق الزجاج المغلق المجاور له بإصرارٍ ثلاث طرقاتٍ متتاليه..
تململ "سيف" واطبق جفنيه بشده قبل ان يباعد بينهما ببطءٍ ، اعتدل في جلسته وهو يرمقها من خلف الزجاج بعين نصف مغلقتين ، اشار اليها بعبس النعاس لتبتعد قليلاً حتي يتثني له فتح الباب المجاور له ، ترجل من السياره وراح يفرق احدي عيناه بتكاسلٍ لعله يستعيد أكبر قدرٍ من التركيز ..- انت ايه اللي منيمك كده ؟ .. لم تنتظر حتي يصير علي قدرٍ كامل من التركيز فتساءلت بسرعةٍ متوجسه .
- عامله ايه دلوقتي ؟ .. تسائل بنبرهٍ كساها النعاس ، تجاهلت سؤاله تماماً وكررت بإصرارٍ زاهله :
- بقولك ايه اللي منيمك هنا كده ؟؟
- اظاهر راحت عليا نومه .
عقدت حاجبيها بإستنكارٍ ، وقالت بنبره تنم عن عدم التصديق :
- راحت عليك نومه في العربيه ؟!
تنهد "سيف" بنفاذ صبرٍ و قال منهياً وصله استجوابه تلك :
- امبارح كنت تعبان ومرهق فدخت شويه قبل ما اسوق خلاص ؟!.. عموماً انا همشي دلوقتي .
- استني هنا .. هدرت بجديهٍ صارمه ، ثم قالت بنبرهٍ حازمه لا تخلو من القلق :
- هتروح كده ازاي ؟ مينفعش تسوق وانت لسا صاحي.
رفع "سيف" كفيه ومسح وجهه براحتيه بينما تثائب بتكاسلٍ :
- مش مشكله هتصرف.
اندفعت "ليلي" بإصرارٍ جاد ونطق وجهها بكل معالم القلق :
- لأ طبعا مش هسيبك تسوق كده.
صمتت .. فحدقها بنظراتٍ ثابته ارتبكت علي إثرها كما انتبهت لجملتها السالفه التي تفيض قلقاً لتظهر اهتمامها الجم به..
قالت بتعثرٍ بينما تشتت عينيها عن مرماه :- ادخل اشرب حاجه وفوق وبعدين امشي زي ما انت عايز .
وَد قبول دعوتها ، اذ تذكر كونها وحيدهٍ في المنزل .. عليه مراعاه الظروف المستجده عليها تلاشياً لأي شائعات واهيه تطلق .. فهي فتاه صبيه في منزلٍ خالي وهو شابٍ يافع شديد الوسامه يناسبها تماماً.. سرعان ما ستؤلف القصص وتُروي عنهما..
- لأ مش ضروري . انا هستني هنا.
اطلقت "ليلي" تنهيدهٍ صغيره وايقنت تماماً ما يدور برأسه الأن ، وقالت :
