- ايه ؟
هتفت "ليلي" بعدم فهم فقال "سيف" موضحاً :
- يعني لو كنتي جاوبتي ساعتها وقولتي انك تعرفي الجدع ده مكانش حصل كل ده .
- انا مش فاهمه انت تقصد ايه بس انا حقيقي معرفوش زي ما قولتلك .
طالعها "سيف" بعدم تصديق ساخر وقال :
- شكلك متعوده تقفي مع ناس متعرفيهومش كتير .
- انا مش فاهمه حاجه خالص ممكن توضح بعد اذنك.
- مش محتاج توضيح يا أنسه انا شوفتك وانتي واقفه معاه يعني لما قال انه يعرفك وقتها مكانش بيكدب . يعني انا مكانش من حقي اتدخل وادافع عنك وقتها .
شعرت بدلو ماء بارد انسكب فوق رآسها ، ثم اندفعت :
- انت علي فكره فاهم غلط انا..
- اتآخرت عليكوا ؟
قاطعها تدخل "ريهام" هنا فجأه وحدها حيث تركها "سامح" منذ قليل رافضاً الإلتقاء به ، كبتت "ليلي" كلمات عنيفه ودت ان توجهها له وبشده فنهضت ملتقطه حقيبتها بعصبيه دفينه :
- كويس انك جيتي .. يالا بينا.
- مالك يا ليلي ؟ .. تساءلت صديقتها بتوجس بينما تضع "ليلي" الحقيبه اعلي كتفها ، فكررت سؤالها :
- طب فهميني يا ليلي احنا ملحقناش .
- خلاص خليكي انتي .
قالتها بجمود و لم تنتظر رد صديقتها حتي بل انسرفت لتسرع "ريهام" خلفها مباشرة ، بينما ظل "سيف" يتابعها بعينه من موقعه ببرود شديد ساخراً في قرير نفسه من بلاهتها المصطنعه.. او هكذا اعتقد.
_________________________________
في المساء اجتمعت اسرتهم التي استقرت فردان فقط علي مائده عملاقه تتسع لآكثر من عائله عريقه ، وبالرغم من احتواء الصحون علي العديد من الأصناف المتنوعه الشهيه الا انها تفقد شهيتها تماماً .
- ايه رأيك يا فريده نسافر يومين نغير جو بره مصر ؟
سألها "شريف" وهو منغمس في تقطيع قطعه اللحم امامه بهدوء ، بينما تعبث "فريده" بصحنها شارده دون ان تتذوق منه فلاحظها زوجها و علي ما يبدو انها لم تكن علي وعي تام بالواقع.
- فريده ؟! فريده انتي سمعاني ؟
افاقها صوته فتمتمت بتعبير مبهور ينم عن عمق استغراقها في الاوعي لمده طوله :
- هه !! اه ..اه .
عقد "شريف" حاجبيه وتساءل وهو يفحصها :
- اه ايه ؟ انتى سمعاني اصلا ؟
اومآت ايجاباً فقال هو بتشكك :
- لا فريده انتي مش كويسه خالص يا حبيبتي ؟ انتي ملمستيش الآكل حتي !