في إحدى المستشفيات الخصوصي ..
حيث نقل "سيف" حبيبتة بأعصاب مشدوده ، و دفع بالكارت البنكي مبلغًا طائلًا قبل أن يسمحوا لهم بالدخول ، جاء طاقم التمريض بسرعة و حملوا "ليلي" المغشيه إلى قسم الطوارئ
أراد "سيف" أن يرافقها لكنهم لم يسمحوا له مطلقًا ، فبقي امام غرفة الفحص ولا عليه سوي الإنتظار لم يتحرك أبدًا
كانت الدموع بعينيها تترقرق مهددة بالسقوط في أيّ لحظة...
لأول مره بحياته يشعر بهذا القدر من الضعف وكأنه علي وشك الإنهيار.. قلبه يعتصر بين ضلوعه ، لم يكن يدرك أبداً بأنه قد وصل إلي تلك المرحله معها.. لم يكن يدري بأنها قد وصلت إلي أعلي مقامٍ بقلبه !
يعلم بأنه يحبها.. ولكن كيف له أن يغفل بأنها صارت قطعة من روحه دون أن يدري !
عندما رأها مغشيه هكذا بين يديه أحس بفؤاده يتمزق ، وكأنها هوت ببلطةٍ حاده وشقت روحه لنصفين .
ولكن ما بيده حيله اخري.. ما عليه سوي الإنتظار !
يقف مواليًا ظهره لغرفه الفحص ، متمتماً لنفسه شاعراً بإنتفاخ قلبه داخل صدره :
- يارب.. يارب بلاش ليلي.. بلاش دي بالذات .. متاخدهاش مني ..متحطنيش في نفس الإختبار مره تانيه .. مترجعنيش لنفس الموقف مرتين ! مش هقدر اكون أده المره دي .. مش هقدر استحمله مع ليلي بالذات ! إنت بتدي الإنسان علي أد طاقته وانا طاقتي خلصت عندها خلاص ..انا غلطت كتير عارف .. سامحني يارب .. بس بلاش تكون ليلي عقابي بعد ما حسيت إنها رحمتك بيا وفرصتي التانية ! مش بعد ما تديني النفَس للحياه تسحبه مني تاني.. يارب !
ليسمع بعد دقائق من التضرع مضت كالدهرٍ باب غرفة الفحص ينفتح ، ثم يظهر من خلفه كبير الأطباء ، اعتدل "سيف" من فوره واسرع تجاهه
كان يشعر بالدوّار في تلك اللحظة تحديداً ، كان التركيز صعب كثيرًا ، لكنه استطاع سؤاله بتماسك تام مكترثاً لها فقط :
- ها يا دكتور طمني عليها عامله ايه ؟
استطاع "سيف" ان يري جيداً التجهم بوجهه المقتطب فكان بمثابة إعلاناً لا يحب رائحته أبداً..
- مين اللي عمل فيها كده ؟!
تجاوز "سيف" سؤاله مُصراً ، خائراً الأعصاب ، رغم ذلك قال بلهجه أشد :
- طمني عليها بس الأول لو سمحت.
طمئنه الطبيب دون أن يتخلّى عن نظرة الغضب والأسف في آن ، قائلًا بلهجة متحفظة :
- متقلقش هي كويسه . الحمد لله مطلعش فيها كسور وكلها كدمات و إلتواءات في العضم تتعالج بسهوله وبسرعه ان شاء الله مع الأدويه كام يوم مش اكتر . والنزيف الحمد لله كان بسيط وقدرنا نلحقه .. مفيش حاجه خطر متخافش .